نجاح مرحلة «التبادل» بين «حماس» وتل أبيب... وتضييق إسرائيلي على احتفالات «الضفة»
• الإفراج عن 1986 أسيراً فلسطينياً بينهم 192 محكوماً بالمؤبد وإبعاد 154 منهم إلى الخارج
• إطلاق 20 إسرائيلياً على دفعتين من 3 نقاط
تمت عملية تبادل الأسرى والرهائن بين حركة حماس وإسرائيل من دون تسجيل أي انتهاكات أو حوادث، وهو ما ينهي بنجاح البند الأساسي في المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وسلمت «حماس» أمس جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الـ20 وبعض جثامين الرهائن الـ28 التي كانت تحتفظ بها بالتزامن مع إطلاق سلطات الاحتلال ما مجموعه 1986 أسيراً من سجونها، تنفيذاً للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد بشأن غزة.
وأفرجت الحركة عن الرهائن الأحياء على دفعتين من مدينة خان يونس بجنوب القطاع والمخيمات الوسطى، حيث تم تسليمهم لـ«الصليب الأحمر» الدولي في أماكن مغلقة ودون مراسم، وسط غياب للمظاهر العسكرية، ليسلمهم بدوره إلى إسرائيل.
وبدأت عملية التسليم بـ 7 إسرائيليين تم إطلاقهم من خان يونس صباح أمس، وعقب ذلك تم تسليم الدفعة الثانية من نقطتين في مخيمات الوسط.
وسمحت «حماس» للرهائن بالتواصل عبر الهواتف مع عائلاتهم قبل إطلاق سراحهم ونقلهم بواسطة «الصليب الأحمر» إلى قاعدة «ريعيم» الإسرائيلية للم شملهم، حيث جرت عملية التأكد من الهويات وفحص طبي سريع قبل نقلهم للمستشفيات.
وفي حين تجمع العشرات في ساحة الرهائن في تل أبيب احتفالا بالإفراج، واكتفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بترك رسالة ترحيب بخط اليد، وبعض الهدايا للرهائن عند وصولهم إلى «ريعيم»، أعلن مكتب رئيس الوزراء أنه سيتم إنشاء هيئة دولية لتحديد مواقع رفات الأسرى الذين لن تعاد جثامينهم في إطار عملية التبادل.
على الجهة المقابلة، أطلقت السلطات الإسرائيلية 1719 فلسطينياً من الذين تم اعتقالهم خلال حرب غزة، بالإضافة إلى 250 فلسطينياً كانوا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية والقدس وإلى القطاع، وفقاً لما هو مقرر بخطة ترامب.
وتم نقل الـ1718 على متن حافلات من سجن «عوفر» إلى خان يونس حيث استقبلتهم حشود كبيرة بأجواء مختلطة بين الفرح والألم والحزن، قبل إجراء فحص طبي سريع لهم بمجمع ناصر الطبي.
وفي الضفة الغربية، خرجت حشود لاستقبال المفرج عنهم في رام الله رغم إلقاء سلطات الاحتلال مناشير تحذر الفلسطينيين من أي أجواء احتفالية أو أي مظاهر لتأييد «المنظمات الإرهابية».
وأفاد مكتب الأسرى التابع لـ«حماس» بأنه من بين الـ250، الذين تم تحريرهم من معتقل «كتسيعوت» الإسرائيلي سيئ السمعة، 154 أسيراً سيُرحلون إلى دول أخرى عبر مصر.
كما أوضح أن من بين المفرج عنهم 192 سجيناً كان عليهم أحكام بالسجن المؤبد و16 محتجزاً ومعتقلاً كان يتوقع أن تصدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 25 سجيناً عليهم أحكام عالية.
وبين أنه تم إطلاق سراح 17 محتجزاً ومعتقلاً كان يتوقع أن تصدر بحقهم أحكام عالية، وبالإضافة إلى ذلك تم إطلاق سراح امرأتين و15 طفلا.
وأشار نادي «الأسير» إلى أن 3 صفقات تبادل جرت بين «حماس» وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وأسفرت مجتمعة عن إطلاق سراح أكثر من 3985 سجيناً ومعتقلا فلسطينياً، بينهم: 486 محكوماً بالسجن المؤبد، و319 محكوماً عليهم بأحكام عالية، و33 محتجزاً ومعتقلاً يُتوقع أن تصدر بحقهم أحكام مؤبدة أو عالية، و144 امرأة و297 طفلاً بجانب 2724 فلسطينياً من غزة اعتقلوا خلال الحرب.
وفي حين اعتبرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، أن «اتفاق التبادل يمثل ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات المقاومة بعد فشل إسرائيل في استعادة أسراها عبر الضغط العسكري رغم تفوقها الاستخباراتي»، حضّ الناطق باسم الحركة حازم قاسم الرئيس الأميركي والوسطاء على ضمان عدم استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع.
ورحب قاسم بـ «تصريحات الرئيس الأميركي ترامب الذي أكد بشكل واضح انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة».
تعديلات وترحيب
وبالتزامن مع تنفيذ عملية التبادل التي تمت عبر الصليب الأحمر وبإشراف مصري ميداني في القطاع وداخل السجون الإسرائيلية، ذكرت تقارير عبرية أن الحكومة الإسرائيلية صادقت عبر تصويت هاتفي على تغيير في قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، إذ تم استبدال أسيرين أمنيين من القائمة التي تمت المصادقة عليها، أحدهما تبين أنه أفرج عنه سابقاًن والآخر ينتمي إلى «فتح» بأسيرين أمنيين منتميين إلى «حماس» من غير المحكومين بالسجن المؤبد. كما تم إزالة 7 قاصرين غزيين من بين الـ22 الموجودين في القائمة، إضافة إلى امرأتين من غزة، واستبدال مجموعة من الغزيين بآخرين وفقاً لاعتبارات جهاز الأمن.
ولاقى تبادل إطلاق المحتجزين ترحيباً دولياً، إذ أشادت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بدور ترامب «في هذه المرحلة الحاسمة على طريق السلام».
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن «السلام أصبح ممكناً بالنسبة لإسرائيل وغزة والمنطقة».
كما رحبت الصين بالخطوة، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن بكين تشيد بالتطورات، بينما تدعو إلى الاستقرار في المنطقة.