بدون مجاملة: 1+1=0

نشر في 31-10-2025
آخر تحديث 30-10-2025 | 18:37
 سارة صالح الراشد

في الحياة ما لا يُحصى من القرارات، قرارات مدروسة أو عشوائية، صحيحة أو خاطئة، وتصرُّفات عابرة أو مقصودة، أو تهور ومبالغات. 

كل الأحداث الصغيرة والكبيرة تقود إلى نتيجة. وما أقسى أن يتحرَّك المرء فلا يجد نتيجة! كيف ذلك؟ التحرُّكات ليست سواء، فبعض الأفعال قد يكون لهواً وعبثاً، أو خيالاً، أو صراعاً. 

لا تؤدي هذه التحرُّكات إلى نتائج سليمة، أو نهايات سعيدة، أو إنجازات فعلية. إنها جهدٌ مهدور، وتخبُّط، كما أن لها انعكاساً سلبياً على النَّفس والعلاقات.

يحصل أن يتطلَّب أحد المواضيع قراراً جماعياً يشمل عدة أطراف. هنا لابد من حوارٍ وإنصات وتجاوب ونقاش، حذف وتعديل، إلى أن يتم الاتفاق الودي. كثيراً ما يتحوَّل مقترح جميل إلى خلافٍ قبيح، بسبب تعصُّب طرف ما لرأيه، وتكراره على أنه الأصوب والأنفع، والاستعجال بحسم الأمر. في المقابل، ترى المجموعة أن التسليم أسلوب هادئ لتجنب الصراع، لكنه في الحقيقة خضوع لوجهة نظر واحدة، وجامدة. فرغم تنوُّع المقترحات ووفرة الإمكانيات تتم الأعمال، إلا أن خانة الوفاق صفرية.

هناك ضفة كبيرة ممتدة ترسو فيها الخلافات والإحباطات، على حدٍّ سواء، وهي السكوت والركون إلى معتقدات وظنون. أن تسكت وأنت مشحون ومنزعج وحزين، لأنك تظن أن فلاناً يتعمَّد الإساءة إليك، أو فلانة لا تُعيرك اهتماماً ولا تقدِّرك، كلاهما بين الغيظ والألم، بين أن تدخل في الخلاف أو تنسحب إلى الإحباط، جميعها أحداث في الواقع وفي الذهن، تستعر وتوجّه مزاجك، إنها حرب، لكنها حرب صامتة، تأخذ من أيامك ومن طاقتك، إلا أن نتيجتها =0.

لذلك نجد من التوجيه الأخلاقي والاجتماعي أن تلتمس العذر وتُحسِن الخطاب، ولا تتوقع من الآخرين أن يقرؤوا أفكارك.

لا يمكننا منع حدوث الخلافات، لكن يمكننا منع تفاقمها.

إن العلاقات بين الناس، على تنوعها ودرجاتها، لها آدابها ومواثيقها. العلاقات الأسرية ليست كالمهنية، فالعلاقات الأسرية والقرابات والجيرة تحكمها العاطفة والتراحم وعدم التكلف، وهي لا تتبع الأوامر واللوائح، وليس فيها متابعات وعقوبات، إنما فيها التقارب والمرونة والكثير من التغافل واللطف والتكافل.

وحتى على المستوى الوظيفي تحسَّنت ظروف العمل، وبات للعمال حقوق ونقابات وخدمات وتأمين صحي.

الخلافات من دون تفاهم لا تؤدي إلى نتيجة سوى زعزعة النفوس، وتبديد الطاقة، وفوضوية التصرَّف. أرقام مبعثرة بلا مجموع، وتراكم بلا تحصيل.

back to top