نائب ترامب إلى المنطقة للدفع بالقوة الدولية من أجل غزة

• «حماس» تتجه لتسمية أبونعيم زعيماً... و«فتح» تنتقد حديثها عن الهدنة الطويلة الأمد

نشر في 19-10-2025
آخر تحديث 18-10-2025 | 19:16
أعمال حفر وتنقيب بحثاً عن جثامين لمحتجزين إسرائيليين في خان يونس جنوب غزة أمس (رويترز)
أعمال حفر وتنقيب بحثاً عن جثامين لمحتجزين إسرائيليين في خان يونس جنوب غزة أمس (رويترز)

مع بروز عقدة تسليم باقي جثامين المحتجزين الإسرائيليين في غزة كعقبة بطريق استكمال المبادرة الأميركية لإنهاء الحرب، يبدأ مبعوث البيت الأبيض الخاص ستيف ويتكوف، ونائب الرئيس جي دي فانس، زيارة للمنطقة يتوقع أن تشمل إسرائيل ومصر وغزة، بهدف الضغط من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب، التي تتضمن 20 بنداً بشأن إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني المنكوب.

ومن المتوقع أن يركز ويتكوف، خلال جولته المنفصلة التي يبدأها اليوم، والتي تعد الثانية له في غضون أسبوع، بعدما كان قد شارك في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس» في شرم الشيخ نهاية الأسبوع الماضي، ثم زار بعدها تل أبيب وغزة، على جهود تشكيل القوة الدولية للاستقرار التي يجري العمل على إنشائها وفق خطة ترامب، تمهيداً لانتشارها في أجزاء من غزة، حتى تسمح للجيش الإسرائيلي بمواصلة الانسحاب التدريجي من القطاع.

وفي وقت أفادت تقارير عبرية بأن إدارة ترامب تأمل البدء في إعمار مدينة رفح الفلسطينية، لكي تصبح نموذجاً لقطاع غزة من دون حكم «حماس»، ذكرت «القناة الـ12» الإسرائيلية أن فانس سيناقش خلال زيارته المقررة غدا التقدم المرتبط باتفاق إعادة رفات الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب التي استمرت عامين.

كما سيناقش فانس التقدم نحو المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام، والتي تتعلق بنزع سلاح «حماس» وإقامة سلطة بديلة لإدارة غزة وتشكيل القوة الدولية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع توقعات بأن يبدأ مركز مراقبة «آلية وقف إطلاق النار» في غزة، الذي ستشرف عليه القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم»، عمله رسمياً بغضون أيام من عسقلان، قرب غزة، بمشاركة دولية وإقليمية.

غموض «حماس»

وفي وقت تؤكد «حماس» أنها ملتزمة بالمضي في تطبيق خطة ترامب، رغم اتهام نتنياهو لها بالتأخر في تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها، وفي مقدمتها تسليم باقي الجثامين، أطلق القيادي في الحركة محمد نزال تصريحات غامضة ومثيرة للجدل بشأن خطة ترامب.

وقال نزال، لـ«رويترز»، إن «حماس ستكون موجودة على الأرض خلال فترة انتقالية تقودها إدارة من التكنوقراط»، مضيفا: «وجود الحركة على الأرض مهم لحماية شاحنات المساعدات من اللصوص والعصابات المسلحة».

وشدد على ضرورة إجراء انتخابات عامة بعد المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن «حماس تريد هدنة تتراوح بين 3 و5 سنوات لإعادة بناء القطاع وليس للاستعداد لحرب قادمة».

مقتل 11 فلسطينياً من عائلة واحدة بأعنف هجوم منذ وقف النار وإسرائيل تتسلم جثماناً تاسعاً

ورفض القيادي الجزم بأن الحركة ستتخلى عن سلاحها، معتبراً أن المسألة بحاجة إلى إجماع فلسطيني لتحديد مسار وطني يفضي لإقامة دولة وتعيين جهة يمكن تسليم السلاح لها.

