حفل الختام يلامس الروح في مهرجان الموسيقى

• قدَّمته مجموعة الأحمدي الموسيقية في مركز جابر الثقافي

نشر في 27-10-2025 | 00:36
آخر تحديث 27-10-2025 | 18:26
ترنمت مقطوعات حفل ختام مهرجان الموسيقى الدولي في أرجاء قاعة مسرح الدراما بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ونالت استحسان الحضور.

اختُتمت فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الخامسة والعشرين بحفلٍ ختامي جميل بعنوان: «موسيقى السلام»، قدَّمته مجموعة الأحمدي الموسيقية على مسرح الدراما في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

وجاء الحفل تتويجاً لبرنامج فني وثقافي ثري امتد على مدى أيام المهرجان، تخللته ندوات موسيقية متخصصة، وحفلات متنوعة شارك فيها نُخبة من أبرز نجوم الموسيقى بالخليج والوطن العربي، ما أضفى على الدورة طابعاً فنياً راقياً يجمع بين الأصالة والتجديد.

وشهدت الأمسية الختامية حضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، والأمين المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، ومدير مهرجان الموسيقى الدولي في دورته ال 25 د. محمد الديهان، إضافة إلى حضورٍ جماهيري واسع من عشاق الموسيقى، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية. 

تحية وفاء

وبهذه المناسبة، قال الزامل، في كلمته خلال حفل الختام، إن المهرجان أُقيم برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس «الوطني للثقافة»، عبدالرحمن المطيري، مشيراً إلى أنه انطلق في 22 الجاري، وله خاصية من الأحاسيس والمشاعر للوفاء لكل مَنْ قدَّم للثقافة في الكويت، أو بالخليج، أو في الوطن العربي.

ولفت إلى أن الافتتاح كان تحية وفاء للفنان عبدالعزيز المفرج «صوت الكويت»، تقديراً لمسيرته الفنية الزاخرة بالعطاء، مبيناً أن الفعاليات شهدت نجاحاً كبيراً، بفضل الإقبال الجماهيري اللافت وذائقة الجمهور الرفيعة. 

الزامل: «الوطني للثقافة» يظل الحافظ لهوية الكويت الثقافية والفنية

وأعرب الزامل عن سعادته لوجود أعضاء المجمع العربي للموسيقى من ضيوف الخليج والوطن العربي، مؤكداً أن انعقاد مؤتمر المجمع في دورته الثامنة والعشرين في الكويت أعطى هذه الدورة بهجتها وتألقها، من خلال مشاركة أعضاء المجمع في الحلقات النقاشية، لا سيما خلال ملتقى شخصية المهرجان «شادي الخليج»، آملاً أن يحققوا الأهداف التي يسعون إليها من خلال التوصيات التي أسفر عنها المؤتمر.

وأكد أن المجلس الوطني يظل الحافظ لهوية الكويت الثقافية والفنية، و«يحفظ كل مكامن الإبداع والثقافة، والبحث عن كل الإرث الذي تملكه الكويت، بل يحتضن جميع الفنانين والمبدعين من الخليج إلى المحيط»، مضيفاً: «لذلك لا يمكن لهذه المؤسسة أن تتطوَّر أو تتحسَّن إلا بتفاعل الجمهور، من خلال آرائهم، ومقترحاتهم، وأفكارهم، التي تُثري مسيرة المجلس».

وأوضح أن المجلس الوطني، بقيادة د. الجسار والأمناء المساعدين في جميع القطاعات، يخطو خطوات ثابتة، وتطويرية وتحسينية لجميع القطاعات، لذلك «بدأنا نشاهد بشكلٍ ملحوظ، من خلال هذه الحداثة التي نراها في الكويت من شبابها، تقديم كل الأمور على مستوى عالٍ من الأداء، خصوصاً ما يقدمه المجلس الوطني من فعاليات لجميع القطاعات. نسعد دائماً وأبداً بأن نقدم الأفضل».

استُهل الحفل بمقطوعة موسيقية عزفها أطفال الفرقة الشبابية، التابعة لمجموعة الأحمدي الموسيقية، فانسابت أنغامهم الهادئة كنسيم عذب يُلامس الروح، تحمل بين نوتاتها براءة الطفولة ووهج الموهبة. 

وقد أبهر هؤلاء الصغار الحضور بعزفٍ مفعم بالإحساس والإتقان، عاكسين ملامح جيلٍ موسيقي واعد يخطو بثقة نحو الإبداع. 

تلا ذلك كلمة للمايسترو ريتشارد بوشمان، قال فيها إن الفرقة ستقدِّم عملين لأشهر المؤلفين الموسيقيين، فيليكس مندلسون، ولودفيغ فان بيتهوفن، مشيراً إلى أن مندلسون كان حالة فريدة جمع بين الموهبة الموسيقية والرسم والشِّعر، وأصبح في الخامسة والعشرين أشهر عازف ومؤلف وقائد أوركسترا بأوروبا، مبيناً أن الفرقة ستقدم أحد أشهر أعماله (كونشيرتو الكمان)، يقدِّمها العازف جوناس بيكونان.

تعبير موسيقي 

وفي النصف الثاني من الحفل، قال بوشمان إن الفرقة ستقدم السيمفونية السادسة لبيتهوفن، التي تجسِّد حُب الطبيعة والريف، متابعاً: «بيتهوفن كان موسيقياً عبقرياً منذ طفولته». 

وخلال الأمسية تميَّز العازف بيكونان بأداءٍ أخَّاذ في عزف «كونشيرتو الكمان» لمندلسون، حيث انطلقت أنغام كمانه برشاقة وأناقة متناهيتين، تمزج بين العذوبة والعاطفة، وبين الهدوء والانفعال. وقد نجح في إظهار التوازن الدقيق بين الحس التقني العالي والتعبير الموسيقي العميق، فبدا كأنه يحاور الأوركسترا في مشهدٍ موسيقي متناغم يأسر الأذن والقلب معاً. 

وفي الجزء الثاني من الأمسية، أبدعت الفرقة بقيادة المايسترو بوشمان في تقديم السيمفونية السادسة لبيتهوفن، التي جسَّدت من خلالها حُب المؤلف للطبيعة وصفاء الريف. وتنقلت بين حركاتها الخمس بانسياب جميل، فعبَّرت عن الهدوء والفرح والعاصفة والسكينة في أداء متقن. وقد نجح العازفون في نقل المشاعر المتنوعة التي أراد بيتهوفن إيصالها، مقدمين للجمهور تجربة موسيقية استثنائية.

لمسة مميزة

وقبل الختام، فاجأت الفرقة الجمهور بلمسةٍ مميزة، حيث أدَّت مقطوعة «الحلوة دي» كلمات بديع خيري، وألحان سيد درويش، فملأت القاعة بأجواء من الدفء والحنين. كما قدَّمت «سيدي منصور»، التي غنَّاها صابر الرباعي، و«عبدالقادر» للشاب خالد، لتختتم الحفل بعزفٍ جميل للنشيد الوطني الكويتي، وسط تفاعلٍ كبير وتصفيق حار من الجمهور، الذي أعرب عن إعجابه بالأداء المتقن والفني الذي تميَّز به حفل الختام.

back to top