قمة شرم الشيخ تبحث السلام بالمنطقة وتثبيت «اتفاق غزة»
• عدٌّ عكسي لتبادل الأسرى والرهائن... وقوات أميركية تصل لإسرائيل دون انتشار
• السيسي يدعو لنشر قوات دولية في القطاع وتبني الاتفاق بمجلس الأمن
يترقب العالم التطورات التي يشهدها قطاع غزة في الساعات القليلة المقبلة، إذ من المتوقع أن يتم تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، على أن يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب تل أبيب، ويلقي كلمة أمام الكنيست، قبل مشاركته المحتملة في قمة تعقد في شرم الشيخ، تهدف إلى تثبيت الاتفاق بشأن إنهاء حرب غزة، وتفتح الباب أمام سلام أوسع في المنطقة، حسبما صرح مسؤولون أميركيون.
ومع عودة نحو نصف مليون فلسطيني إلى منازلهم التي دُمر 80 في المئة منها في الحرب الوحشية التي استمرت عامين، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو الترتيبات الخاصة بالقمة، التي ستعقد برئاسة مشتركة بين ترامب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وذكرت «الخارجية» المصرية، في بيان أمس، أن الوزيرين ناقشا في اتصال هاتفي الترتيبات الموضوعية الخاصة بالقمة والأوضاع في المنطقة والتطورات الإيجابية على صعيد القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لإنهاء الحرب فى قطاع غزة إضافة إلى ترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السلام.
وأضاف البيان أن روبيو اعتبر قمة شرم الشيخ «حدثاً تاريخياً فريداً» من نوعه، مشيداً بالدور المتميز والريادي الذي يضطلع به السيسي والدولة المصرية ومساهمته في التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.
وأوضح أن عبدالعاطي أشار إلى التقدير البالغ الذي يكنه الرئيس المصري لنظيره الأميركي ولخطة السلام التي طرحها، مؤكداً أهمية متابعة وتنفيذ الاتفاق على الأرض سواء خلال المرحلة الأولى أو الثانية.
وبحسب البيان، أكد عبدالعاطي أن هذه التطورات البناءة والإيجابية تجسد القيم والأهداف المشتركة التي تجمع مصر والولايات المتحدة وتستند إلى ضرورة اللجوء للحلول السلمية لتسوية النزاعات بدلاً من الوسائل العسكرية، مشدداً على أن تسوية القضية الفلسطينية وتجسيد حل الدولتين سيحقق الاستقرار والسلام والأمن المنشود بالمنطقة.
وقال ترامب في تصريحات ليل الجمعة ـ السبت، إنه سيلتقي بعدد كبير من القادة في مصر لمناقشة مستقبل القطاع الفلسطيني، مضيفاً أن الشرق الأوسط بأسره سينعم بالسلام وليس غزة فحسب.
ووصف ترامب مبادرته لإنهاء الحرب وإعادة تأهيل القطاع وإدارته بإشراف دولي بأنها «اتفاق رائع لإسرائيل وللعرب والمسلمين»، مشيراً إلى أنه ستتم إعادة بناء غزة، «وهناك بلدان غنية عدة ستساعد في ذلك».
وفي حديثه للصحافيين بالبيت الأبيض، عبر ترامب عن ثقته بصمود وقف إطلاق النار قائلاً إن «القتال أنهك الجميع»، في وقت عبر عن اعتقاده بوجود «توافق» بشأن الخطوات المقبلة، لكنه أقر بأن بعض التفاصيل لا يزال يتعين حسمها.
بدوره، اعتبر مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق الأوسط، أن «اتفاق السلام» الذي سيوقع في مدينة شرم الشيخ «سيفتح باب الأمل لإحلال السلام الشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، ويطوي صفحة عقود طويلة من الصراعات في هذا الجزء من العالم».
من ناحيته، أكد الرئيس المصري، أمس، ضرورة نشر قوات دولية في غزة، داعياً إلى تبني مجلس الأمن للاتفاق بين إسرائيل و»حماس». ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أن الدعوات إلى القمة وجهت إلى قادة أو وزراء خارجية من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وقطر والإمارات والأردن وتركيا والسعودية وباكستان وإندونيسيا.
ومع وصول قوات أميركية إلى إسرائيل، أكد قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، أمس، أنه زار غزة برفقة المبعوث ستيف ويتكوف حيث بحث إنشاء «مركز تنسيق مدني وعسكري» تقوده «سنتكوم» بهدف «دعم إرساء الاستقرار إثر النزاع»، مشدداً على أن القوات الأميركية لن تنتشر في غزة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، سيتولى الجيش الأميركي تنسيق عمل قوة متعددة الجنسيات ستنتشر في غزة، يرجح أن تضم قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات.
