بالقلم الأحمر: شادي الخليج... «صوت الكويت»

نشر في 26-10-2025
آخر تحديث 25-10-2025 | 19:26
 الجازي طارق السنافي

حين «نَطري» اسم الفن الكويتي الأصيل، لا بد أن يُذكر معه اسم شادي الخليج، الفنان الكبير عبدالعزيز المفرج، الذي حمل على مدار عقود طويلة رسالة الفن الهادف، وجعل من صوته مرآة عكست ثقافة الكويت وهويتها العربية والفنية والوطنية. 

الفنان شادي الخليج هو مدرسة فنية متكاملة، جمعت بين الأصالة والمُعاصرة، فغنَّى للوطن والإنسان والحُب بلغة أهل الكويت، التي سافر بها للوطن العربي والأجيال التي تلته.

دُعيت لافتتاح مهرجان الموسيقى الدولي الخامس والعشرين، الذي نظَّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وقد لبَّيت الدعوة بكل حماسة، وكُنت على موعدٍ مع ليلة استثنائية حملت معها ذكريات الطفولة. 

تكريم شادي الخليج في هذا المهرجان حقيقةً هو احتفاء بتاريخٍ كامل من الفن الكويتي ومسيرة فنان كويتي كبير. فمن خلال مسيرته الطويلة، أسهم الفنان شادي الخليج في تأسيس جمعية الفنانين الكويتيين، وكان له دور بارز في وزارة التربية، ونشر الوعي الفني بين الأجيال الشابة، آنذاك. وما زلنا نسمع أغانيه القديمة ونحن من الأجيال الأصغر عُمراً، لكننا لا نزال نغني «عزيزة، لأنها عزيزة»، وما زلنا نغني «سدرة العشاق»، وما زلنا ننشد ونرقص على «كلما زادت المِحن» وما زلنا نتأثر بأغنية «يا حماة العرين»، وما زلنا نقول «أرواحنا سورها».

الحفل كان لوحةً من الجمال والحنين، امتزجت فيها الموسيقى بالكلمات والصور والاستذكارات، واستعاد فيها الجمهور ذكريات لا تُنسى من أعمال شادي الخليج الخالدة. 

الوصلات الموسيقية التي قُدِّمت خلال الأمسية أعادتنا إلى زمن كانت فيه الأغنية الكويتية سفيرة للذوق والثقافة، وامتدت الأمسية لأكثر من ساعة ونصف الساعة من المتعة والبهاء.

لقد جاء هذا التكريم مستحقاً لقامة فنية كبيرة أثرت الساحة الخليجية والعربية، وكرَّست صوت الكويت في ذاكرة الفن العربي. 

إن إقامة مثل هذه المهرجانات، هي دعوة لمواصلة المسيرة، وحفظ تاريخ كويتي فني يليق بوطن جعل من الثقافة جزءاً من روحه.

بالقلم الأحمر: لو كان للكويت صوتٌ لأصبح شادي الخليج هو صوت الكويت بلا منازع. 

نبارك للعم عبدالعزيز المفرج هذا التكريم، ونسأل الله له التوفيق والعُمر المديد بالصحة والعافية.

back to top