بدون مجاملة: أسطول الصمود... لماذا؟
تتبع العالم بكل أقطاره وأفراده مسار أسطول الصمود العالمي، وتساءل عن غايته وجدواه، هل سينجح؟ وإلى أي مدى؟ وماذا بعد؟ هل هو حقاً مبادرة عظيمة أم إنه طيش وتهوّر وتهلكة؟
في غزة... تشرق الشمس وتغيب على أهوال الحرب المتواصلة! للمرة الأولى في التاريخ تصل حقيقة قضية فلسطين إلى الجزء الآخر من العالم بعد أن كانت توصف بـ «صراع الشرق الأوسط»، وتصنف على أنها حرب دينية. أدرك ذاك العالم أن ما يحصل (احتلال) جائر! تهجير وسلب واستيطان، عدوان، أسر، إبادة، تجويع. صُدمت شعوب العالم من الغفلة التي كانت فيها! عقود تحت بطش الاحتلال -وكم تكرر ذلك في تاريخ البشرية- فأصبحت الأمم تتذكر تاريخها وترويه، عن ويلات الحروب والاستعمار، وبين الألم والفخر، عن المقاومة الشعبية والثبات والتضحية حتى نيل الحرية.
أسطول الصمود تجمع عالمي لمدنيين من دول ومجالات مختلفة، ارتحلوا في مهمة إغاثية تطوعية، رفضاً للعدوان وكراهية للظلم. أولئك الذين التحقوا بالأسطول، وهؤلاء الذين تابعوهم من البر، والآخرين الذين قادوا المسيرات... جميعهم هتفوا للحرية وأصروا على استقلال الأوطان، وآمنوا بأن لكل إنسان الحق بأن يحيا آمناً كريماً في أرضه بين أهله وشعبه، له هويته وإرثه.
تحركت عاطفة البشر... فتحرك أسطول الصمود العالمي، الذي تجمع وأبحر ليثبت للعالم أن إنسانية الشعوب أكبر وأقوى من كل المنظمات والاتفاقيات! وأكدّ على أن ما يجمع البشرية من أخلاقيات يتجاوز كل الاختلافات، وأن الوعي بالحقوق والإيمان بكرامة الإنسان والحرص على حفظها والتعاون والتكافل لذلك هو منتهى الإنسانية، وهو ما يوحدنا ويضمن استمرارنا ويحقق تحضرنا وتعايشنا مهما اختلفت الألسن والانتماءات.
ما الذي سيبقى للبشرية إن أدار كلٌ ظهره؟ إذا تمحور كل فرد منا حول نفسه وأشغلته مصالحه الخاصة؟ إذا استسلم للخوف وقبل بالطغيان واستصغر المحاولات وتجرد من المسؤولية؟ إن لم يكن للبشر قضايا ومبادئ يؤمنون بها ويحاربون لأجلها؟
تضاعف حضور الذباب الصهيوني خلال هذه الأيام وترافق مع الأحداث، ليكشف مجدداً أن الصهيونية تعادي كل القيم الجميلة، وأنها تعمل للفتنة والتشكيك والطعن.
أبطال الكويت المشاركون مثّلوا وطنهم خير تمثيل، وذكرونا بأن هذا البلد يحيا على العطاء، وأن أبناءه نشأوا على الشهامة والإيثار، وأن قيادته تصون المساعي النبيلة ولها مواقفها الخالدة في الشؤون الإنسانية.
أنا سعيدة بأنني عشت لأرى هذا الخير في الناس رغم الجهل والخنوع وسطوة المادة.