مواجهة الكيان

نشر في 10-10-2025
آخر تحديث 09-10-2025 | 18:18
 د. مبارك العبدالهادي

الإعلان الأميركي في معاهدته مع الدولة الشقيقة قطر بشأن حماية مصالحها، وأن كُل مَنْ يتعرَّض لها بمنزلة تعرُّض لمصالح واشنطن، هو رسالة واضحة وصريحة للكيان الصهيوني، الذي أصبح في وضعٍ لا يُحسد عليه، بعد أن انكشفت كل ألاعيبه القذرة أمام الملأ، خصوصاً في ظل الدعم الدولي للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وهو ما جعل العدو الصهيوني يسعى جاهداً للعمل على ممارسة العديد من المجازر والجرائم بمختلف وسائلها، وبشتى الطُّرق، بعد فشله أمام المجتمع الدولي في الرد على كل الإدانات ضده، وتحميله مسؤولية هذه الجرائم الدموية والمجازر التي يرتكبها في غزة، وغيرها من الأراضي الفلسطينية، ومطالبته بالخضوع للقرارات الدولية والالتزام بها. ورغم عدم التفاته لذلك، محاولةً منه لتجميل صورة قُدراته وإرسال رسالة للعالم أجمع بأنه لا يزال مُسيطراً، فإن حقيقة الأمر عكس ذلك، في ظل استمرار الدعم الدولي بمطالبات إلزام الصهاينة بضرورة وقف حمام الدم والمجازر التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وغيرها من الممارسات التي تُخالف كل الأعراف الدولية والقوانين. لكن، ورغم ذلك، فإن المطلوب هو إخضاع هذا الكيان لعقوبات صارمة، حاله حال كل الدول التي لا تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، التي تشدد دائماً على ضرورة إحلال السلام ومعالجة كل القضايا بهدوء بعيداً عن الحروب، التي دائماً نتائجها تُسفر عن فُقدان العديد من الأبرياء بين قتيلٍ وجريح، فتطبيق هذه العقوبات سيجعل المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الكبرى، أمام مصداقية شعوب العالم وإيمانهم بأن العدالة تُطبق على الجميع من دون تمييز، وأنه مهما كانت أذرع الكيان الصهيوني ممتدة، فإنها ستُقطع في نهاية المطاف، ولن تتحقق سوى العدالة، التي يجب أن تجد النور، وأن تحقق للشعب الفلسطيني مطالبه، بعد أن ذاق الأمرّين لأعوام، واجه فيها أسوأ أنواع الظلم والمعاناة والإجرام والتعذيب والقتل، وغيرها من المجازر التي لا تخفى على الجميع، والتي أصبحت واقعاً راسخاً لن تمسحه الذاكرة، ونحن نشاهد عمليات الدمار والقتل، وكيف مارست الآلة الصهيونية مجازرها من دون أن تفرِّق بين الكبير والصغير والمرأة والرجل.

ما شهدته غزة لن ينساه أحد، ولن تصمت الألسن عن تكرار القصص والمأسي وأصوات الاستغاثة تحت الأنقاض، خصوصاً مع مرور عامين على طوفان الأقصى، الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من أحداث أصبحت أمام مرأى الجميع وعلى شاشات التلفاز.

الكل يُتابع ويسمع كيف تحوَّلت غزة إلى أكوام من النيران التي لم تهدأ حتى الآن، وسيول الدماء التي لم تتوقف، رغم الإدانات والاستنكارات الدولية والمطالبات بوقف هذه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني أمام مرأى العالم.

ورغم مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، واتخاذ «حماس» خطوات إيجابية تجاهها، الأمر الذي سيُوقف المجازر، فإن الكيان الصهيوني لابد أن تتم مُحاسبته على كل الجرائم الإنسانية، عبر قرارات صادرة من مجلس الأمن، حتى لا تتكرَّر الأحداث.

back to top