العبيدي: مدرسة الموسيقى تصنع جيلاً جديداً من المبدعين

• أكد أنها صرح أكاديمي رائد في تعليم الفنون بمركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 20-10-2025
آخر تحديث 19-10-2025 | 18:11

قال مدير مدرسة الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، د. فيصل العبيدي، إن المركز يقدِّم من خلال احتضانه مدرسة الموسيقى تجربة تعليمية فريدة، ويعزز مكانة الكويت فنياً وموسيقياً، حيث باتت المدرسة اليوم واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية الفنية في الكويت والمنطقة، إذ تسعى إلى تخريج جيلٍ جديد من الفنانين والمبدعين، قادر على التعبير عن ذاته وإثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي بروحٍ فنية راقية.

وثمَّن العبيدي الجهود التي يبذلها مركز جابر الثقافي في رعاية الفن والفنانين، المحترفين والمبتدئين، مشيراً إلى أن مدرسة الموسيقى منذ تأسست في مركز جابر كانت ولا تزال صرحاً أكاديمياً رائداً في تعليم الفنون وتخريج جيلٍ مثقف موسيقياً، حيث تعمل ضمن رؤية واضحة تهدف إلى جعل الموسيقى جزءاً أصيلاً من الثقافة المجتمعية في الكويت.

وأضاف: «نؤمن بأن الموسيقى ليست مجرَّد مهارة، بل لغة تواصل إنسانية، قادرة على بناء الجسور بين الشعوب، وتعزيز قِيم الجمال والتسامح والإبداع».

جميع الأعمار

وأوضح أن المدرسة تفتح أبوابها أمام جميع الأعمار، بدءاً من 14 سنة وما فوق، من دون تحديد سقفٍ للعُمر، لأن الموسيقى «ليست حِكراً على فئة عُمرية محددة، بل هي مساحة مفتوحة لكل مَنْ يحمل الشغف والرغبة في التعلم»، بعدما كانت في السابق مخصصة للأطفال، حيث تفتح المدرسة أبوابها لأول مرة لجيل الشباب، مشيراً إلى أن المناهج التي تقدمها المدرسة مُصمَّمة بعناية لتناسب مختلف المستويات، بدءاً من المبتدئين حتى مرحلة الاحتراف، حيث يمرُّ الطالب بمسارٍ أكاديمي متكامل يجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي.

وقال العبيدي إن موقع المدرسة داخل المركز يمنحها بُعداً مميزاً، إذ يُتيح للطلبة فرصة التواصل المباشر مع الحِراك الثقافي والفني بالكويت، ويؤهلهم للمشاركة في العروض الموسيقية و«البروفات» الكبرى التي تُقام في المركز.

وتابع: «وجودنا في هذا الصرح الثقافي الراقي يجعل من تجربة الطالب أكثر عُمقاً وثراءً، فهو يتعلَّم داخل بيئة حيَّة تنبض بالفن، ويشاهد عن قُرب كيف تُصنع الحفلات الموسيقية، ويحتك بالمحترفين من مختلف دول العالم».

وأشار مدير المدرسة إلى أن المناهج تشمل مواد أكاديمية أساسية، مثل مادة الصولفيج (قراءة النوتة الموسيقية)، وهي مادة إلزامية لجميع الطلبة، باستثناء بعض التخصصات، كالغناء العربي والغيتار. واعتبر أن هذه المادة تشكِّل حجر الأساس في بناء الثقافة الموسيقية الأكاديمية لدى الطالب، لأنها تمنحه القدرة على قراءة النوتة والتفاعل مع الموسيقى بوعي أكبر.

وأوضح العبيدي أن المدرسة تضع أهمية خاصة للتوازن بين الجانبين العملي والنظري، حيث تمتد الحصة الموسيقية لمدة 45 دقيقة، يركز خلالها الأستاذ على التدريب الأكاديمي العملي، إلى جانب تعزيز الفهم الموسيقي. كما تمنح المدرسة طلابها أولوية حضور «البروفات» الموسيقية الكبرى داخل المركز، ما يعزز من تجربتهم الفنية، ويمنحهم ثقافة موسيقية أوسع.

وفيما يتعلق بالكادر التدريسي، أوضح العبيدي أن فريق المدرسة يضم نُخبة من الأكاديميين والأساتذة المحترفين من مختلف أنحاء الوطن العربي من المتخصصين في تدريس الآلات الشرقية والغربية. وقال: «نحرص على أن يتولى تدريس الطلبة نُخبة من أصحاب الخبرة الطويلة في الأداء والتعليم، فلدينا أساتذة في الغناء العربي، والعزف على القانون، والعود، والبيانو، والكمان، والغيتار، والتشيلو، والناي، والكلارينيت، جميعهم يحملون مؤهلات أكاديمية عالية وخبرة فنية كبيرة».

وأضاف أن المدرسة تستقطب مواهب موسيقية جديدة باستمرار، وعملية التسجيل تتم على مدار العام الدراسي الذي يبدأ في سبتمبر وينتهي في يونيو، مع توقف مؤقت خلال شهر رمضان، احتراماً للخصوصية الثقافية والاجتماعية في الكويت.

وأكد أن الإقبال المتزايد من مختلف الفئات العُمرية يعكس المكانة التي حققتها المدرسة، والثقة التي يُوليها الجمهور لهذا الصرح الثقافي.

المشهد الموسيقي

وأردف العبيدي: «مدرسة الموسيقى بمركز جابر ليست مجرَّد دورة مؤقتة أو نشاط جانبي، بل مؤسسة أكاديمية حقيقية تُعنى بتخريج جيلٍ يقدِّر الموسيقى كفنٍ راقٍ وحضاري. نعمل على بناء مجتمع يؤمن بقيمة الفن في الحياة اليومية، ويحتضن الموسيقى كجزء من هويته الوطنية والثقافية. طموحنا أن نرى طلبتنا في المستقبل قادة للمشهد الموسيقي في الكويت والمنطقة، يحملون رسالة الفن والإبداع إلى العالم».

وأكد أن رؤية المدرسة تنطلق من إيمانها العميق بأن التعليم الموسيقي هو استثمار في الإنسان أولاً، وفي ثقافة المجتمع ثانياً، وأن مركز جابر الأحمد الثقافي سيبقى الحاضنة الكبرى لكل ما هو جميل وملهم في عالم الفن والموسيقى.

وفي سياق آخر، كشف العبيدي عن أن مركز جابر الأحمد الثقافي يفتتح من 1 إلى 29 نوفمبر المقبل مدرسة للباليه، بواقع يومين أسبوعياً، لتحتضن الفتيات من سن 4 إلى 15 عاماً كبيئة تعليمية آمنة وراقية تؤسس للانضباط والتركيز وتطوير المهارات الحركية والفنية تحت إشراف مدربات يتمتعن بخبرة دولية في مجال تعليم وتدريب الأطفال حول العالم.

back to top