السلام على الشمس والشجر!
قبل أيام أرسل إليّ أحد الأصدقاء المُقرَّبين، مقطع ڤيديو للفنان المبدع محمود عبدالعزيز يتحدَّث عن الموت والخوف من الخوض في تفاصيل أو حتى في جزء من هذه النهاية الحتمية لبني البشر.
وما لفت انتباهي أن المشهد يحمل الكثير من الرُّقي والإبداع في وصف العلاقة بين الله، عز وجل، والإنسان.
محمود عبدالعزيز يقول: «اللي شاف الموت لا يخاف منه»، وإنه رأى الموت أكثر من مرَّة، وفي كل مرَّة كانت الحياة تمرُّ كشريط ذكريات. ويتساءل: لماذا نخاف الموت وكُلنا متنا كذا مرة؟ ويُكمل: «وأنت شاب يموت الطفل، وأنت شايب يموت الشاب، وكلنا نبكي، ولا يوجد أغلى من الحياة، ولازم لما تقوم الصبح تشكر ربنا، وتسلم على الشمس، وعلى الأكل، والشجر، والقميص اللي أنت لابسه».
براعة في كتابة النص، وإتقان في إيصال صورة غائبة عن أذهان الكثيرين. مشهد يستحق التأمل والوقوف مع النَّفس، ومراجعة يومية لما نفعل ونقول.
استشهدت بهذا المشهد الدرامي من مسلسل «جبل الحلال»، فقط لتقريب الصورة بشكلٍ أسرع، لأن الاستدلال بالقرآن الكريم والسنة النبوية في هذه القضايا وغيرها من الثوابت الراسخة التي لا ولن تتأثر بتغيير الظروف، طال الدهر أم قَصُر.
كم منا مَنْ يشكر الله في كل لحظة، وكم نحتاج حتى نُدرك ما نحن فيه من نِعم لا تُعد ولا تُحصى. قد تكون الحياة مليئة بالتحديات والصِّعاب والمواقف التي تتطلَّب الكثير من الحِكمة رغم شدتها، حينها نتيقن أنه كلما زادت الاختبارات الإلهية صعوبة ومرارة، اقترب الإنسان من ربه، وهكذا يُفترض.
البلاءات والشدائد والمصاعب الحياتية ليست كرماً إلهياً فقط، بل رحمة ربانية وسكينة نفسية قَل مَنْ يفهمها في هذا الزمان، الذي يزدحم بالمُغريات الدنيوية التي تُلاحقنا في كل ركنٍ وزاوية، وهنا يجب أن نتوقف يومياً لنُلقي التحية والسلام على الشمس والقمر والأكل والشجر، وغيرها من العطايا والفضائل الإلهية التي لن تنتهي أو تتوقف.