إسرائيل تحيي «الضم» تحت أنظار رجالات ترامب

• 59% من الأميركيين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية
• خلافات بين واشنطن والقاهرة وتل أبيب بشأن الخطوات التالية وتعقيدات تحيط بالقوة الدولية
• نتنياهو يلمح لمعارضة نشر قوات تركية وتقديرات باحتفاظ «حماس» بقدراتها

نشر في 23-10-2025
آخر تحديث 22-10-2025 | 20:52

 

بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى إسرائيل، التي غادرها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وغاريد كوشنير، وسيصل إليها وزير الخارجية ماركو روبيو بعد أيام، صادقت الهيئة العامة للكنيست (البرلمان) أمس، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون ضم الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قانون الضم، الذي طرحه عضو الكنيست اليميني أفي ماعور، مر في هيئة الكنيست بتأييد 25 صوتاً مقابل رفض 24. كما صادقت الهيئة أيضاً على مشروع فرض «سيادة إسرائيل» على مستوطنة «معاليه أدوميم» المقامة على أراضٍ في القدس، والذي تقدم به رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان بتأييد 32 عضواً مقابل معارضة 9.

وكان الرئيس دونالد ترامب قدم تعهدات للدول العربية والإسلامية في قمة نيويورك بعدم الضم أو التهجير. 

وجدد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أمس التأكيد على أن الضم خط أحمر بالنسبة إلى بلاده، محذراً في الوقت نفسه من أن «الآراء المتطرفة بشأن القضية الفلسطينية لم تعد صالحة، وعلينا أن نتعامل مع المسألة على أن لدينا قوميتين متنازعتين تتقاتلان على قطعة أرض واحدة ويجب تقسيم تلك الأرض»، مشيراً إلى اليمين الإسرائيلي.

جاء ذلك، وسط حديث عن خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر حول تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن غزة، خصوصاً فيما يتعلق بنشر قوات دولية في القطاع وترتيبات تنفيذ الخطة التي تتضمن 20 بنداً. إلى ذلك، أظهر استطلاع ل«رويترز/ إبسوس» أن 59 في المئة من الأميركيين يؤيدون اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، بينما يعارضه 33 في المئة، أما البقية فلم يكونوا واثقين أو لم يجيبوا عن السؤال.

في سياق متصل، أكدت محكمة العدل الدولية، أمس، أن إسرائيل ملزمة بتيسير عبور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل المساعدات من الوكالات التابعة للأمم المتحدة.

وفي تفاصيل الخبر:

وسط حديث عن خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر حول تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، خصوصاً فيما يتعلق بنشر قوات دولية في القطاع وترتيبات تنفيذ المبادرة التي تتضمن 20 بنداً، سعى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى طمأنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء جمعهما أمس في القدس، عبر التأكيد أن المهمة المقبلة تتمثل في «نزع سلاح حماس والتأكد من أنها لم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل وفي الوقت نفسه إعادة بناء غزة لجعل الحياة أفضل لمواطنيها».

وقال فانس: «الأمر ليس سهلا، أعتقد أن رئيس الوزراء يعرف ذلك. لكن هذا شيء نلتزم به في إدارة ترامب»، مضيفا «هذه أيام مصيرية، نحن متحمسون جداً للجلوس والعمل معاً بشأن خطة السلام الخاصة بغزة»، مضيفاً أن «نجاح وقف الحرب في غزة قد يمهد لتطبيع العلاقات بالمنطقة».

من جانبه، أشاد نتنياهو ب»التحالف والشراكة التي لا مثيل لها مع الولايات المتحدة»، رغم وجود «نقاشات بين الطرفين بشأن عدد من المسائل المرتبطة بغزة.

ورفض نتنياهو فكرة أن إسرائيل «دولة تابعة للولايات المتحدة أو محمية لها»، وقال: «لدينا شراكة، تحالف بين شركاء يتقاسمون القيم والأهداف نفسها».

واعتبر نتنياهو أن «هذا التحالف يغيّر الشرق الأوسط، ويغيّر العالم، إنه يخلق فرصاً ليس فقط في مجال الأمن، بل أيضاً لتوسيع نطاق السلام، وهو ما نعمل عليه بجدية كبيرة جداً»، داعياً إلى «مواصلة الضغط على حماس وعزلها عن العالم العربي والإسلامي».

ورداً على سؤال كان موجهاً لفانس بشأن أمن إسرائيل في اليوم التالي لبدء الوضع الجديد في غزة، بادر نتنياهو للإجابة وقال: «عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل، فإننا نفعل ما يلزم». وأشار إلى مناقشة فكرة «اليوم التالي» لانتهاء حكم «حماس» للقطاع، مؤكداً «صغنا أبعاداً بالغة الأهمية وبرؤية جديدة في القطاع».

ولفت إلى أن «لأميركا مصالح أخرى في المنطقة، ومن اللازم أن تكون إسرائيل مرنة إزاء هذا الأمر، لا سيما أنه أمر جيد».

