علم الكويت يرفرف على أسطول الصمود
في مشهدٍ تتجلَّى فيه أنبل معاني التضامن الإنساني، شاركت شخصيات بارزة من أكثر من أربعين دولة في أسطول الصمود العالمي المُتجه إلى غزة، لكسر الحصار الخانق، ضمن أكبر قافلة بحرية دولية من نوعها. تقدَّم الرَّكب ثلاثة من خِيرة أبناء الكويت: د. محمد جمال، وعبدالله المطوع، وخالد العبدالجادر، إلى جانب أشقائهم من البحرين: محمد عبدالله، وسامي عبدالعزيز، ومن سلطنة عُمان أمامة اللواتي، ليجسِّدوا روح الخليج الواحدة وهي تمضي نحو غزة المُحاصَرة، بنفوسٍ كريمة يعز عليها أن تظل مكتوفة الأيدي وتشاهد القهر يومياً ولا تتحرَّك، فأبحرت لتقاسم المعاناة مع إخواننا المقهورين في غزة، بعدما أُغلقت المعابر البرية والجوية، فلم يجدوا منفذاً إلا عن طريق البحر، ثم إلى شواطئ غزة.
انطلقت القوافل بين أغسطس وسبتمبر من موانئ متعددة، وقد حملت معها ما يزيد على أربعمئة ناشط، بينهم برلمانيون وأطباء ومحامون وحقوقيون، في مهمة إنسانية خالصة تهدف إلى إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى أهل غزة.
لكن ما إن اقتربت سُفن الأسطول من شواطئ غزة، حتى اعترضتها بحرية الاحتلال الإسرائيلي، لتقتادها قسراً إلى ميناء أشدود، وتحتجز مئات المتطوعين. كان ذلك في مساء الأربعاء فور اقترابها من شواطئ غزة، داخل المياه الدولية على بُعد نحو 70 ميلاً بحرياً من القطاع.
وأكد حقوقيون أن هذا الإجراء يفتقر إلى أي سندٍ قانوني، ويشكِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقانون البحار، حيث تم اعتراض القافلة السلمية، رغم وجودها في المياه الدولية، ما يُعد قرصنة بحرية وجريمة دولية مكتملة الأركان.
ويشير خبراء القانون إلى أن مهاجمة سُفن إغاثية مدنية واختطاف المتطوعين يُصنَّف جريمة حرب، بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي. وهذا خرق لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم أطراف النزاع بتسهيل مرور الإمدادات الطبية والغذائية للمدنيين من دون عوائق.
وقد شدَّدت جهات دبلوماسية على حق الأسطول في المرور الحُر بالمياه الدولية، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك أي سيادة هناك، ولا يحق لها اعتراض السفن الإنسانية، أو تقييد حُرية الملاحة البحرية.
أعزائي القرَّاء، أثبت أسطول الصمود، بما لا يدع مجالاً للشك، أن كل مَنْ يتصدَّى لجرائم اليهود يُتَّهم بالإرهاب، حتى إن قوافل الإغاثة والرحمة لم تسلم من هذا الاتهام في الإعلام العبري!
يقول د. محمد جمال بعد خروجه من المعتقل: كان أكثر ما يغيظ اليهود ويزيد حقدهم، عندما رأوا الجواز الكويتي! فقالوا: أنتم بلد غني، مالكم ومال فلسطين؟!
في الختام، نتقدَّم بجزيل الشكر لحكومة الكويت الرشيدة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، وأدامه ذخراً وعزاً للبلاد، على توصياته السامية، بسرعة ضمان سلامة أبنائه المواطنين. وقد أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا من أول يوم، أن الوزارة تتابع عن كثب قضية احتجاز الكويتيين الثلاثة، ومشدداً على أن الكويت لن تتهاون في حماية أبنائها.
والحمد لله على سلامة فرسان الكويت.