سحب الجوازات... وشكراً لـ «التربية» ولأطبائنا في غزة

نشر في 12-10-2025
آخر تحديث 11-10-2025 | 20:19
 بدر خالد البحر

رغم ما فعله بعض الفلسطينيين وأحزابهم السياسية فإن الكويتيين تساموا بأخلاقهم عنها حتى مع ما ارتكبه بعض المتجنسين منهم.

لقد تزامنت تصرفات رئيس منظمتهم مع المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة تحت رعاية سمو الأمير عام 1990، والذي تمر ذكراه غداً، حين هرول ياسر عرفات قبل مؤتمرنا ببضعة أيام، وموثق بالفيديو، ليهنئ صدام على غزوه للكويت، كما هدد رجاله بعض سفرائنا في الخارج بالاختطاف والقتل! ورغم هذه الخيانة ترفّع الكويتيون عن الانتقام واستمروا في الدعم والدفاع عن فلسطين، كقضية إسلامية عربية إنسانية، مما جعلهم اليوم يستاؤون من قيام ثلاثة كويتيين بالمشاركة ضمن ما يسمى أسطول الصمود الفاشل قبل بدئه بالإبحار.

وسؤالنا: لماذا لجأت السلطات المعنية لوساطات دول أخرى لاسترجاعهم رغم إعلان إسرائيل في وقت مبكر عزمها ترحيل جميع المشاركين في الأسطول، فالوساطة التركية ــ الأردنية ــ البحرينية للإفراج عنهم تكلفتها الدبلوماسية باهظة في المستقبل، «علشان» من شاركوا دون استئذان الدولة وأشهروا جوازاتهم بالإعلام يتوسلونها لتستجيب لهم «الخارجية» بتصريحات لم يتضمن أي منها استنكاراً لتصرفاتهم غير القانونية ودون التلميح بالمحاسبة، وسحب جوازاتهم بمجرد وصولهم وإحالتهم للتحقيق، مما أدى إلى شرعنتهم وزيادة شعبيتهم اللتين غررتا بالشباب ظناً منهم بتأييد الدولة لتصرفاتهم الهوجاء فأصبحوا قدوة سيئة لتقليد تصرفاتهم بخرق القانون الكويتي والمواثيق الدولية، تصرفات تعتبر إرهاباً عند دول أخرى! إنها غلطة تتطلب التصحيح الفوري لكونها ستتسبب في انحراف خطير سيؤول إليه سلوك النشء والذي لاحظناه الأسبوع الماضي بتفاعل طلبة المدارس بحفلات لم ترخصها وزارة التربية تمجد أبطالاً مزيفين للاقتداء بهم، وكأنه مشروع «إخواني»، الذين تمر ذكرى مولد مؤسسهم بعد يومين، ضاربين بالدولة عرض الحائط، يغسلون أدمغة الشباب في مرفأ تعليمي يجب أن ينأى عن الانحرافات التي تصدى لها معالي وزير التربية مشكوراً، وأحال المسؤولين عنها إلى التحقيق.

وهنا لابد أن نذكّر الجميع بالأبطال الكويتيين الحقيقيين الذين كان الأجدر إعلان إنجازاتهم ليقتدي بهم الشباب، عشرات الأطباء الكويتيين دخلوا غزة بموافقة الدولة وبغطاء جمعيات مرخصة محملين بأطنان من المساعدات الطبية والإغاثية وأجروا مئات العمليات الجراحية المعقدة وتبرعوا بدمائهم لإنقاذ الجرحى، هذه هي الرسالة الإنسانية التي يجب إيصالها لعقول الشباب، لا تلك البطولات الزائفة بأسطول ليس للصمود بل لخدمة مسرحية أصحابه إعلامياً المقرونة بالأغاني والرقص، لم يستفد منها أهل غزة كما استفادوا من أطبائنا الذين كادوا يتعرضون للقصف بتضحياتهم.

واليوم علينا التذكير بأسمائهم ليكونوا قدوة لطلبة المدارس ليصبحوا أطباء مثلهم في أنبل مهنة إنسانية، وليلتزموا بقوانين الدولة كما التزموا، وهم من جمعية الإغاثة الكويتية: مشعل الجسار، يحيى اليحيى، حسام بشير، عبدالرحمن الكندري، حسن بهبهاني، عمرالهنيدي، محمد أسد، منصور الكندري، منصور الشمري، علاء أكروف، والممرضة عناية الكندري، ومن «الهلال الأحمر»: مساعد العنزي، حسين القويعان، فيصل الهاجري، محمد شمساه، ومحمد جمال.

ولعل المفاجأة تكون في السؤال التالي الموجه إلى صاحبه الذي ليته أعلن إنجازاته في غزة: لماذا لم يستمر مع الفرق الطبية بدلاً من بروباغاندا أسطول الصمود، لتبقى إنجازات أطبائنا الرائعة تضحية تاريخية لأجل غزة؟

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي

back to top