الأمير وأردوغان يبحثان التطورات الإقليمية وتطوير التعاون
• الرئيس التركي يصل إلى البلاد اليوم في مستهل جولة خليجية تشمل قطر وعُمان
• توقيع اتفاقيات على هامش الجولة مع مسؤولي البلدان الثلاثة ترسيخاً للعلاقات
في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، يصل إلى البلاد اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مستهل جولة خليجية تشمل 3 دول.
وأعلنت الرئاسة التركية، أمس، أن جولة أردوغان تشمل، إلى جانب الكويت، كلاً من قطر وسلطنة عمان، تلبية لدعوة قادة الدول الثلاث خلال الفترة من 21 إلى 23 الجاري.
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران، في تدوينة على منصة «إن سوشيال»، إن الجولة ستشهد بحث العلاقات الثنائية بكل أبعادها وسبل تطوير التعاون القائم بين أنقرة والعواصم الخليجية الثلاث، إضافة إلى عقد مشاورات حول التطورات الإقليمية والملفات الدولية.
وأوضح دوران أنه من المقرر على هامش هذه الجولة توقيع اتفاقيات مختلفة مع مسؤولي البلدان الثلاثة بهدف ترسيخ أرضية العلاقات الثنائية.
وكان أردوغان ألغى في يونيو الماضي زيارة كانت مقررة للكويت بسبب حرب الـ 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.
وفي تفاصيل الخبر:
ضمن جولة خليجية تشمل 3 دول، يصل إلى البلاد، اليوم، رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، والوفد الرسمي المرافق له، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وأعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان سيبدأ جولة خليجية تشمل الكويت وقطر وسلطنة عمان تلبية لدعوة قادة الدول الثلاث خلال الفترة من 21 إلى 23 الجاري.
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران، في تدوينة على منصة «إن سوسيال» التركية للتواصل الاجتماعي، إن الجولة ستشهد بحث العلاقات الثنائية بأبعادها كافة وسبل تطوير التعاون القائم بين أنقرة والعواصم الخليجية الثلاث، إضافة إلى عقد مشاورات حول التطورات الإقليمية والملفات الدولية.
وأضاف دوران أنه من المقرر أيضا توقيع اتفاقيات مختلفة على هامش الجولة مع مسؤولي البلدان الثلاثة بهدف ترسيخ أرضية العلاقات الثنائية.
وكان أردوغان ألغى في يونيو الماضي زيارة كانت مقررة للكويت بسبب الحرب بين اسرائيل وايران والتي استمرت 12 يوما.
تطور العلاقات
وفي السياق، تشهد العلاقات الكويتية - التركية تطورا مطردا عاما بعد آخر، تنفيذا لتوجيهات القيادات الحكيمة في البلدين الصديقين، وحرصهم المتبادل على تعزيزها في جميع المجالات، والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتستند العلاقات الكويتية ــ التركية التي تمتد ستة عقود إلى أسس متجذرة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون الوثيق، واستثمار الصلات الثقافية والتاريخية والدينية، التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، في تعزيز أواصر تلك العلاقات وترسيخها.
وعلى مدار العقود الماضية شهد البلدان زيارات مستمرة لكبار المسؤولين فيهما توجت بزيارات للقيادات الحكيمة في كلا البلدين، فضلا عن تشكيل لجنة مشتركة وتوقيع اتفاقيات كثيرة في شتى المجالات.
زيارة الأمير لتركيا
وفي 7 مايو عام 2024 زار سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد تركيا في زيارة دولة استعرض خلالها مع الرئيس أردوغان العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وسبل دعم وتنمية الشراكة القائمة على كل الصعد، بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وفي تلك الزيارة قلد الرئيس التركي صاحب السمو (وسام الدولة) الذي يعد أرفع وسام يتم منحه لرؤساء الدول تقديرا للجهود التي تبذل في تعزيز العلاقات الثنائية والروابط بين البلدين.
وشهدت الزيارة توقيع ست اتفاقيات ثنائية شملت عقود شراء الصناعات الدفاعية وإنشاء حوار استراتيجي مشترك والتعاون في مجال المناطق الحرة والرعاية السكنية والبنية التحتية وتشجيع الاستثمار وإدارة الكوارث والطوارئ.
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك، أكد فيه الرئيس التركي دعم بلاده لسيادة الكويت وسلامتها وأمنها الإقليمي، وضرورة استمرار الاتصالات بين البلدين بشكل وثيق على كل المستويات، معربا في الوقت نفسه عن تقديره للجهود الحميدة للكويت ودورها الإنساني الريادي إقليميا ودوليا ومواقفها وسياساتها المتزنة الهادفة إلى تحقيق الازدهار للشعوب وتقريب وجهات النظر.
