عشر سنوات ذهبية

نشر في 26-10-2025
آخر تحديث 25-10-2025 | 19:23
 مظفّر عبدالله

أول العمود: دعم المكفوفين يجب أن يتجاوز فكرة منحهم حاسوباً بلغة «برايل»، هذا الدعم لم يعد يجدي، ففي قناة «رؤية» الأردنية التلفزيونية هناك مذيع أخبار كفيف يظهر للجمهور ويُخبرهم بما يجري في العالم.

***

يكثر الحديث عن الهوية الوطنية وكيفية تعزيزها، وفي طي تلك الحوارات الكثير من النفاق وضياع البوصلة وفقر في معرفة التاريخ. 

سأسرد مختصر فترة نموذجية عاشها الإنسان الكويتي صنعت منه إنساناً مدنياً مُتطلعاً.

مع بداية الخمسينيات وحتى بداية الاستقلال عام 1961 كان الكويتي يلمس ويرى، من دون إنشاء وكلمات لا معنى لها، سير مجتمعه نحو التحضُّر والمدنية. بدأ ذلك بالتعليم الذي أشرك البنات، وسنّ القوانين المدنية، كالأحوال الشخصية والتجارية، وتشجيع الصحافة والكتابة، ودعوة الفنانين والأدباء العرب لإحياء المناسبات الفكرية، وتشجيع المسرح والعمل الكشفي، وبناء المستشفيات والموانئ، والطيران المدني، وبروز شخصيات مثقفة في السياسة والشِّعر والفن، ودخول جنسيات عربية جاءت للمساعدة في بناء الكويت، وساهمت من نوافذ أخرى في الحياة الكويتية المدنية المتحضرة، كالتدريس والإدارة والصحافة والأعمال الفنية التلفزيونية والمسرحية.

الكويتي، آنذاك، كان بذهنية صافية واضحة يُريد المجد لوطنه ولأشقائه العرب، قضيته المهمة فلسطين تؤرقه، ويعمل لتغيير مسارها. مسألة التعصب والتحريم لم تكن من أولوياته، كان في تلك الحقبة إنساناً متطلعاً مدنياً معتزاً بثقافته العربية والإسلامية بشكلِ لا شطط فيه. وقد ساهمت المرأة الكويتية، من خلال مواقعها في العمل والجامعة والأنشطة العامة، في رفد المشهد المدني بالكثير من مظاهر التجديد في ذلك العقد الذي سبق إصدار الدستور.

كانت الكويت مزاراً للعرب وغيرهم، وكان الإعلام صادحاً يحمل انتصارات الكويتي في بيئة صحراوية قاسية، ولا عجب أن يكون عنوان الإعلام، آنذاك، مجلة العربي، التي تشهد اليوم مرضاً نأمل شفاءه سريعاً.

القياديون، آنذاك، كانوا متعلمين بأقل مما نراه اليوم في المسؤولين الذين يعملون في الإدارة الحكومية، لكن الفرق أن الأوائل كانوا غير مشوشي الفكر، بوصلتهم واضحة، وأجندتهم مُحددة، لذلك استحقت الكويت ألقاباً عدة، منها: جوهرة الخليج، بلاد العرب... وهكذا.

المؤسف، أن كثيراً مما حققناه في الخمسينيات والستينيات بدأ بالاندثار والتغييب، حتى أصبحنا نتحدَّث كثيراً ونعمل قليلاً من أجل «جوهرة الخليج». فهل من فرصة لإعادة ما حدث للكويتي في تلك الحقبة، وتجديد البحث فيها؟

back to top