جرائم نتنياهو

نشر في 08-10-2025
آخر تحديث 07-10-2025 | 18:17
 د. عبدالمحسن حمادة

«إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» (القصص- 4).

نزلت سورة القصص على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو مهاجر إلى المدينة، بعدما أذاه مشركو قريش، وكان حزيناً.

وتقص السورة كيف نجَّى الله موسى وهو طفل من بني إسرائيل، وقد وُلد في زمنٍ كان فرعون مُصراً على قتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل. بعد أن تنبَّأ له المنجمون بأن طفلاً سيُولد من بني إسرائيل سيتسبَّب في زوال مُلكه. وفي آخر السورة تأكيد من الله لنبيه أنه سيُعيده إلى مكة منتصراً.

إن نتنياهو كأنه فرعون هذا العصر، فمازال يقتل في الشعب الفلسطيني، حتى تجاوز أعداد الشهداء 70 ألفاً، وفاق أعداد الجرحى والمُشوَّهين 170 ألفاً، وهُدمت البيوت والمدارس، وتحوَّلت إلى أنقاض، مُتدثراً بالحماية الأميركية التي تمده بالمال والسلاح، وتحميه من إصدار أي قرار من مجلس الأمن يُطالب بوقف العدوان ويُدين تلك الجرائم، حتى ضاق العالم ذرعاً بتلك الجرائم، ونُقلت القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فطالب 162 عضواً بها بوقف العدوان الإسرائيلي، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرض فلسطين في حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولما ألقى نتنياهو خطاباً في الجمعية العامة، انسحب معظم الأعضاء، احتجاجاً على وحشية إسرائيل، لكنه أعلن أنه لن يهتم بهذه الأغلبية مادام يحظى بتأييد الولايات المتحدة، الدولة الأقوى والأغنى في العالم.

من هنا أدركت أميركا أن إسرائيل تعيش في عُزلة دولية، سياسياً، وأخلاقياً. فأعلن الرئيس ترامب أن لديه خطة لإنهاء هذا النزاع، وعلى الأطراف الرد عليها في مدة لا تتجاوز 72 ساعة، وردَّت «حماس»، وأعلن الرئيس الأميركي أن ردها كان إيجابياً.

ومن أهم ما تضمنته تلك الخطة، إطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس»، الأحياء، والجثامين، ووقف القتال، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، والتفكير بإقامة الدولة الفلسطينية. واقتنع الرئيس الأميركي بهذا الرأي، من خلال اجتماعات عقدها مع الرؤساء العرب والمسلمين. فهذه تمثل ثقلاً بشرياً واقتصادياً وسياسياً. وبعد إعلان إنهاء الحرب امتلأت شوارع أوروبا ابتهاجاً بوقفها.

back to top