اليابان تحصل على نوع جديد من القادة

نشر في 08-10-2025
آخر تحديث 07-10-2025 | 18:26
 وول ستريت جورنال

شهدت اليابان تحولاً سياسياً غير مألوف مع صعود «ساناي تاكايتشي»، البالغة 64 عاماً، إلى زعامة الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم، لتصبح أول امرأة تقوده. تاكايتشي، التي كانت في شبابها عازفة «هيفي ميتال»، معروفة بمواقفها القومية المتشددة وزياراتها لمعبد ياسوكوني الذي يكرّم قتلى الحرب بمن فيهم مجرمو حرب، وتتبنى فكر رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي في سعيها لـ «إعادة عظمة اليابان».

تواجه تاكايتشي ثلاث مهام شاقة:

أولاً، توحيد حزبها المنقسم واستعادة أغلبيته البرلمانية بعد فقدانها، وسط معارضة داخلية من المعتدلين وتصاعد نفوذ اليمين القومي.

ثانياً، إنعاش الاقتصاد الياباني الذي يرزح تحت عبء ديون ضخمة وركود مزمن وتراجع سكاني حاد.

وثالثاً، تعزيز موقع اليابان الجيوسياسي في مواجهة الصين وكوريا الشمالية، بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء تحالف قوي في منطقة الهندو-باسيفيك.

لكن مهمتها تصطدم بمقاومة البيروقراطية التي تفضّل رؤساء وزراء ضعفاء ومطيعين، وبقوى حزبية نافذة تخشى إصلاحاتها الجذرية. ومع ذلك، يرى المراقبون أن الوقت لم يعد يسمح بسياسات تقليدية، فاليابان تواجه أخطاراً متزايدة مع صعود الصين، وعدائية كوريا الشمالية، وتراجع الثقة في التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

تطرح تاكايتشي رؤية اقتصادية جريئة تقوم على الكينزية العسكرية الحديثة، أي تحفيز النمو عبر الإنفاق الدفاعي والتكنولوجي، بما يخلق فرصاً للابتكار، ويعيد الحيوية للصناعات اليابانية، فالكثير من التقنيات العسكرية قابلة للتحول إلى استخدامات مدنية، ما قد يطلق دورة جديدة من النمو تشبه نهضة اليابان في السبعينيات والثمانينيات.

مرّتان من قبل، في «إصلاح مييجي» عام 1868 وبعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت اليابان أن تحقق تحولاً معجزاً. واليوم، يراهن كثيرون على تاكايتشي لتكرار تلك المعجزة الثالثة وإعادة البلاد إلى مكانتها كقوة عالمية.

* والتر راسل ميد

back to top