المحمد: الأمير جعل الكويت الأكثر أمناً واستقراراً

• أكد خلال افتتاحه مبنى السفارة السويسرية الجديد أن سموه يقود البلاد بحكمة في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة
• علاقات بلادنا الخارجية بلغت أوجها اليوم بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو
• قيادتنا تعمل على ترسيخ نهج التواصل والانفتاح وتسعى بثبات لتطوير العلاقات مع العالم
• علاقاتنا مع سويسرا نموذج استثنائي للتعاون والثقة المتبادلة والدبلوماسية الهادئة
• حياد سويسرا جعلها دوماً خياراً مفضلاً لدول الخليج في الوساطة أو رعاية المصالح
• كاسيس: الكويت نموذج في الانفتاح... وتدشين المبنى الجديد تجسيد لشراكة راسخة

نشر في 26-10-2025
آخر تحديث 25-10-2025 | 20:49

أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت بفضل قيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، باتت من أكثر الدول أمنا واستقرارا في المنطقة، وتسعى بثبات إلى تطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم، لافتاً إلى أن «الكويت أولت منذ استقلالها أهمية كبيرة لعلاقاتها الخارجية، خاصة مع الدول ذات المكانة المرموقة في النظام الدولي، حتى بلغت تلك العلاقات اليوم أوجها بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الذي يقود البلاد بحكمة في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة، ويعمل على ترسيخ نهج التواصل والانفتاح مع الدول الشقيقة والصديقة في الشرق والغرب، ومن بينها سويسرا، التي تمثل شريكا استراتيجيا وصديقا موثوقا للكويت».

جاء ذلك في كلمة سموه خلال افتتاح المبنى الجديد لسفارة الاتحاد السويسري في منطقة القادسية، حيث عبّر عن سعادته بهذه المناسبة التي تعيد إلى ذاكرته بدايات العلاقات بين البلدين، حين قررت الكويت وسويسرا إقامة علاقاتهما الدبلوماسية في 16 يونيو 1966، وكان سموه أول قنصل عام لدولة الكويت في جنيف.

وقال: «تشرفت بأن أضع أول لبنة في صرح العلاقات الكويتية – السويسرية، فقد خدمت في جنيف لمدة عامين، ثم غادرت إلى طهران سفيرا فوق العادة في إيران عام 1968، لكن سويسرا بقيت في وجداني لما وجدته فيها من نظام واحترام وإتقان، وهي القيم التي شكّلت ملامح تجربتي الدبلوماسية».

وأضاف أن العلاقات بين البلدين تطورت سريعا منذ ذلك الحين، حيث افتتحت سويسرا قنصليتها الفخرية في الكويت عام 1967، وتلاها افتتاح سفارتها عام 1975، فيما بادرت الكويت عام 2006 إلى افتتاح سفارتها في بيرن خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء، إدراكا لأهمية توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، وأشار إلى أنه قام بزيارة رسمية لسويسرا عام 2011 في إطار تعزيز التعاون الثنائي.

وأفاد المحمد بأن سويسرا ليست مجرد مركز مالي عالمي أو وجهة آمنة للاستثمارات، بل هي نموذج فريد للدولة الناجحة والمستقلة بالقرار رغم صغر مساحتها، فهي تمثل نموذجا للتوازن بين الاقتصاد والإنسانية، وبين السلطة والأخلاق، وقد استطاعت أن تؤدي دورا فاعلا كوسيط محايد في القضايا الدولية والإقليمية، بفضل حيادها التاريخي وثقة العالم في سياستها الخارجية الهادئة.

وأردف: «تميزت الدبلوماسية السويسرية بالهدوء والسرية والابتعاد عن الاستعراض، وهي صفات تقترب كثيرا من الأسلوب الدبلوماسي الخليجي، ولذلك كانت سويسرا دوما خيارا مفضلا لدول الخليج في الوساطة أو رعاية المصالح»، كما تحولت إلى منصة دولية للحوار الإنساني في عالم يموج بالأزمات والانقسامات، ما جعلها توصف ب«الدولة الحامية» أو «الضمير الإنساني» في السياسة الدولية.

سويسرا وجهة خليجية

وأضاف المحمد أن العلاقات بين سويسرا ودول الخليج العربي امتدت أيضا إلى المجال الاجتماعي والسياحي، حيث أصبحت المدن السويسرية وجهة مفضلة للعائلات الخليجية، مما أسهم في بناء روابط إنسانية وثقافية متينة، لافتا إلى أن الكثير من الكويتيين يمتلكون منازل في مختلف الكانتونات السويسرية، وتلك العلاقات الودية عززت الصورة الإيجابية لسويسرا في الرأي العام الكويتي والعالمي بوصفها بلدا متوازنا ومحايدا ومحبا للسلام.

وأكد سموه أن العلاقات بين الكويت وسويسرا شهدت تطورا نوعيا في السنوات الأخيرة، تجسد في تبادل الزيارات الرسمية والمشاورات السياسية على المستويات العليا، مما يعكس حرص البلدين على تعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وأشار إلى أن من أبرز هذه اللقاءات لقاء سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد مع رئيسة الاتحاد السويسري السابقة فيولا أمهيرد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك العام الماضي.

وختم المحمد كلمته بالتأكيد على أن «ما يجمعنا اليوم هو علاقة استثنائية قائمة على الثقة المتبادلة والمصالح المستقرة، تؤكد أن الدول الصغيرة جغرافياً يمكن أن تبني نفوذا معنويا كبيرا بالثقة لا بالقوة».

وفي تصريح على هامش الحفل، عبر وزير الخارجية عبدالله اليحيا عن سعادته بالمشاركة في المناسبة، مؤكدا أن كلمة سمو الشيخ ناصر المحمد عبرت بدقة عن عمق العلاقات الكويتية – السويسرية، مشيرا إلى أن نظيره السويسري وجّه له دعوة رسمية لزيارة سويسرا قريبا لتعزيز التعاون بين البلدين.

وزير الخارجية السويسري: الكويت نموذج في الانفتاح والتوازن... وتدشين المبنى الجديد تجسيد لشراكة راسخة

كاسيس

من جانبه، ذكر وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس أن افتتاح السفارة الجديدة في الكويت يجسد عمق الصداقة بين البلدين التي تمتد لأكثر من ستة عقود، مؤكدا أن العلاقات بين الشعبين الكويتي والسويسري تقوم على الاحترام والثقة المتبادلة.
وأشاد بدور سمو الشيخ ناصر المحمد معتبرا أنه «أعظم صديق لسويسرا في الكويت». 

وأضاف كاسيس، في كلمته بالافتتاح، أن الكويت تمثل نموذجا في الانفتاح والتوازن، وأن سويسرا تسعى إلى تطوير علاقاتها الدبلوماسية في المنطقة على أساس الحياد والتعاون من أجل السلام.

وقال في تصريح للصحافيين، عقب حفل الافتتاح، إن تدشين المبنى الجديد بعد خمسين عاما من افتتاح أول سفارة لسويسرا في الكويت «ليس مجرد انتقال إلى موقع أكبر أو مقر جديد، بل هو تجسيد لعلاقات متينة وشراكة راسخة تربط الشعبين الكويتي والسويسري منذ عقود طويلة».

وأوضح أن هذه العلاقات تتجاوز البعد الدبلوماسي إلى روابط إنسانية وثقافية عميقة، مشيرا إلى أن «الكثير من الكويتيين درسوا في سويسرا ويتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة، ما يعكس تفاعلا ثقافيا راقيا بين الشعبين»، وأعرب عن سعادته بمشاركة سمو الشيخ ناصر المحمد في الافتتاح وإلقائه كلمة باللغة الفرنسية «كانت لفتة جميلة ومعبّرة عن عمق الصداقة التي تجمع بلدينا».

ولفت الوزير السويسري إلى أن افتتاح السفارة الجديدة يأتي في إطار تعزيز الحضور الدبلوماسي لسويسرا في المنطقة، مؤكدا أن بلاده تسعى إلى إقامة علاقات قوية مع جميع الدول العربية، خصوصا في منطقة الخليج التي تعد ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، وقال: «سويسرا لا تحمل أي أجندة خفية، بل تعمل من أجل السلام والازدهار في كل مكان، وهي ملتزمة بسياسة الحياد الإيجابي التي تمثل أحد أهم ركائز دبلوماسيتها».

وفيما يتعلق بالدعوة التي وجهها إلى وزير الخارجية الكويتي لزيارة سويسرا، أوضح كاسيس أن الزيارة المقررة العام المقبل ستتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأضاف أن الاحتفال سيحمل طابعا رمزيا يعكس عمق الروابط التاريخية، وسيشكل مناسبة لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والاستثمارية.

 وفي معرض حديثه عن العلاقات الاقتصادية، استعرض الوزير كاسيس تاريخ التعاون التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن الكويت كانت أول دولة عربية تستثمر في سويسرا، وأن هذه الشراكة بدأت في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال قصة رمزية معروفة في عالم الساعات السويسرية.

وختم وزير الخارجية السويسري حديثه بالتأكيد على أن سويسرا والكويت تتشاركان في قيم أساسية أهمها الحياد والتواضع، قائلاً: «نحن نؤمن بالعمل الصامت بعيدا عن الأضواء، ونعتز بعلاقاتنا الصادقة التي تقوم على الثقة والتفاهم المتبادل.
إننا نتطلع إلى المستقبل بثقة، ونسعى مع أصدقائنا في الكويت إلى تعزيز التعاون في كل المجالات بما يخدم السلام والاستقرار والازدهار».

روابط إنسانية تدعم العلاقات

أكد السفير السويسري لدى البلاد تيزيانو بالميلي أن افتتاح مبنى السفارة الجديد يعكس متانة العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن «سويسرا تعتبر بيتا ثانيا للعديد من العائلات الكويتية منذ ثلاثة أجيال، وهو ما يجسد عمق الروابط الإنسانية التي تدعم العلاقات الرسمية والاقتصادية بين البلدين».

وقال بالميلي، في تصريح للصحافيين، «لقد كان شرفا عظيما لنا أن نستضيف وزير الخارجية السويسري ورئيس البرلمان السويسري والوفد المرافق لهما، إلى جانب سمو الشيخ ناصر، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا».

اليحيا: صداقة عميقة وعلاقات وثيقة

قال وزير الخارجية عبدالله اليحيا إن زيارة وزير خارجية الاتحاد السويسري إغناسيو كاسيس إلى البلاد شكلت فرصة لتأكيد عمق علاقات الصداقة بين دولة الكويت والاتحاد السويسري واستعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

وأوضح اليحيا، في تصريح عقب استقباله الوزير السويسري والوفد المرافق له أمس، بمناسبة مشاركته في افتتاح المقر الجديد لسفارة الاتحاد السويسري في البلاد أن الجانبين بحثا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة.

 وأكد حرص الجانبين على مواصلة التشاور والتنسيق في المحافل الدولية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة بما يسهم في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين ودفع مسارات التنمية والاستقرار، معرباً عن تطلع دولة الكويت إلى مواصلة البناء على ما يجمع البلدين من علاقات وثيقة وروابط راسخة بما يعزز التعاون القائم ويفتح آفاقا أرحب لمزيد من التقدم والازدهار في العلاقات الثنائية.

المحمد يستقبل وزير خارجية سويسرا ويقيم غداءً تكريمياً على شرفه


المحمد مرحباً بوزير الخارجية السويسري في قصر الشويخ     المحمد مرحباً بوزير الخارجية السويسري في قصر الشويخ   

استقبل سمو الشيخ ناصر المحمد في قصر الشويخ أمس وزير خارجية الاتحاد السويسري اغناسيو كاسيس، وذلك بمناسبة زيارته للبلاد لحضور مراسم افتتاح مبنى السفارة السويسرية الجديد بمنطقة القادسية، كما أقام سموه مأدبة غداء على شرف الوزير الضيف والوفد المرافق له.

back to top