حلقات نقاشية وحفلات غنائية في «الموسيقى الدولي»
ملتقى شخصية المهرجان شهد مشاركة مكثفة من الأكاديميين والباحثين
شهد مهرجان الموسيقى الدولي في دورته ال 25 بالكويت مجموعة من الفعاليات، التي جمعت بين ملتقى ومؤتمر وحفلات غنائية، ليؤكد دوره كمنصةٍ رائدة تعزز التواصل الثقافي، وكجسرٍ يوحِّد الشعوب عبر الألحان والإبداع، ويثبت مكانته كأحد أبرز المهرجانات الفنية في العالم العربي، جامعاً بين الأصالة والتجديد، ومؤكداً أن الموسيقى ما زالت اللغة الأجمل التي توحِّد القلوب وتعبِّر عن حضارة الإنسان.
وضمن هذا الإطار، أُقيم ملتقى شخصية المهرجان «شادي الخليج»، تكريماً لمسيرته، وقد اشتمل على حلقتين نقاشيتين، ففي الحلقة النقاشية الأولى بعنوان «شخصية الفنان شادي الخليج»، تحدَّث كل من: د. حمد الهباد، والملحن أنور عبدالله، وأدار الندوة الإعلامي عبدالسلام جاد الله، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، ونُخبة من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفني.
وتطرَّقت الجلسة إلى سيرة «شادي الخليج»، وهو أحد أبرز رموز الفن الكويتي والخليجي، بكلمات غلب عليها الوفاء والاعتزاز بتاريخٍ حافل بالعطاء.
أما الحلقة النقاشية الثانية، فقد ناقشت مراحل تطوُّر الأغنية الخليجية، وحضرها «شادي الخليج» وعدد من الموسيقيين والمهتمين بالشأن الفني.
واستعرض الباحث علي فقندش تطوُّر الأغنية السعودية، وقدَّم الباحث محمد جمال قراءة في مسيرة الأغنية البحرينية، وتحدَّث فتحي محسن عن الأغنية العمانية، فيما تناول الملحن أنور عبدالله تطوُّر الأغنية الكويتية، وأدار الجلسة الإعلامي عبدالسلام جاد الله. وقد أُقيمت الحلقتان في فندق فوربوينتس– قاعة السور.
وفي الجانب الفني من المهرجان، أُقيمت حفلة بعنوان «أنغام من المغرب العربي»، أحياها الفنانان التونسيان لمياء جمال ومهدي عياشي، بقيادة المايسترو د. أمل القرمازي على مسرح الدراما بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وقدَّم الثنائي مجموعة من الروائع، التي تنوَّعت بين الألوان المغربية والتونسية والجزائرية، إضافة إلى أغانٍ عربية تعبِّر عن التنوُّع وإبراز جمال التعدُّد الموسيقي في العالم العربي.
المجمع العربي للموسيقى
وتواصلت الفعاليات مع المؤتمر العام للمجمع العربي للموسيقى في دورته الثامنة والعشرين- التابع لجامعة الدول العربية، يومي 24 و25 الجاري، بمشاركة من ممثلي الدول العربية، والهيئات الفنية، والخبراء الموسيقيين.
ويأتي انعقاد المؤتمر في الكويت تأكيداً على مكانتها كمركز ثقافي عربي بارز، واستمراراً لمسيرة دعمها للفنون والموسيقى، بعد موافقة «الوطني للثقافة» على استضافة هذا الحدث، في إطار مهرجان الموسيقى الدولي، بجهود مميزة من ممثل الكويت ونائب رئيس المجمع العربي للموسيقى د. محمد الديهان.
تضمَّن جدول أعمال المؤتمر، الذي عُقد في فندق فوربوينتس، مناقشة التقارير التنظيمية والمالية والفنية، واعتماد جدول الأعمال الرسمي، واختيار المقرر العام ولجنة الصياغة، إلى جانب استعراض التقرير الختامي لاجتماع المجلس التنفيذي الثامن والعشرين الذي عُقد في عمَّان– الأردن، يومي 14 و15 ديسمبر 2024.
من جبال الأرز
ومع تواصل المهرجان، أُقيمت أمسية غنائية ثانية بعنوان «من جبال الأرز»، بقيادة المايسترو أندريه المعلولي، أحيتها المطربتان كارلا رميا، وليال نعمة.
وفي هذه الليلة، عاش الجمهور رحلة موسيقية لبنانية خالدة، قُدِّمت خلالها أغنيات لفيروز وصباح مع أداء حي للأغاني الخالدة التي أبدعها كبار الملحنين اللبنانيين.
واختتمت المطربتان رميا ونعمة، في أداء ثنائي، بأغنية عن الكويت غنتها الفنانة فيروز عام 1966، كلمات وألحان الأخوين الرحباني.
حسين: «شادي الخليج» أيقونة خالدة
أعرب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية والمدير العام لأكاديمية الكويت للفنون بالتكليف، د. حسين علي حسين، عن اعتزازه بانطلاق فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الخامسة والعشرين، مؤكداً أن هذه الدورة اكتسبت خصوصية استثنائية، بحملها اسم قامة فنية رفيعة، هي عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، الذي كان شخصية المهرجان، وتم تكريمه في حفل الافتتاح تقديراً لمسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع.
وأكد د. حسين أن «شادي الخليج» ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الأغنية الكويتية، وإعادة تقديم أعماله بروح معاصرة وصياغة فنية حديثة ستُسهم في إحياء هذا التراث الغني، والمحافظة على جوهره الأصيل، مشدداً على أهمية استمرار المهرجانات الفنية الكبرى التي تُثري الحياة الثقافية، وتُبرز مكانة الكويت كمنارة للإبداع والمبدعين في العالم العربي.