حضور بنوك الاستثمار العالمية للسوق الكويتي... خطوة بحاجة للمحفزات

الترخيص الرقابي الصادر لكل من «بلاك روك» و«غولدمان ساكس» لمزاولة أنشطة أوراق مالية ومستشار استثمار ووكيل اكتتاب يعتبر حدثاً استثمارياً مهماً نظراً لحجم وثقل تلك المؤسسات على الصعيد العالمي سواء على نطاق إدارة الأصول والثروات أو الاستشارات وملفات الهيكلة والدمج والاستحواذ.

ما تملكه هذه المؤسسات من تاريخ في القطاع المالي يؤكد أن وجودها في السوق المحلي يعتبر بصمة مميزة وبداية طريق لنقلة نوعية تحتاج إلى إجراءات وجهود كبيرة للحفاظ على استدامة تلك المؤسسات واستمرارها والأكثر هو الاستفادة من هذا التواجد.

في هذا الإطار نبهت مصادر إلى أنه سبق أن كانت هناك فروع مصرفية لأحد البنوك العالمية وخرجت من السوق، وهذه الخطوة مهما كانت مبرراتها يجب ألا تتكرر مع حضور عالمي مثل هذا.

رقابياً، دعت مصادر متابعة إلى ضرورة أن يكون هناك تكافؤ يرقى إلى مستوى تلك المؤسسات حتى وإن ذهب الأمر للاستعانة بخبرات استشارية عالمية لوضع أطر لهذه العلاقة.

السوق الكويتي مؤهل لجذب أي مؤسسة مهما كان حجمها نظراً لحجم الفرص والأعمال وهوامش الربح

يبقي ملف تطوير السوق وتنويعه يمثل أهم وأكبر التحديات أمام كل المنظومة والأطراف المعنية حيث إن وجود مثل هذه المؤسسات يتطلب توفير أدوات وخدمات بذات جودة الأسواق العالمية التي تعمل فيها تلك المؤسسات والمنتشرة إقليمياً في أسواق عديدة.

السوق الكويتي مؤهل لجذب أي مؤسسة كانت مهما كان حجمها وذلك من جهة حجم الفرص والأعمال وهوامش الربح، لكن التطوير والتنوع الدائم والمستمر للأدوات المالية ومشتقاتها التي تتناسب مع طبيعة عمل المؤسسات الأجنبية يجب أن تدخل نطاقاً آخر من السرعة والمرونة في التفعيل خصوصاً أن قاعدة الأسهم المستهدفة لمثل هذه المؤسسات لها مواصفات خاصة لا تنطبق أو لا تلبيها سوى شريحة محدودة في السوق الأول.

أيضاً الممارسة عبر ترخيص وحضور على أرض الواقع تختلف عن الحضور في صفقة لتقديم خدمات استشارية أو دور فني في استحواذ.