وزير خارجية هنغاريا يهاجم «إخوته الأوروبيين» ويصفهم بـ«المجانين»
• سيارتو ينتقد دعوات بروكسل لاستبدال النفط الروسي: تعاوننا مع موسكو مبني على الثقة
وجّه وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو انتقادات حادة إلى الاتحاد الأوروبي، واصفًا سياسات بروكسل في مجال الطاقة بأنها «جنونية» وغير واقعية.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر «أسبوع الطاقة الروسي» المنعقد اليوم في موسكو بنسخته الثامنة، الذي تشارك فيه «الجريدة»، والذي يعتبر أحد أهم الفعاليات العالمية في قطاع الطاقة بمشاركة خبراء ومسؤولين من مختلف دول العالم من بينهم وزير النفط السعودي.
و شنّ سيارتو هجوماً حاداً على السياسات الأوروبية في مجال الطاقة قائلا:«اخوتي الاوروبيون مصابون بالجنون، لا سيما دعواته لاستبدال مصادر الطاقة الروسية بمصادر أخرى».
وفي خطاب صريح، اعتبر الوزير الهنغاري أن موضوع الطاقة لا ينبغي أن يكون قضية سياسية أو أيديولوجية، بل قضية واقعية تُبنى على «الفيزياء والرياضيات والخبرة». وقال إن ما تطرحه بروكسل من مطالب لتغيير مصادر الطاقة لا يتماشى مع واقع البنية التحتية الحالية ولا مع القدرات الفنية المتوفرة، محذراً من أن مثل هذه السياسات تعرض سيادة الدول الأوروبية – وهنغاريا تحديداً – للخطر.
وهاجم الوزير السياسات الأوروبية بقوله: «بروكسل تدفعنا إلى استبدال مصادر الطاقة الرخيصة بمصادر غالية وغير موثوقة»، معتبراً أن هذا التوجه لا يخدم مصالح الشعوب الأوروبية. كما تساءل بحدة: «كيف يمكن الحديث عن تنوع في مصادر الطاقة، في الوقت الذي يُطلب منا فيه التخلّي عن أحد هذه المصادر؟ هذا أمر جنوني».
وأكد الوزير أن هنغاريا لن تسمح لأي طرف خارجي بالتأثير على قراراتها السيادية في مجال أمن الطاقة، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك اتفاقيات طويلة الأمد مع شركة «غازبروم» الروسية، إلى جانب استيراد الغاز من دول مثل تركيا، أذربيجان، وكرواتيا، وأن هذه المنظومة المتنوعة كفيلة بتأمين احتياجات البلاد طالما لم تُفرض عليها قيود خارجية.
وأضاف أن روسيا لم تخذل هنغاريا يوماً في مجال إمدادات الطاقة، واصفاً التعاون مع موسكو بأنه مبني على الثقة والخبرة والالتزام بالعقود. واعتبر أن التخلي عن هذا التعاون سيتسبب في ارتفاع أسعار الطاقة على المواطنين الهنغاريين، وهو أمر ترفضه الحكومة تماماً.
وختم الوزير خطابه بالتشديد على أن هنغاريا ستواصل اتخاذ قراراتها في مجال الطاقة على أساس سيادتها الوطنية، وبما يخدم مصالح اقتصادها وشعبها، مهما بلغت الضغوط السياسية من الاتحاد الأوروبي.
ويأتي حديث وزير خارجية هنغاريا يأتي ليكشف عن تصاعد حدة الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن ملف الطاقة، ويعكس التحديات التي تواجهها بعض الدول الأعضاء في تحقيق التوازن بين الالتزامات السياسية والمصالح الاقتصادية الوطنية.