رياح وأوتاد: خالف القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية واستهزأ بالعرب

نشر في 19-10-2025
آخر تحديث 18-10-2025 | 20:23
 أحمد يعقوب باقر

قبل أسابيع وفي ديوانية أحد الإخوة أصرّ أحد الحاضرين على خروج حركة حماس من غزة بلا شروط حقناً لدماء أهل غزة، بينما رد الحاضرون أن ذلك سيؤدي إلى استباحة غزة والإمعان في قتل أهلها وتهجيرهم والمضي في مخططات نتنياهو التوسعية في الضفة وإسرائيل الكبرى، وأكد آخرون أن دمار غزة هو من فعل الصهاينة، لأن ما فعلته «حماس» ليس مبرراً لدمار غزة وإبادة شعبها حسب الشريعة الإسلامية والقانون الدولي.

واليوم وبعد الموافقة على خطة ترامب تبين أن صمود أهل غزة والمقاومة كان هو الأصح والأسلم، فقد تم الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار، وتسلُّم ألفَي أسير فلسطيني، ووقف تهجير أهل غزة وتجميد خطط نتنياهو التوسعية، وأعيدت الحياة للمطالبة بحل الدولتين.

ولا شك أن هذه المكاسب قد تحققت بفضل الله ثم بصمود أهل غزة والاستنكار الكبير لشعوب العالم للإبادة والجرائم الوحشية للاحتلال، هذا الاستنكار الذي أجبر حكومات كثيرة على المطالبة بوقف المجازر، واعتراف 150 حكومة بدولة فلسطين، إضافة إلى رفض الحكومات العربية التهجير، وأعادوا مطالبهم بحل الدولتين في حين تراجع التطبيع، فضلاً عن دور الدول العربية الوسطاء وانضمام تركيا إليهم.

ولكن مازال الغموض يحيط بمستقبل خطة ترامب، خصوصاً فيما يتعلق باستمرار وقف الحرب ومستقبل «حماس» وإعمار غزة، ومصير القرى التي دمرها نتنياهو لفتح الطريق لضم الضفة، وكذلك مدى صمود ترامب، وهو الضامن لهذه الخطة، أمام اللوبي الصهيوني وكبيرتهم (مريم).

وإذا تأملنا خطاب ترامب في الكنيست فسنجد الكثير مما يؤكد هذه المخاوف، فقد بدأ خطابه بذكر الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ولم يذكر عيسى عليه السلام، ثم أعلن استمراره بدعم الإبراهيمية، وأثنى على الجيش الصهيوني ونتنياهو (المدانين بجريمة الإبادة الجماعية)، وكيف أنهم استخدموا أحدث الأسلحة الأميركية التي لم يكن يعلم هو بوجودها، ومدح كبار القادة الأميركيين الداعمين لهم، وأكد أن دعم اليهودية الأميركية الإسرائيلية مريم وزوجها كان وراء الاعتراف بالقدس، وضم الجولان لإسرائيل (مخالفة للقانون الدولي)، وأخيراً استهزأ بالقادة العرب الذين رحلوا بطائراتهم الجامبو ولم يبق إلا أفقر دولتين!، وقال إن العرب الأغنياء سيدفعون تكاليف إعمار غزة.

وفي لقائه مع بعض القادة العرب، قال ترامب، إنهم أغنى دول شاهدها العالم قاطبة ويملكون ثروات هائلة، وإنه مسرور أنهم يجلسون خلفه!

كل ذلك يؤكد أن حرب الصهاينة واللوبي اليهودي مازالت مستمرة، وأن على الدول العربية ألا تخسر التعاطف الشعبي العالمي الكبير الذي تحقق، ووجوب استمراره، وأن تعلم أن التضامن والجهاد بالوسائل المشروعة أو الاستعداد للجهاد على الأقل والتضحيات كما فعل أهل غزة هي السبيل لعودة القوة والكرامة، وفي ذلك تفصيلات في مقال آخر.

back to top