خيالي لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2028
في إحدى الليالي، بينما كنت أتعثر في محاولات النوم، زارني خيال جميل: انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2028 تقترب من نهايتها، والمرشحان هما السيناتور الجمهوري جون ثيون من ولاية ساوث داكوتا، وحاكم بنسلفانيا الديموقراطي جوش شابيرو. الرئيس دونالد ترامب أعلن بهدوء – وقلت إن هذا خيال – عزمه على التقاعد إلى ملاعب الغولف. أما جيه. دي. فانس، فقد انسحب من السباق بعد انهيار نتائجه في استطلاعات الرأي، وسيتولى الآن حمل عصا الغولف لترامب.
وفي هذا العالم المتخيل، تزوجت ألكسندريا أوكاسيو - كورتيز وأنجبت ثلاثة توائم، تاركة مقعدها في الكونغرس لتتفرغ للأمومة. وعاد تيد كروز إلى تكساس لقضاء الوقت مع عائلته، في حين انسحب ليندسي غراهام من الحياة العامة بعد أن أصيب بتلعثم متأخر في الكلام. أما بيت هيغسِث فقد أعاد الالتحاق بالجيش وأُرسل إلى جيبوتي. باختصار، كأن المشهد السياسي الأميركي قد تخلّص من أكثر شخصياته جدلاً واستفزازاً.
كمستقل، أستطيع أن أعيش مرتاح الضمير إن أصبح ثيون أو شابيرو رئيساً. كلاهما يمثلان عودة مرحّباً بها إلى «الطبيعية السياسية» التي أفتقدها بشدة. فهما أنيقان، لبقان، جادّان. شابيرو يهودي، لكنه لا يجعل من ذلك شعاراً. وثيون من قلب أميركا، لكنه لا يبدو محدود الأفق أو قروياً. ولا يضيع أيّ منهما وقته في كتابة تفاهات على الإنترنت.
تذكّرني هذه المواجهة الخيالية بالانتخابات التي جمعت أدلاي ستيفنسون ودوايت أيزنهاور عام 1952، والتي كانت ربما آخر انتخابات رئاسية «جديرة بالإعجاب». كنت في الخامسة عشرة من عمري، وأذكر أن الحزبين كانا يرغبان في ترشيح أيزنهاور، بطل الحرب. لكنه رأى نفسه أقرب بطبعه إلى الجمهوريين. يومها دعم والتر ليبمان، أشهر كتّاب السياسة، ترشّح أيزنهاور لأنه اعتبره الأقدر على مواجهة الانقسام الذي ولّدته «المكارثية». التصويت لـ «آيك» كان تصويتاً من أجل مصلحة البلاد.
متى كانت آخر مرة شعر فيها معظم الأميركيين بمعنى هذه العبارة؟ من أجل خير البلاد، نحن بحاجة إلى انتخابات لا تقسّمنا أكثر، لا تدفع الأسوأ بيننا إلى العنف، ولا تدفع الأفضل إلى اللامبالاة الحزينة. نحن بحاجة إلى مرشحين متّزنين، نزيهين، بلا فضائح. باختصار، نحن بحاجة إلى «خيال».
* جوزيف إبستين هو مؤلف كتاب «Never Say You’ve Had a Lucky Life» الصادر حديثاً.