في المرمى: فعاليات عالمية... وبيروقراطية محلية

نشر في 13-10-2025
آخر تحديث 12-10-2025 | 20:23
 عبدالكريم الشمالي

إعلان تشكيل لجنة عليا لتنظيم الفعاليات والأحداث الرياضية القارية والعالمية التي تستضيفها الكويت قرار صائب وفي وقته، خصوصاً أنها برئاسة وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، ما يعكس الجدية الرسمية في التعامل مع هذا النوع من الفعاليات. لكن، وآه من لكن، لأن النوايا وحدها لا تكفي، فإن هذا القرار بحاجة إلى ما يوازيه من خطوات جريئة لتجاوز أكبر عائق يواجه أي مشروع طموح في الكويت: البيروقراطية.

نعم، نريد أن نستضيف فعاليات عالمية ونرفع اسم الكويت على منصات الرياضة الدولية، لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك إذا استمرت الدورة الورقية والمستندية في مؤسسات الدولة بنفس الرتابة والتأخير المعتاد. فبدون مرونة في اتخاذ القرار، وفعالية في الأداء، وسرعة في التنفيذ، سيبقى الطموح حبراً على ورق!

والأهم من كل ذلك، لا بد من تهيئة البنية التحتية الرياضية بالشكل الذي يليق بحجم هذه الفعاليات، وليس الاكتفاء بما هو قائم، وكأنه «يصلح للعرض التلفزيوني فقط». ناهيك عن التقشف المالي الغريب الذي تتعامل به بعض الجهات مع هذه الملفات، وكأننا نستضيف بطولة محلية وليس حدثاً عالمياً.

ولنا خير دليل ومثال في النادي البحري الرياضي الكويتي، الذي حصل أخيراً على موافقة لاستضافة الجولة الأخيرة من بطولة العالم للزوارق السريعة 2025 لفئة «X CAT» وهي البطولة التي قدم طلب استضافتها إلى الهيئة العامة للرياضة ولأن القرار في الهيئة عبارة عن «دورة مركب» لم يحصل على الموافقة على الميزانية المطلوبة إلا قبل شهر من موعد الاستضافة بعد تأخير لعدة شهور في أروقة الهيئة العامة للرياضة ووزارة المالية، وبتقليص ميزانيتها إلى النصف! وهذا المثال هو غيض من فيض، فهل هكذا ندعم الأحداث الكبرى؟ وهل بهذه الطريقة نحقق «الأثر الإعلامي والرياضي والسياحي» الذي نحلم به كما جاء في إعلان الهيئة؟

بنلتي

إذا كنا جادين فعلاً، فلنبدأ بتقليص عدد التواقيع واللجان والاجتماعات... ونزيد بدلاً منها عدد الملاعب، والدنانير، والقرارات الفورية. لأن العالم لا ينتظر من يتأخر... حتى في الرد على الإيميلات!

back to top