الكويت ومصر... رؤى متطابقة لحفظ استقرار المنطقة
• استقبل ممثل الأمير في قصر الاتحادية بالقاهرة ووجّه التحية إلى صاحب السمو
• الرئيس المصري: نرحب بالاستثمارات الكويتية وملتزمون بتذليل أية عقبات
• ممثل الأمير: تنسيق وتشاور كويتي مصري لمجابهة أي تحديات مستقبلية
• العبدالله: جهود مقدرة وعمل دؤوب لمصر في حفظ أمن واستقرار المنطقة
• دفع العلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب وتعزيز الشراكة نحو مزيد من التكامل
• المتحف المصري الكبير صرح ثقافي يليق بمكانة مصر الحضارية
• نثمن الجهود المصرية الحثيثة في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في غزة
أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالجهود المتواصلة التي يقودها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد لتحقيق التنمية والازدهار في الكويت.
وأكد السيسي، خلال استقباله في قصر الاتحادية بالقاهرة أمس، ممثل سمو أمير البلاد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والكويت، والروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
ونقل العبدالله، في مستهل اللقاء، إلى الرئيس السيسي تحيات صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وتمنياتهما لمصر وشعبها بدوام الاستقرار ومزيد من التقدم والازدهار.
كما أكد سموه عمق العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين وحرص الكويت على دفعها إلى آفاق أرحب، إضافة إلى تعزيز الشراكة والتعاون بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ويحقق تطلعات القيادتين الحكيمتين نحو مزيد من التكامل والعمل المشترك.
وثمن الجهود المقدرة والعمل الدؤوب اللذين تقوم بهما جمهورية مصر العربية قيادة وحكومة لحفظ أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا تضامن الكويت وتطابق رؤاها مع الاشقاء في هذا الصدد، واستعدادها للتنسيق والتشاور لمجابهة أي تحديات مستقبلية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تهنئته للسيسي بمناسبة إنجاز مشروع المتحف المصري الكبير، الذي يمثل صرحا ثقافيا كبيرا يليق بمكانة مصر الحضارية، ويأتي تجسيدا لما تشهده من نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات.
السيسي: علاقات استراتيجية وعميقة بين البلدين وروابط تاريخية تجمع بين الشعبين
علاقات استراتيجية
من جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، بأن السيسي استهل اللقاء بالترحيب بضيف مصر الكبير، مؤكداً عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والكويت، والروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، ووجّه التحية إلى سمو أمير الكويت، مشيداً بالجهود المتواصلة التي يقودها سموه لتحقيق التنمية والازدهار في الكويت.
وأضاف الشناوي، أن العبدالله نقل، من جانبه، تحيات صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد إلى الرئيس السيسي، وأشاد بما تشهده العلاقات المصرية - الكويتية من تطور ملموس على جميع الصعد، وأكد حرص الكويت على تعميق أواصر التعاون التاريخي بين البلدين في مختلف المجالات.
وتابع: كما هنأ رئيس الوزراء الرئيس السيسي بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يجسد مكانة مصر الحضارية وتاريخها العريق، معرباً عن تقدير بلاده للدور المهم الذي تضطلع به الجالية المصرية في الكويت، والتي كانت ولا تزال لها إسهاماتها في العديد من مناحي الحياة في الكويت، لاسيما في قطاعي الصحة والتعليم.
وأشار إلى أن اللقاء تناول سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المصرية الكويتية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبي تطلعات الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة.
وأوضح أنه تم التوافق على مواصلة متابعة تنفيذ مخرجات زيارة الدولة التي قام بها السيسي إلى الكويت في أبريل 2025، والبناء على ما تم الاتفاق عليه خلالها، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية المشتركة.
الاستثمارات الكويتية
وأردف أن السيسي أكد ترحيب مصر بالاستثمارات الكويتية بجميع المجالات، مشدداً على التزام الدولة بتذليل أية عقبات وتوفير التسهيلات اللازمة لنجاح المستثمرين الكويتيين بمصر.
وأوضح أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث أعرب العبدالله عن تقدير الكويت للدور المصري المحوري في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأشاد بالجهود المصرية الحثيثة في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، حيث تم التأكيد في هذا السياق على أهمية التنفيذ الكامل للاتفاق، والشروع في عملية إعادة إعمار القطاع.
الحضور في اللقاء
حضر اللقاء عن الجانب الكويتي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة د. صبيح المخيزيم، ووكيل ديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد محمد الخالد، والعضو المنتدب عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار الشيخ سعود السالم، وسفير الكويت لدى مصر غانم الغانم، ومساعد المدير العام للعمليات الاستثمارية بهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ عبدالله الصباح.
وحضرها عن الجانب المصري رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج د. بدر عبدالعاطي، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء أركان حرب أحمد علي، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، وعدد من كبار المسؤولين.
جانب من المباحثات
عقد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله جلسة مباحثات رسمية أمس، مع رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي، وذلك بمقر رئاسة مجلس الوزراء في القاهرة.
وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، وما تشهده من تطور ونمو في مختلف المجالات، كما تم التأكيد على عمق الروابط الأخوية المتينة التي تربط الشعبين الشقيقين، والحرص المشترك على تعزيزها بما يحقق مصالح البلدين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر والرؤى حول التطورات الإقليمية والدولية، مؤكدين أهمية استمرار التشاور والتنسيق الثنائي المشترك في مختلف القضايا.
العبدالله: مصر دائماً كانت بجانبنا... ونأمل أن تُساهم المحفزات المصرية في جذب المستثمرين الكويتيين
واستعرض الجانبان العلاقات التجارية وبحث أفضل الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات بهدف توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية، وهو ما يعود بالنفع على كلا البلدين الشقيقين.
