في المرمى: مالنا غير الذكريات
«كوريا تروح كوريا والكويت تروح إسبانيا!»... عبارة شهيرة أطلقها علم التعليق الرياضي العربي الأستاذ القدير خالد الحربان، أطال الله في عمره، خلال إحدى مباريات منتخبنا الوطني في التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 1982، وتحديداً أمام كوريا الجنوبية، وبالمناسبة هي لم تكن حتى ضمن المرحلة الحاسمة من التصفيات. لكنها كانت كافية لتعكس الثقة الكبيرة التي كانت تحيط بمنتخب الكويت آنذاك، ليس من المعلق فقط، بل من جماهير كانت تصدّق أن بطاقة المونديال مسألة وقت.
ذلك المنتخب، بقوته وهيبته، لم يكن يحلم بالتأهل، بل كان يخطط له، أما اليوم، فمنتخبنا خارج الصورة تماماً. لا حضور في التصفيات النهائية، لا وجود في الملحق الآسيوي، ولا حتى خبر في شريط الأخبار الرياضية، من هنا تذكرت هذه العبارة وأنا أتابع بحسرة ملحق تصفيات كأس العالم 2026. الذي تأهل منه منتخبا قطر والسعودية وقبلهما 6 منتخبات حسمت تأهلها مباشرة، ونحن؟ بالكاد نذكر أننا كنا نلعب!
نحن اليوم لا نذهب إلى إسبانيا، ولا حتى إلى الهند أو بنغلادش، نحن نراوح في مكاننا ونحفر إلى الأسفل. وبدلاً من أن نستعيد الماضي المجيد، نستعيد تسجيلات المباريات القديمة فقط، لأن الجديد لا يُفرح ولا يُذاع! فالفرق شاسع بين زمنٍ كنا نرى فيه كوريا محطة عبور وقد تكون منافساً، وزمنٍ أصبحت فيه تايبيه والهند تشكّلان لنا تحدياً. المشكلة ليست فقط فنية، بل عميقة في المنظومة: تخطيط معدوم، عمل عشوائي، إدارات مؤقتة، ولا رؤية للمستقبل.
وما دمنا نتحدث عن الملحق الذي تأهلت عنه قطر والسعودية بكل جدارة واستحقاق، فلا بأس من التوقف أمام قرار الاتحاد الآسيوي الغريب بتنظيمه بنظام «التجمع» واستضافة منتخبات متأهلة أصلاً لمبارياته، مما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في مقتل. كيف نطالب بعدالة المنافسة والبطولة تمنح ميزة الأرض لفريق دون آخر؟! وترى كيف كانت ستصبح النتائج لو أقيم الملحق بنظام الذهاب والإياب أو على أرض محايدة؟ أسئلة مستحقة لكنها بالتأكيد لا تقلل من قيمة وإنجاز المنتخبين الشقيقين اللذين تعمل اتحاداتهما وفق أعلى المعايير العالمية ويلقيان الاهتمام والرعاية على كل المستويات الرسمية «مو احنا خلف الله».
بنلتي
إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فكل ما سنحجزه مستقبلاً هو مقاعد في مدرجات الذاكرة، نعيد فيها مباريات الماضي ونتباهى بأشرطة الفيديو القديمة... «وساعتها نقول: كوريا تروح المونديال... والكويت تروح اليوتيوب».