مصر تطالب بدخول قوات عربية وفلسطينية وخبراء إلى غزة... وإسرائيل ترفض

انغماس وتأييد

ويأتي انغماس إدارة ترامب بمحاولة تسوية الصراع الذي فجر المنطقة على مدار عامين وأطلق شرارة تحرك دبلوماسي واسع لإحياء «حل الدولتين» بقيادة فرنسا والسعودية، فيما أظهر استطلاع ل»رويترز/ إبسوس» أن معظم الأميركيين، بما في ذلك 80% من الديموقراطيين، و41% من الجمهوريين، يعتقدون أن على الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية. 

وقدم الاستطلاع مؤشرات على أن الأميركيين مستعدون للاعتراف بفضل ترامب في حال نجاح خطته لوقف الحرب التي أودت بحياة نحو 70 ألف فلسطيني وشردت معظم سكان القطاع. 

الدول التي أبدت اهتماماً بالمشاركة في القوة الدولية تريد توضيحات بشأن مهام تلك القوات في غزة 

خلافات وتحديات

وفي وقت تلقت إدارة ترامب بثقلها للضغط على كل الأطراف من أجل تثبيت اتفاق غزة أفادت تقارير غير مؤكدة بأن وزير الخارجية مايك روبيو سيصل إلى الدولة العبرية لينضم إلى المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، حيث كشفت أوساط إسرائيلية مطلعة أن واشنطن أبدت رغبتها في البدء الفوري بتنفيذ المرحلة الثانية من خطة عزة.

وأمس، برزت خلافات بين الأطراف المعنية بتطبيق الخطة إذ ألمح نتنياهو إلى معارضته لنشر قوات تركية في القطاع بعد أن قال فانس إن أنقرة سيكون لها دور مهم في غزة.

كما كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب أبلغت مدير المخابرات المصرية حسن رشاد بأنّ «حماس تتعمّد المماطلة في تسليم الجثث، وأنّ على الحركة إعادة جميع الجثث التي بحوزتها قبل الانتقال إلى أي مرحلة جديدة»، فيما طالب المسؤول المصري بإدخال قوات عربية وأجنبية بصحبة خبراء إلى القطاع للمساعدة بانتشال الجثامين وفقا لخطة ترامب.

وكشفت «نيويورك تايمز» أن تقدماً ضئيلاً أُحرز في تشكيل القوة التي تنص عليها خطة ترامب وهو ما يتناقض مع ما قاله الأخير أخيراً بأن دولاً عدّة اتصلت به وأبدت استعدادها القوي للتدخل في القطاع وتأديب «حماس» إذا واصلت عدم الالتزام بالاتفاق.

وأشارت إلى أن بعض الدول المرشحة للمشاركة أكدت أنها لن تلتزم بإرسال جنود قبل توضيح مهامهم بشكل قاطع، بينما تخشى أخرى أن يُجبر جنودها على مواجهة مسلّحي «حماس» دفاعاً عن إسرائيل.

وفي حين يعد تشكيل القوة أمراً أساسياً يسبق إقامة حكومة فلسطينية محلية من الخبراء أكد كوشنر أنها وحدها ستكون القادرة على قيادة عملية نزع سلاح «حماس»، دقت فرنسا ناقوس الخطر وطالبت بضرورة الانتقال الفوري إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية مع الأولويات الثلاثة الإنسانية والأمنية والمتعلقة بالحكم في القطاع. وحذرت باريس من أن «حماس تستعيد السيطرة وتشن حملة قمع ضد معارضيها بعد أن أوحى لها الأميركيون بأنها ستحظى ببعض الوقت لتحقيق الاستقرار».

من جهة ثانية، أفادت تقارير بأن قيادة «حماس» تجري مناقشات سرية مع مصادر عربية حول مستقبل الحركة وإمكانية إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية، المتمركزة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، على غزة، بدعم من مصر وقطر رغم معارضة إسرائيل القوية لذلك.

وفي حين لفتت المصادر إلى أن الحركة تصر على الاحتفاظ ب «السلاح الخفيف والدفاعي» مع العمل على إنشاء إدارة مدنية تكنوقراطية محلية، لتشكل أمراً واقعاً في المداولات الجارية بشأن الحكم المستقبلي، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وفد «حماس» في الدوحة لمناقشة التطورات. وتزامن ذلك مع قيام وفد رفيع المستوى من السلطة بقيادة نائب الرئيس حسين الشيخ بزيارة إلى القاهرة لإجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين بشأن التطورات.

وأمس، أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن «حوالي 20 ألف مقاتل لا يزالون نشيطين في صفوف حماس»، مبينة أن الحركة رغم اضعافها بشكل كبير جراء الحرب لكنها مازالت تمتلك أكثر من 10 ألف صاروخ طويل المدى وتحتفظ بنحو نصف أنفاقها وهو ما يشكل مركز الثقل الأهم لها.

 

back to top