وأعرب سموه عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، مؤكدا أن العلاقات الكويتية المصرية تجسد روح التعاون العربي القائم على الاحترام المتبادل والعمل المشترك.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية، أكد العبدالله خلال المباحثات، أن زيارته لمصر تأتي استمراراً لسلسلة الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والكويتي سواء على مستوى القيادة السياسية بالبلدين أو على مستوى رئيسي الحكومة بالبلدين، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي تكريساً للعلاقة الوطيدة بين مصر والكويت.
كما أكد قوة العلاقات التي تربط بين مصر والكويت، مشيراً إلى أن «مواقف مصر الداعمة للكويت واضحة، فمصر دائماً كانت بجانبنا في الكثير من الأزمات»، مضيفاً: «مواقفكم معنا في قضايا الكويت لا تُنسى، ونحن حاربنا معاً واختلطت دماء الشهداء من البلدين».
وفيما يتعلق بالاستثمارات الكويتية في مصر، قال العبدالله إن هناك الكثير من الشركات الكويتية العاملة في السوق المصرية بعددٍ من القطاعات المختلفة، معرباً عن تطلعه إلى أن تُساهم التيسيرات والمحفزات التي تطرحها الحكومة المصرية في جذب عدد آخر من المستثمرين الكويتيين بالقطاع الخاص، خاصة في ظل عدد من الفرص الاستثمارية المطروحة من الجانب المصري، مؤكداً أن هذه المشروعات الاستثمارية ستعود بالنفع على البلدين.
وأكد في هذا السياق أن السوق المصرية تحظى بميزات استثمارية تنافسية مقارنة بالكثير من الدول في المنطقة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن العمالة المصرية تتميز بالكفاءة.
وخلال جلسة المباحثات، أكد المسؤولون الكويتيون مكانة السوق المصرية المهمة كإحدى أهم الأسواق من ناحية العائد على الاستثمار.
مدبولي: توافق مبدئي على عدد من الفرص الاستثمارية المطروحة وتشكيل فريق عمل مشترك حولها
من جهته، رحب مدبولي بالعبدالله والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً حرصه بشكل شخصي على زيارة رئيس الوزراء الكويتي إلى العاصمة الإدارية الجديدة ليشهد عن قرب حجم التنمية الذي حدث في العاصمة الإدارية الجديدة على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وأكد رئيس الوزراء المصري أن الكويت الشقيقة مساندة وداعمة دائماً لمصر، مشيراً إلى أن موقف الكويت الداعم لمصر مُقدر على جميع المستويات المختلفة، قيادة وحكومة وشعبًا.
وأضاف أن عُمق العلاقات الثنائية القائمة بين مصر والكويت تجلى خلال لقاء الرئيس السيسي، برئيس الوزراء الكويتي والوفد المرافق له، حيث أعرب الرئيس المصري عن حبه وتقديره واحترامه للكويت الشقيق ولسمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، مُؤكداً في هذا السياق تقدير مصر الكبير لدولة الكويت الشقيقة على دعمها الدائم لمصر.
وقال: «نتابع ببالغ التقدير كل الخطوات الإيجابية التي تقوم بها الحكومة الكويتية من أجل تحقيق التقدم لشعبها».
وتطرق مدبولي، خلال جلسة المباحثات، إلى الحديث عن الرعاية والدعم الكاملين المُقدمين من جانب حكومة دولة الكويت الشقيقة للجالية المصرية.
وأكد رئيس الوزراء المصري أن هناك توجهاً وتوافقاً بين حكومتي الدولتين على بحث فرص الاستثمار المشترك في عدد من القطاعات المختلفة، قائلًا: «نرحب بجهود تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين».
وأشار مدبولي إلى أنه تم تشكيل فريق عمل من الجانبين المصري والكويتي لعقد مشاورات حول الفرص الاستثمارية الواعدة في عدد من القطاعات، مضيفاً أن الجانبين المصري والكويتي توافقا بشكل مبدئي على عدد من الفرص الاستثمارية المطروحة.
وخلال المباحثات، عرض وزير المالية المصري عدداً من الفرص الاستثمارية على الجانب الكويتي، مؤكداً أن هذه الاستثمارات قائمة في قطاعات استراتيجية واعدة وأنها تستهدف تعزيز التعاون المثمر بين البلدين.
كما أكد محافظ البنك المركزي المصري حسن عبدالله، أن السوق النقدية حاليا تتمتع بالاستقرار في ظل الإجراءات الإصلاحية التي قام بها البنك المركزي منذ مارس 2024، مؤكداً التزام البنك بسياسة سعر الصرف المرن، بالإضافة إلى التعاون بين البنك المركزي والحكومة للتنسيق ما بين السياستين النقدية والمالية.
وأكد عبدالله أن الموارد المحلية من العملة الأجنبية مثل «تحويلات المصريين في الخارج» و»الصادرات» و»الاستثمار الأجنبي المباشر» وغيرها من الموارد المحلية هي الداعم الأول للاستقرار الذي يشهده سعر الصرف.
حضور المباحثات
حضر المباحثات من الجانب الكويتي كلٌ من وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة د. صبيح المخيزيم، والعضو المنتدب عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار الشيخ سعود السالم، وسفير الكويت لدى القاهرة غانم الغانم، والمدير العام للعمليات الاستثمارية بهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ عبد الله الصباح.
كما حضر من الجانب المصري كلٌ من: حسن عبدالله محافظ البنك المركزي، وأحمد كجوك، وزير المالية، ود. شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير إيهاب فهمي، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية.