في المرمى: شلون الرياضة؟ ومتى تتعدل؟

نشر في 27-10-2025
آخر تحديث 26-10-2025 | 20:43
 عبدالكريم الشمالي

لا تكاد تمر جلسة أو حتى سلام عابر مع أي شخص في الكويت، إلا ويبادرك بسؤال ثابت يتكرر وكأنه نشيد وطني من نوع آخر: «شلون الرياضة؟» أو «ها، متى تتعدل الرياضة؟». ومع هذا السؤال تأتي الابتسامة التهكمية أو التنهيدة التي تكاد تنطق: «لا جديد... نفس الطاسة ونفس الحلاق!». وإذا قررت تجاوب، فاستعد لحوار طويل عريض، فيه تحلّل وتقترح وتتحلطم... وكأننا في جلسة مجلس وزراء مصغّرة للإنقاذ الرياضي!

رياضتنا لم تعد هواية ولا منافسة... صارت «دراما اجتماعية»، فيها كل عناصر المسلسل: بطل مهزوم، شرير دائم الظهور، مشهد بكاء، ونهاية مفتوحة بلا أمل. والوضع الرياضي عندنا لم يعد مجرد حالة تراجع عادية، بل تحوّل إلى متلازمة كويتية مزمنة، تعيش معنا وتنام معنا وتصحو قبلنا. رياضة لا نتائج، لا تخطيط، لا أمل، ومع ذلك لا تزال حية ترزق بفضل البيانات، والوعود، والقوانين الجديدة أو «الرؤية الاستراتيجية» اللي ما أحد فاهمها، ولا أحد شايفها.

في كل زاوية من رياضتنا تجد صراع نفوذ، أو تصفية حسابات، أو «تنفيعة» مغلفة بلجنة أو منصب. إدارات أندية مستمرة دون تغيير رغم التراجع المستمر كل موسم، بلا مشروع واضح ولا أدنى محاسبة. اتحادات تمشي على البركة بلا تخطيط ولا نتائج وأحياناً بلا مسابقات، وقرارات تصدر اليوم وتُلغى غداً، وأبطال نسمع عنهم في الأخبار فقط لأنهم تدرّبوا على حسابهم وشاركوا بجهدهم الخاص.

أما الجماهير، فقد تحولت من مشجّع إلى ناقد ساخر، ومن ناقد ساخر إلى مشاهد يائس، ومن مشاهد يائس إلى لا مبالٍ. فلا تسأل أحداً عن منتخب ولا دوري، فالكثيرون باتوا يفضلون متابعة دوريات جزر القمر على أن يشاهدوا ما نراه من مستوى هزيل.

بنلتي

الرياضة في الكويت حالها حال اللي يبي يركب سيارة كشخة... بس من غير تواير! والجواب على سؤال «متى تتعدل الرياضة؟» صار واضح هو: لما نحبها فعلاً وتنتهي حفلة المجاملات. مو لما نستخدمها شماعة للظهور، أو ساحة لتصفية حسابات. ودام كل شي عندنا ماشي «بهالحسبة»، ما راح يتعدل عندنا شي.

back to top