بالقلم الأحمر: المواصلات العامة... ليش فاضية؟

نشر في 29-10-2025
آخر تحديث 28-10-2025 | 19:59
 الجازي طارق السنافي

الزحمة في الشوارع أصبحت مزعجة، في ظل الارتفاع الهائل بعدد السيارات، مقابل انخفاض ملحوظ في عدد مرتادي المواصلات العامة. في كل صباح ومساء نشاهد الطُّرقات مكتظة بالمركبات الخاصة، في حين تمرُّ «الباصات» وهي شبه خالية من الركاب. هذه الظاهرة باتت تعكس واقعاً غير صحي في تنظيم النقل العام داخل البلاد، وتدل على اعتماد مفرط على السيارات الخاصة، حتى لأبسط المشاوير.

المشكلة الأساسية تكمن في أن الجميع تقريباً أصبح يحصل على «ليسن» أو رخصة قيادة بسهولة، مما زاد من عدد المركبات في الشوارع بشكلٍ غير مسبوق. وبينما «تنشل» بعض الطُّرق، نجد «الباصات» تملأ الشوارع من الخارج، لكنها من الداخل «تصفر» من قلة الركاب. هذا التناقض يُوضح ضعف الإقبال على النقل الجماعي، رغم أنه وسيلة أكثر توفيراً للوقت والمال والجهد لو تم تنظيمها بشكلٍ فعَّال.

ولا يمكن إنكار أن منظومة المواصلات العامة بحاجة إلى إعادة تنظيم جذرية، تشمل تطوير المحطات، وتخصيص حارات خاصة للباصات، لتجنب تأخرها وسط الزحمة، إضافة إلى إنشاء محطات قريبة من المراكز التجارية والمرافق الحيوية. كما أن رفع الوعي العام حول أهمية النقل الجماعي ضرورة مُلحَّة، إلى جانب تقديم عروض اشتراك سنوي بأسعار معقولة تشجع الناس على استخدامها بانتظام.

إذا أردنا فعلاً الحد من الزحام وتقليل التلوث واستهلاك الوقود، فعلينا أن نُعيد النظر في سلوكنا اليومي تجاه وسائل النقل.

 بالقلم الأحمر: يبقى السؤال الذي يجب أن نطرحه: ليش «الباصات» فاضية إلى الآن؟

back to top