وأمس، توقعت أوساط عبرية أن يتسلم توفيق أبونعيم دوراً محورياً في قيادة «حماس» داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة، واصفة إياه بأنه «رجل قوي، وذو خبرة سياسية، ومن أقرب المقرّبين إلى الراحل يحيى السنوار، وتلميذ مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين».

انتقاد فتح

على الجهة المقابلة، رفضت حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التصريحات الصادرة عن نزال، معتبرة أنها «كشفت بوضوح طبيعة توجهات الحركة ومقاربتها للمرحلة المقبلة».

وقال المتحدث باسم «فتح» عبدالفتاح دولة إن «مثل هذه المواقف تدلل مجدداً على أن حماس ما زالت تقدم مصالحها الفئوية الضيقة ووجودها التنظيمي على حساب معاناة شعبنا الفلسطيني وتضحياته العظيمة».

وأضاف: «بعد عامين من الإبادة والدمار والتهجير التي طالت أبناء شعبنا في غزة، كان الأجدر بحماس أن تنحاز إلى إرادة شعبها ومصالحه العليا، لا أن تواصل إدارة الظهر للواقع المأساوي الذي صنعه الانقلاب وسنوات الحكم الأحادي».

وأكد رفض «فتح» القاطع لأي حلول جزئية أو صيغ تكرّس الفصل بين غزة والضفة الغربية، أو تمنح الاحتلال أوراقاً مجانية عبر العودة للحديث عن هدنة طويلة الأمد، لأن مثل هذه الطروحات تمسّ جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، وتستبدل الحل السياسي الشامل القائم على الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية مستقلة بمشاريع إدارة محلية تحت سقف الاحتلال.

حفر وثأر

ميدانياً، تواصلت أعمال حفر وتنقيب بحثا عن جثامين محتجزين إسرائيليين في خان يونس جنوب غزة، فيما أكد مكتب نتنياهو التعرف على هوية رهينة أعادت «حماس» رفاته أمس الأول، ليصل بذلك عدد الجثامين التي تسلمتها تل أبيب إلى 9 من أصل 28 تطالب بها.

وفي وقت تتهم إسرائيل الحركة بأنها تتلكأ بتسليم 10 جثامين إضافية، وتقول إن لديها القدرة على الوصول لها من دون الحاجة إلى معدات ثقيلة وخاصة لإزالة الركام، أفاد مسؤول تركي بأن فريقا من الخبراء أرسلته بلده وصل إلى الجانب المصري استعدادا للحصول على إذن من سلطات الاحتلال للدخول إلى القطاع الفلسطيني للمساعدة في انتشال الجثامين.

من جهة ثانية، ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق عائلة فلسطينية في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، بعد أن استهدفت حافلة كانت تقل 11 فردا منها، ما تسبب في مقتلهم جميعا، ومن بينهم 7 أطفال وسيدتان.

وأدانت «حماس» الانتهاك الإسرائيلي، وقالت إنه تم بإطلاق قذيفة دبابة على الحافلة من دون تحذير، داعية الوسطاء إلى متابعة التجاوزات والقيام بدورهم في إلزام سلطات الاحتلال باحترام الاتفاق.

من جهة أخرى، أصدرت «عائلة الصفطاوي» بيانا أدانت فيه قتل عناصر «حماس» لهشام الصفطاوي، بعد مداهمة منزله ومنازل أخرى تابعة لها في مخيم النصيرات وسط القطاع. وتعهدت العائلة بالثأر من قتلة نجلها الذي يعتقد أنه قتل ضمن حملة الحركة على من تصفهم بـ«المتعاونين مع الاحتلال».

إلى ذلك، رفضت المحكمة الجنائية الدولية الاستئناف الذي قدمته إسرائيل لإلغاء مذكّرتَي توقيف أصدرتهما بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

back to top