«التقدُّم العلمي» تختتم مشاركتها في برنامج الطب الدقيق
أُقيم في واشنطن بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم
اختتمت الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطب (NASEM)، بالشراكة مع مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي، أعمال برنامج «الطب الدقيق: تعزيز تبادل المعرفة والتعاون بين الكويت والولايات المتحدة»، الذي عُقد في العاصمة الأميركية (واشنطن)، بمشاركة نُخبة من العلماء والأطباء من الكويت والولايات المتحدة، وبحضور سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح.
وقالت «التقدُّم العلمي»، في بيان صحافي، إن البرنامج، الذي امتد على مدار يومين، تضمَّن جلسات مكثفة وحوارات علمية متقدمة تناولت تكامل الدراسة الجينومية مع العوامل البيئية، والسياسات والحوكمة في مجال الطب الدقيق، إلى جانب سُبل بناء البنية التحتية التقنية، وتعزيز تبادل البيانات عبر الحدود لدعم البحث والتطبيق السريري.
وترأس اللجنة العلمية للبرنامج رئيس هيئة المسؤولية الطبية الدكتور الشيخ سلمان الصباح. وشهدت الفعالية مشاركة نُخبة من الأطباء الكويتيين، من بينهم الدكتور وضّاح الرفاعي، الأستاذ ورئيس كرسي «Arnold W. Lempka» في الجراحة بجامعة كريتون، الذي قدَّم ضمن الجلسة محاضرة بعنوان: «ترجمة البحث الجراحي إلى تميُّز سريري».
واستعرض الرفاعي كيف تُحوَّل الابتكارات البحثية في الجراحة إلى تطبيقات علاجية ملموسة تُحسِّن نتائج المرضى، مؤكداً أهمية مسارات نقل التكنولوجيا الطبية والبراهين السريرية اللازمة لاعتمادها. وقد شكَّل عرضه محوراً عملياً ربط بين مُخرجات البحث والتطبيق السريري، وفتح نقاشاً حول بناء القدرات وتوحيد بروتوكولات العمل داخل المؤسسات الصحية.
كما برز خلال الفعاليات د. زيد المرزوق، وهو أحد الفائزين بجائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب في مجال العلوم الطبية، واختصاصي في قسطرة القلب ومدير برنامج القلب البنيوي في مدينة بوسطن الأميركية، حيث شارك في الجلسة المخصصة لـ «تنفيذ تقنيات الطب الدقيق داخل مسارات العمل السريرية».
وأدار المرزوق نقاشاً ركَّز على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي والمنصات السحابية والتحليلات الجينومية في الممارسات الطبية اليومية، مع إبراز متطلبات تدريب الفرق الطبية واستدامة تطبيقات الطب الدقيق داخل المستشفيات.
وشهدت الورشة أيضاً مشاركة بارزة لعددٍ من المختصين الكويتيين ضمن برامج التعاون العلمي بين «التقدم العلمي» وNASEM، من بينهم د. سليمان المزيدي رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر الأحمد، ود. حمود الرشيدي اختصاصي أول جراحة عامة، اللذان قدَّما عرضاً علمياً حول التجربة الكويتية الرائدة في الجراحة الروبوتية عن بُعد، وهي الجراحة التي اعتمدتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول عملية جراحة عن بُعد في العالم، في إنجاز عالمي يعكس التطور النوعي الذي تشهده المنظومة الصحية في الكويت، بمشاركة «التقدُّم العلمي».
وخلصت النقاشات إلى مجموعة من التوصيات العملية لتعزيز الشراكات الدولية، وتسريع تحويل الاكتشافات العلمية إلى أثر سريري مباشر. فيما عكست المساهمات الكويتية في البرنامج الدور الذي تؤديه «التقدُّم العلمي» ضمن جهودها لتعزيز الدبلوماسية العلمية، ودعم الاستثمار الكويتي في الطب الدقيق، وترسيخاً لأهدافها الاستراتيجية.
حمد ياسين يحاضر في واشنطن حول وراثة التكيس الكلوي
شارك د. حمد ياسين، الأستاذ المشارك في طب الجينوم بجامعة الكويت ومعهد دسمان للسكري، في المؤتمر العلمي الذي أُقيم بمقر الأكاديميات الوطنية في العاصمة الأميركية (واشنطن)– قاعة بيكتون، حيث قدَّم محاضرة متخصصة حول أبحاثه في وراثة مرض الكلية متعددة الكيسات (ADPKD)، وتطبيقات الطب الدقيق في العيادة الوطنية للتكيس الكلوي بمستشفى مبارك الكبير.
واستعرض ياسين خلال المحاضرة التجربة الكويتية الرائدة في تطبيق الطب الدقيق لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدَّمة للمرضى، لا سيما لمرضى التكيس الكلوي، مؤكداً أن دمج الفحوص الجينية والبيانات الإكلينيكية ضمن نموذج وطني موحَّد يُسهم في تحقيق رعاية صحية مخصصة ترتكز على فهم أعمق لأسباب المرض ومساراته.
كما عرض أحدث نتائج الأبحاث العلمية الممولة من مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي، والتي تركِّز على توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الحيوية الضخمة للبروتينات والجينات وتقنيات الـ Multi-omics، موضحاً كيف تُسهم هذه الأدوات في تسريع التشخيص، وتحديد العلاجات الموجَّهة، التي تتناسب مع الخصائص الجينية لكل مريض.
وفي ختام كلمته، ثمَّن ياسين الدور المحوري لـ «التقدُّم العلمي» في دعم البحث العلمي الوطني، وتمكين العلماء الكويتيين من إيصال صوتهم إلى المنصات الدولية، مشيداً بجهود المؤسسة في بناء جسور تعاون مستدامة بين الكويت والعالم، لا سيما من خلال شراكتها مع الأكاديميات الوطنية الأميركية في مجال الطب الدقيق والبحوث الجينومية.