إنجاز الأصفار

نشر في 19-10-2025
آخر تحديث 18-10-2025 | 20:21
 حسن العيسى

ماذا بعد مع حكومة أم أصفار؟! خطاب مؤلم بس هذا الواقع، فالأرقام التي استند إليها محمد البغلي في مقال وحديث مسجل بهذه الجريدة مصدرها منشورات الحكومة ذاتها. حكومة أم أصفار، ولنكن منصفين فهي هذه الحكومة وبمشاركة حكومات سبقتها منذ طرح حلم وأمل المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد - رؤية كويت 2035- عام 2017 تراكم تسويف مشروع الرؤية، ولم يحقق منها أمر يستحق الذكر.

خذوا ما كتبه وقاله محمد البغلي في عالم الأصفار الحكومية، فبناء منطقة اقتصادية دولية خاصة كانت نسبة الإنجاز فيها صفراً مربعاً، وتعزيز قطاع خاص ديناميكي: صفر، وتعزيز قدرات المواطنين: صفر. قضايا مثل السكن والصحة بعضها كانت نسبة الإنجاز فيها معقولة، أما غيرها فكان إنجازها أكثر من متواضع. يذكر محمد أن «قياس إنجاز مشاريع التنمية مختل أساساً، فهو مرتبط بما يحقق من مصروفات على الخطط والمشاريع، وأحياناً قليلة بما ينفذ على صعيد أعمال البناء... وليس الأهم أو الفلسفة التي يقوم عليها مفهوم التنمية الاقتصادية...».

مشروعان يمكن عدهما حجر الأساس حين نتحدث عن القفزة الكبيرة نحو أمل الإنجاز، هما المطار وميناء مبارك الكبير. كم سنة وسنوات طويلة انقضت والحكومة تقدم رجلاً وتؤخر أخرى في تحقيقها؟ نسألكم أنتم أهل البخاصة والذين بأيديكم الخيط والمخيط، وتعرفون البئر وغطاها، ونحن لا ندري عن أي أمر، فقد تم حشرنا في مكان حالك الظلام، لا نرى فيه أي بصيص أمل للتغير نحو نور المستقبل، ماذا فعلتم؟ من يقيدكم؟ من هو المسؤول غير المسؤول عن التأخير في الإنجاز، والذي لا يحاسب وفوق المساءلة، شبح بيروقراطي مستبد أنتم عاجزون عن محاربته؟

هل تعرف الحكومة تصوراً اسمه «الزمن»؟ أيام وسنوات قليلة ستمضي، وعندها يلتفت أجيالنا حولهم يبحثون عن المسؤول الذي نسيهم وركنهم جانباً. عالم مخيف من أجل لحظة حاضر منقضية لن يجدوه، فقد اختبأ في درج مغبر لا أحد يعرف أين يكون.

back to top