بالقلم الأحمر: كنيسة الأحمدي... بازيليك الخليج

نشر في 08-10-2025
آخر تحديث 07-10-2025 | 19:27
 الجازي طارق السنافي

تميَّزت الكويت، منذ تأسيسها، بالانفتاح والتمدُّن والتطوُّر، وهذا انعكس بصورة إيجابية، من خلال قِيم التسامح والتعايش بين مختلف الفئات والأديان. ومع تطوُّر الدولة الحديثة، تكوَّن نسيج اجتماعي متجانس من المسلمين والمسيحيين، وأطياف دينية أخرى، يجمعهم احترام متبادل وانتماء واحد.

ومن المعروف أن في الكويت عوائل مسيحية كريمة كانت وما زالت جزءاً من تاريخ المجتمع الكويتي، وممن ساهموا في بنائه واستقراره.

وفي هذا الإطار، جاء إعلان كنيسة سيدة الجزيرة العربية في الأحمدي كـ «بازيليك صغرى» من قِبل الفاتيكان، ليكون حدثاً مميزاً على مستوى الكويت والخليج- والذي للأسف لم يلاق زخماً إعلامياً بمستوى اللقب. هذه الكنيسة تُعد أول كنيسة في منطقة الخليج العربي تحصل على هذا اللقب، وهو تقدير عالمي لمكانتها التاريخية والروحية، ولدورها الديني والاجتماعي في خدمة الجالية المسيحية المُقيمة في الكويت منذ عقود طويلة.

ويُقصد بهذا اللقب (البازيليك الصغرى)، أنها رُتبة فخرية كنسية يمنحها الفاتيكان للكنائس ذات الأهمية الدينية أو التاريخية الخاصة. ويُعد هذا اللقب بمنزلة اعتراف رسمي بمكانة الكنيسة، ويمنحها بعض الامتيازات الروحية والتنظيمية، ويجعلها على صِلة مباشرة بالكرسي الرسولي في روما.

أهمية هذا الحدث لا تقتصر على الجانب الديني فقط، بل تمتد لتؤكد صورة الكويت كبلدٍ يحترم حُرية المعتقد، ويُتيح لكل فرد أن يمارس شعائره الدينية في جو من الأمن والاحترام. فالكنيسة ليست فقط دار عبادة، بل هي رمز من رموز التعايش والاحترام المتبادل، والذي عُرفت به الكويت منذ نشأتها.

إن حصول كنيسة الأحمدي على لقب البازيليك، هو تأكيد على أن الكويت مستمرة في نهجها الإنساني المنفتح، الذي يجمع بين الاعتزاز بالهوية الوطنية واحترام التنوُّع الديني والثقافي. ومن المهم أن نحافظ على هذا النهج في المستقبل، وأن نغرس في الأجيال القادمة قِيم التعايش والتقبل والتفاهم، لأن الكويت كانت وما زالت نموذجاً في المنطقة للتعايش والسلام، وبلداً يحتضن جميع مَنْ يعيش على أرضه بعدلٍ واحترام متبادل.

بالقلم الأحمر: لماذا لا توجه الحكومة لتكون هذه الكنيسة وجهة للسياحة الدينية، أولاً للمسيحيين والزائرين، وثانياً للمواطنين، للتعرُّف على تاريخهم؟

back to top