وأشاد الجانبان في البيان بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات التجارية والاقتصادية وآلية التعاون الثنائي فيه بما يتضمن حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونشاط الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في تركيا، إضافة إلى استثمارات الشركات التركية المباشرة في الكويت.
وزار الرئيس التركي البلاد في 7 أكتوبر عام 2020، حيث اجتمع مع الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، وقدم واجب العزاء في وفاة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.
وفي 22 سبتمبر الماضي التقى ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الرئيس أردوغان على هامش أعمال اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واستعرض معه العلاقات الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.
ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى مايو عام 1964، في حين بدأت العلاقات الدبلوماسية عام 1969 عندما وقّع الطرفان اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين عام 1970.
وخلال العقود الستة الماضية برزت تركيا شريكا حقيقيا في الأوقات الحرجة التي شهدتها الكويت لاسيما خلال الساعات الأولى للغزو العراقي للبلاد، حين نددت تركيا بذلك العمل الهمجي معلنة تضامنها مع الكويت للمطالبة بعودة السيادة والاستقلال إليها.
تحرير الكويت
وعقب تحرير الكويت عام 1991 شهدت العلاقات الثنائية تطورا لافتا، لاسيما بعد زيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، إلى أنقرة في نوفمبر 1991 التي أعرب خلالها عن تقدير الكويت وامتنانه الشخصي لموقف تركيا من الغزو العراقي وتضامنها مع الحق الكويتي.
وكان للكويت مواقف داعمة ومساندة لتركيا لاسيما حين شهدت في منتصف يوليو 2016 محاولة انقلاب فاشلة، استهدفت السيطرة على مؤسسات الدولة فكانت الكويت في مقدمة الدول التي دعمت تركيا وحكومتها المنتخبة ديموقراطيا.
وفي عام 1983 وقع البلدان اتفاقية للتعاون الاقتصادي والصناعي والفني أثمرت تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة للتعاون الاقتصادي عقدت عدة اجتماعات في البلدين، في وقت يرتبط فيه البلدان باتفاقية لتشجيع الاستثمار وحمايته منذ عام 1988. وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات عقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين اجتماعها الأول في 24 أكتوبر 2013 بالكويت، في حين عقدت آخر اجتماعاتها في 8 ابريل عام 2021 في الكويت.
وتشارك الكويت في اجتماعات آلية الحوار الاستراتيجي التي أنشئت بين تركيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربي في 2 سبتمبر 2008، لتعزيز العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات.
68 اتفاقية
ويرتبط البلدان بنحو 68 اتفاقية تشمل كل مجالات التعاون لاسيما على صعيد الاستثمارات الكويتية في تركيا التي تأتي تنفيذا للرؤية التنموية للكويت الهادفة الى بناء قوة استثمارية إقليمية مع الاقتصادات المتقدمة والمستدامة.
وفي مجال الدفاع يرتبط البلدان باتفاقيات عدة كان من نتائجها إعلان وزارة الدفاع الكويتية في يونيو 2023 التعاقد مع تركيا لتوريد منظومة طائرات بدون طيار من طراز (بيرقدار TB2) بقيمة 367 مليون دولار، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للجيش الكويتي.
وشهد يوليو الماضي دخول طائرات بيرقدار المسيّرة الخدمة في الكويت، لتعكس تلك الخطوة التزام وزارة الدفاع بتسخير أحدث الابتكارات والتقنيات العالمية لخدمة منظومة الدفاع، وتوفير الإمكانات الحديثة التي تسهم في حماية حدود وأجواء الكويت وصون مقدراتها.
مساعدات كويتية
وفي فبراير عام 2023 سارعت الكويت إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى تركيا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عدة فيها، وأطلقت حملة إغاثة عاجلة بتوجيهات الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
وأسهمت الكويت في أغسطس عام 2021 في إطفاء الحرائق التي اندلعت في مناطق عدة بتركيا، وأهدت إلى الجهات المعنية فيها ست آليات ولوازم متطورة للمكافحة، والسيطرة على كل أنواع الحرائق.
وطوال الأزمة السورية التي بدأت عام 2011 واستمرت حتى ديسمبر عام 2024 أسهمت الكويت بشكل كبير في تخفيف العبء عن الحكومة التركية التي لجأ إليها نحو ثلاثة ملايين سوري، من خلال استضافتها لمؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية والمساعدات الإنسانية لهم، وافتتاح مشاريع عديدة عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية.