في المرمى: كأس العرب... فرصة لا تُفوّت

نشر في 31-10-2025
آخر تحديث 30-10-2025 | 19:48
 عبدالكريم الشمالي

بدأت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب، المقررة إقامتها في العاصمة القطرية الدوحة مطلع ديسمبر المقبل، جولة ترويجية للبطولة انطلقت من الكويت، في خطوة تعبّر عن تقدير الأشقاء في قطر للجمهور الكويتي، ومكانته التاريخية الخاصة في قلوب الأشقاء قبل المدرجات، و«حلاوته» في المساندة والتشجيع.

ونحن بدورنا نبارك لدولة قطر الشقيقة هذا الإنجاز الكبير، ليس فقط من حيث الاستضافة والتنظيم، فقطر عودتنا على ما هو أكبر وأهم بكثير، بل بقدرتها على إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالاستمرار في الاعتراف الرسمي بهذه البطولة. ففي وقت تعاني بطولات قارية كبرى من قلة الاهتمام، نجحت قطر في الحفاظ على زخم «كأس العرب» كحدث رياضي رسمي، يُحسب له ألف حساب.

ولعل هذه الجولة تحمل في طياتها أكثر من مجرد ترويج للبطولة، بل هي رسالة ضمنية بأن الكويت حاضرة دائماً في الوجدان العربي الرياضي، وأن الجماهير الكويتية، بطريقتها الفريدة في التشجيع، لا تزال مطلوبة، ومحبوبة، ومؤثرة، وهي جزء حيوي من الحدث، سواء تأهل منتخبنا أم لم يتأهل. فالكويت كانت وستبقى رقماً صعباً في ذاكرة الكرة العربية، حتى لو خف وهجها قليلاً.

لكن لنُبقِ الأحلام على الأرض، فالواقع يقول إن منتخبنا الوطني تنتظره مواجهة صعبة في التصفيات المؤهلة للبطولة، أمام منتخب موريتانيا الذي بات رقماً صعباً عربياً وأفريقياً، ويشهد مستواه تصاعداً ثابتاً. أما نحن؟ فما زلنا في طور البحث عن الاستقرار الفني، وتجاوز آثار التدهور الذي لم يُبقِ لنا إلا ذكريات الزمن الجميل.

مع ذلك، لو تأهلنا، فستكون المشاركة في كأس العرب فرصة ذهبية لاكتساب مزيد من الخبرة، واختبار العناصر الشابة، ومنح الجهاز الفني مساحة كافية لرؤية الفريق تحت الضغط الحقيقي. فالبطولة تحمل طابعاً تنافسياً حقيقياً مع فرق قوية من مختلف أنحاء الوطن العربي.

ومن هنا، فإن المسؤولية مضاعفة على الاتحاد الكويتي لكرة القدم للعمل على إعداد المنتخب الإعداد الأمثل، فنياً وبدنياً ونفسياً، وتوفير معسكرات قوية ومباريات تجريبية حقيقية، فالتأهل مهم، لكن الأهم أن نشارك بمنتخب قادر على المنافسة، على الأقل بشرف، لا لمجرد «المشاركة والسلام”.

والمطلوب كذلك ليس فقط الفوز في الملعب، بل أيضاً الفوز خارج الخطوط، بدعم الجمهور، وثقة الشارع الرياضي، وحتى التهيئة الإعلامية المناسبة.

بنلتي

الفرص لا تأتي كثيراً، فكأس العرب ليست رحلة مدرسية... بل هي اختبار جديد، فإما أن نثبت أننا قادرون، وإلا فالأفضل أن نوفر تذاكر السفر ونرسلها لجمهورنا بدل المنتخب.

back to top