وفي تفاصيل الخبر:
صمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لليوم الثاني على التوالي على الرغم من تسجيل بعض الخروقات المحدودة، أمس، في وقت أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يستعد لزيارة إسرائيل غداً قبل التوجه إلى مصر لحضور قمة ستشهد توقيع الوثيقة التنفيذية بشأن مبادرته الشاملة للقطاع الفلسطيني مع الدول الضامنة، أن يؤدي تطبيق مبادرته المكونة من 20 بنداً إلى سلام أوسع في المنطقة.
وبعد ساعات من بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة وإعادة انتشارها بمناطق سيطرتها في القطاع كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق الذي توسط فيه إلى جانب مصر وقطر وتركيا، قال ترامب في تصريحات ليل الجمعة ـ السبت، إنه سيلتقي بعدد كبير من القادة في مصر لمناقشة مستقبل غزة المدمرة، مضيفاً أن الشرق الأوسط بأسره سينعم بالسلام، وليس غزة فحسب.
ووصف ترامب مبادرته لإنهاء حرب الإبادة التي امتدت عامين وإعادة تأهيل القطاع وإدارته بإشراف دولي، بأنها «اتفاق رائع لإسرائيل وللعرب والمسلمين»، مشيراً إلى أنه ستتم إعادة بناء غزة «وهناك بُلدان غنية عدة ستساعد في ذلك».
وتوقع الرئيس الأميركي الذي ألقى بثقله لدفع «حماس» وإسرائيل إلى إعلان قبول مبادرته ولو جزئياً عقب 3 أيام من المباحثات غير المباشرة في شرم الشيخ المصرية، أن يصمد وقف إطلاق النار بين الجانبين «لأنهم سئموا من القتال»، ولأننا سنعمل على أن يستمر.
وفي ظل خلافات بين «حماس» وسلطات الاحتلال التي تصر على رفض إطلاق سراح عدد من كبار قادة الحركة والفصائل الفلسطينية، أشار إلى أن «لدينا الآن بعض النقاط الساخنة الصغيرة، لكنها صغيرة جداً. سيكون من السهل جداً إخمادها. سيتم إخماد هذه الحرائق بسرعة كبيرة».
ولفت إلى أن كل الرهائن سيعودن إلى إسرائيل الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن 28 جثة قيد الاستخراج حالياً من أجل إعادتها.
كما أوضح أنه سيلقي كلمة أمام الكنيست عند زيارته لإسرائيل.
وكان «أكسيوس» قد أشار إلى أن القمة في مصر، التي ينظمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تهدف إلى حشد الدعم الدولي لخطة ترامب للسلام في غزة، مع استمرار المحادثات حول قضايا حرجة مثل الحوكمة والأمن وإعادة الإعمار بعد الحرب.
في موازاة ذلك، أجرى وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، مباحثات هاتفية مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي ناقشت بشكل مستفيض تفاصيل الترتيبات الخاصة بقمة السلام.
ووفق بيان للخارجية المصرية، بحث الوزيران بشكل مستفيض تفاصيل الترتيبات الخاصة بالقمة التي ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيسين السيسي وترامب، بما في ذلك الترتيبات الموضوعية الخاصة بها.
قوات أميركية تراقب وقف النار من خارج القطاع... وتركيا تدرس المشاركة
وتناولت المباحثات المشاركة الدولية في القمة، فضلاً عن ترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بين طرفي حرب غزة.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن القمة المرتقبة حدثاً تاريخياً فريداً من نوعه، وأشاد بالدور المتميز والريادي الذي يضطلع به الرئيس السيسي والدولة المصرية، والذي ساهم في التوصل للاتفاق التاريخي.
من جهته، شدد عبدالعاطي على أهمية متابعة وتنفيذ الاتفاق على الأرض سواء خلال المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية، مبيناً أن الاتفاق يبث الأمل لشعوب المنطقة، خصوصاً الشعب الفلسطيني.
وأكد أن التطورات البنّاءة والإيجابية تجسد القيم والأهداف المشتركة التي تجمع مصر والولايات المتحدة التي تستند إلى ضرورة اللجوء للحلول السلمية لتسوية النزاعات، بدلاً من الوسائل العسكرية، مشدداً على أن تسوية القضية الفلسطينية وتجسيد حل الدولتين سيحقق الاستقرار والسلام والأمن المنشود بالمنطقة.
من جهته، شدد الرئيس المصري خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، على ضرورة نشر قوات دولية في قطاع غزة، وأهمية إعطاء شرعية دولية لاتفاق شرم الشيخ من خلال مجلس الأمن الدولي.
