ما العمل؟

نشر في 20-10-2025
آخر تحديث 19-10-2025 | 19:14
 حسن العيسى

في افتتاحية «الإيكونومست» بعددها الأخير كانت صورة الغلاف لرجل وضع حول رقبته بالونة إنقاذ وهو في عين العاصفة، وكتبت: «الوضع المالي في العالم الغني يكاد يكون في حالة خراب، ففرنسا، مع تراكم ديونها، تُغيّر رؤساء وزرائها بوتيرة أسرع مما كان قصر فرساي يستهلك الباروكات...»، ثم في فقرة أخرى تتساءل الجريدة: «إلى متى يمكن للحكومات أن تعيش فوق إمكانياتها؟ تبلغ الديون العامة في العالم الغني الآن نحو 110 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي»، وتضيف: «الدول عادةً ما تخرج من أزماتها عبر النمو عندما يزداد عدد العاملين أو عندما تكون صغيرة وتلحق بركب الاقتصادات المتقدمة».

وتتحول الافتتاحية للحديث عن الانقلاب في توزيع الثروة الذي يؤدي إلى تدمير الطبقة الوسطى، والتي تمثل العمود الفقري للديموقراطيات، وكيف يخل ذلك بالعقد الاجتماعي، وتضرب مثالاً بالأرجنتين وكيف كانت من أغنى الدول الشابة وتحولت الآن إلى اقتصاد متوسط الدخل تتقاذفه الأزمات المتكررة بسبب التضخم المستمر.

إذا كان هذا الحال بالدول الأوروبية المتقدمة وغيرها مثل الأرجنتين، فماذا عن الحال بالكويت رائدة شعار «يا رب لا تغير علينا»؟ الحديث المتكرر حتى الملل عن ضرورة تغيير العقليات السياسية والاقتصادية لم يعد مجدياً، فلا مبادرات جدية تقلب الوضع الريعي الكارثي إلى اقتصاد إنتاجي يعتمد أولاً وأخيراً على الإنسان الآمن على استقرار مركزه القانوني والاقتصادي.

متابعة الشؤون المحلية في الجرائد لا تبشر بالخير، فلا أخبار ولا تحليلات سوى مربعات ملونة لصور الرسميين بكامل الهيئة البشتية يوزعون الابتسامات، يرافقها عدد من المقالات التي تنضح بالعنصرية والطائفية من مصانع أم أحمد العجافة حين تسند ظهرها على حائط الخطاب السلطوي، تريد أن تستقوي به وتحّرض على طوائف عريضة في هذا المجتمع الصغير... كيف نعمل حساب الغد مع هذا الحال المائل...؟ ما العمل؟!

back to top