واشنطن تعزز حشودها العسكرية في أميركا الجنوبية
• مادورو: الأميركيون «يختلقون» حرباً
• رئيس كولومبيا بعد العقوبات الأميركية: لن نركع
في تصعيد جديد منذ بدء حملته على كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية، كثّف الرئيس دونالد ترامب الحشد العسكري في منطقة البحر الكاريبي، وأمر بنشر أكبر حاملة طائرات بالعالم كمرحلة أولى من عملية أوسع تشمل التدخل البري في فنزويلا، تزامناً مع احتدام مواجهته مع نظيره الكولومبي غوستافو بيترو.
وقال ترامب، في كلمة المقتضبة أمام حشد من أنصاره في فلوريدا أمس، إن «التدخل البحري في الكاريبي لن يكون سوى المرحلة الأولى» من عملية أوسع قد تشمل تدخلات برية داخل أراضي فنزويلا، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لن تتردد في نقل المعركة إلى البر إذا اقتضت الضرورة».
ولاحقاً، نقلت شبكة «سي. إن. إن» عن 3 مسؤولين أميركيين أن ترامب يدرس خططاً لاستهداف منشآت إنتاج الكوكايين في فنزويلا وكذلك طرق تهريب المخدرات إلى داخل الولايات المتحدة، لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيمضي قدماً.
تزامن ذلك، مع إعلان وزارة الحرب «البنتاغون» نشر مجموعة بحرية ضاربة تقودها حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس جيرالد فورد» في مياه البحر الكاريبي، ضمن عملية موسّعة تهدف إلى «كشف وتعطيل» شبكات تهريب المخدرات، التي تقول واشنطن إنها تتخذ من سواحل فنزويلا محوراً رئيسياً لأنشطتها.
وبينما أكدت القيادة الجنوبية الأميركية أن العمليات «لا تستهدف دولة بعينها»، كشفت مصادر دفاعية أن إدارة ترامب منحت وكالة الاستخبارات المركزية تفويضات سرية جديدة لتنفيذ «عمليات خاصة» ضد «الممرات اللوجستية للمخدرات» داخل فنزويلا.
وأشارت التسريبات إلى أن البيت الأبيض يدرس خيارات عمليات برية محدودة بدعم من وحدات المارينز والقوات الخاصة في حال استمرار «تورط عناصر عسكرية فنزويلية مع الكارتلات».
وليل الجمعة السبت، أعلن وزير الحرب بيت هيغسيث تنفيذ «أول هجوم ليلي في البحر الكاريبي بأمر من ترامب»، موضحاً أن الجيش أغرق خلاله زورقاً آخر تابعاً لتنظيم «قطار أراغوا» وقُتل «6 من الإرهابيين المتورطين في تجارة المخدرات» على متنه.
وقال مهدداً: «إذا كنت تاجر مخدرات إرهابياً تنشط في نصف الكرة الغربي، فسنعاملك كما عاملنا القاعدة. ليلاً أو نهاراً، سنرسم خرائط شبكاتك، ونتتبع رجالك، ونطاردك حتى نقضي عليك».
في المقابل، سارع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الرد متهماً واشنطن ب»التحضير لغزو جديد»، وحذّر من أن «أي تدخل بري سيقابل بمقاومة وطنية شاملة»، ودعا أنصاره إلى «التأهب الشعبي» تحسباً لأي مواجهة مقبلة.
وقال مادورو: «إنهم يختلقون حرباً أبدية مجنونة. لقد تعهدوا بأنهم لن يتورطوا مجددا في حرب، وها هم يختلقون حربا سنقوم بمنعها».
وفي وقت سابق، وجّه مادورو نداء بالإنكليزية إلى الولايات المتحدة قال فيه «لا لحرب مجنونة، أرجوكم»، مضيفاً: «نعم للسلام إلى الأبد، ولا لحرب مجنونة أرجوكم».
وفي كولومبيا، فجّرت وضع ترامب الرئيس غوستافو بيترو وزوجته فيرونيكا ألوكسير وابنه نيكولاس ووزير الداخلية أرماندو بينيديتي على «قائمة كلينتون» للعقوبات توتراً إضافياً.
وشنّ بيترو الذي وصفه ترامب ب«البلطجي ومهرّب مخدرات»، هجوماً دبلوماسياً مضاداً، داعياً «شعوب أمريكا اللاتينية إلى الوحدة ضد الهيمنة»، مؤكداً أنه «لن يتراجع خطوة واحدة ولن يركع أبدا».
وأعرب الرئيس الكولومبي عن المفارقة الكامنة في القرار الأميركي قائلاً إن «مكافحة الاتجار بالمخدرات بفعالية لعقود من الزمن تأتيني بهذا الإجراء من حكومة مجتمع ساعدناه كثيراً على وقف تعاطي الكوكايين. يا لها من مفارقة».
ووصف الرئيس الكولومبي استهداف القوارب بأنها عمليات إعدام، معتبراً أن هدف الولايات المتحدة من التصعيد ضد فنزويلا ليس محاربة الإرهاب بل السيطرة على نفطها.