ودعا السيسي كريستودوليدس إلى حضور الاحتفالية الدولية بشأن توقيع الاتفاق، مؤكداً ضرورة التنفيذ الكامل لبنوده من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني.
مواكبة عسكرية
وفي تحرك مواكب للجهود الدبلوماسية، كشفت شبكة «CNN» أن قوات أميركية قوامها نحو 200 جندي بدأت بالوصول إلى إسرائيل، من أجل إنشاء مركز للتنسيق المدني العسكري للإشراف والمساعدة في تنسيق جهود الإغاثة وتأمين حركة المساعدات وضمان تنفيذ الالتزامات المدنية ضمن اتفاق شرم الشيخ. وكشف قائد القيادة الوسطى (سنتكوم) براد كوبر أنه زار غزة لمناقشة إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مشدداً على أن واشنطن لن تنشر قوات أميركية في القطاع لكنها ستقود مركز التنسيق.
وفي حين، ذكر مسؤول إسرائيلي كبير، أن القوات الأميركية ستتوجه إلى قاعدة «هاتسور» الجوية بالقرب من مدينة أشدود على حدود القطاع الفلسطيني، لإقامة مركز التنسيق لمراقبة وقف النار ولتفادي أي خروقات أو اشتباكات محتملة.
في السياق، صرّح رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عبدالله غولر، بأن وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز الاستخبارات يعملون على وضع تفاصيل مشاركة أنقرة المحتملة بمبادرة غزة، والتي تتضمن نشر قوات في القطاع لمراقبة وقف النار والتدبير اللاحقة التي ستتخذ بمشاركة إقليمية. وأمس الأول، حذر الرئيس رجب طيب أردوغان إسرائيل من أن «ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية في غزة سيكون باهظاً جداً».
وجاء ذلك في وقت تشكلت ملامح أزمة بين «حماس» وإسرائيل بشأن تطبيق تبادل الأسرى والمحتجزين، والمنصوص عليها في المرحلة الأولى، إذ أظهرت القائمة التي نشرتها إسرائيل للأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم، تحفظها على نحو نصف الأسماء الواردة في القائمة التي قدمتها الحركة.
ووفق الاتفاق من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً من المحكوم عليهم بأحكام مؤبدة، فيما بينت القائمة أن إسرائيل ستطلق سراح 195 فلسطينياً فقط، وليس من بينهم نصف الأسماء الواردة في قائمة «حماس»، بما يشمل 25 من القيادات الفلسطينية البارزة في السجون، إضافة إلى 100 أسير من الأسماء البارزة.
وأفادت تقارير بوجود حالة من اليأس والإحباط في الضفة الغربية إزاء رفض سلطات الاحتلال للإفراج عن القيادات.
ووصل الأمر إلى حد اتهام قيادات في «حماس» إسرائيل بأنها تنقلب على الاتفاق وتغير مضمونه وتفاصيله، فيما تجري اتصالات مع الوسطاء لمحاولة ثني تل أبيب عن تغيير القائمة الأصلية للأسرى الذين اتفق على إطلاق سراحهم وفق معايير معينة وهم محكومون بمؤبدات.
وفي غضون ذلك، نقلت إسرائيل 195 أسيراً إضافة إلى 60 من المحكومين بالسجن لفترات طبيعية من 5 سجون، إلى مركزين للاعتقال، كتسيعوت في صحراء النقب، وسجن عوفر في رام الله، لإطلاق سراحهم حال مضت الصفقة، ووافقت «حماس» على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأشارت توقعات متشائمة إلى أن الحركة ربما تمتنع عن إطلاق جميع المحتجزين لديها في الموعد المحدد لعدم التزام إسرائيل بقائمة الأسرى، فيما ذكرت الحملة الوطنية للكشف عن مصير المفقودين إن إسرائيل تواصل احتجاز 735 جثماناً فلسطينياً، بينهم 67 طفلاً.
وقبل ذلك، أصدرت «حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بياناً مشتركاً رفضت فيه أي «وصاية أجنبية» على غزة، مؤكدة أن إدارتها شأن فلسطيني داخلي بحت.
عودة وملاحقة
ميدانياً، تواصلت عودة مئات آلاف النازحين إلى مدينة غزة ومناطق في الشمال من جنوب القطاع، وسط تحديات هائلة تواجه العائدين إلى المناطق المدمرة بشكل شبه كامل، وسط دعوات لتسريع ادخال المواد الإغاثية للمساعدة في وقف المجاعة. وقالت منظمات الدفاع المدني إن نحو نصف مليون شخص عادوا الى مناطقهم في شمال القطاع.