في المرمى: وأخيراً خرج القرار من الدكة!

نشر في 07-10-2025
آخر تحديث 06-10-2025 | 20:29
 عبدالكريم الشمالي

بعد سنوات من الفوضى «المدروسة»، والاعتياد على مشهد «الرئيس، والمدير، وولد الجيران» على دكة البدلاء، خرج أخيراً الاتحاد الكويتي لكرة القدم بقرار طال انتظاره: منع أعضاء مجلس الإدارة – أيًّا كانت مسمياتهم – من الجلوس على دكة البدلاء أو الدخول إلى أرضية الملعب. قرار تأخر كثيراً، لكنه وصل، وأهم ما فيه أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.

هذا المشهد الممل الذي اعتدناه في ملاعبنا – مسؤول يصرخ، وآخر يحتج، وثالث يطارد الحكم بين الشوطين – غير موجود في كل دول العالم وبات من الماضي من استوردناه منهم، إلا عندنا، حيث تحول إلى جزء من «التراث الرياضي» الذي لا يمكن المساس به! رغم أنه لم يورثنا سوى الفوضى، والتوتر، وخصومات لا تنتهي على حساب صورة اللعبة وروحها.

القرار الجديد لا يحمل فقط تنظيماً للمنظومة الفنية، بل يمثل أيضاً صمام أمان للحكام من الضغوط الممنهجة، ويبعد اللاعبين عن التوتر والشحن الزائد. فلاعب في سن 18 أو 20 لا يحتاج إلى من يصرخ خلفه كل خمس دقائق، بل إلى بيئة هادئة تساعده على التركيز واللعب النظيف. أما إداريونا «القدوة»، فمن المفترض أن يكونوا في المنصة لا على الخط!

وإن كنا منصفين، فهذا القرار وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون مقدمة لحزمة من التنظيمات التي تعيد الاحترام إلى منظومتنا الرياضية وتعيد الأمور إلى نصابها، والأهم من ذلك، ألا يتم التراجع عن مثل هذه القرارات التنظيمية مهما كانت الظروف أو الضغوط، وألا يُسمح لأي طرف – كائناً من كان – أن يستخدم سلاح الجمعية العمومية كأداة لتمرير قرارات أو لوائح تكرّس الفوضى وتُفرغ القوانين من مضمونها، فالمبدأ لا يتجزأ، ومن يسعى للإصلاح عليه أن يتحمّل عواقب المواجهة مع الفوضى بكل أشكالها.

بنلتي

بقي أن نذكّر من «افتقدوا الدكة» أن دورهم الحقيقي في بناء الأندية لا يكون عبر «التحلطم على الخط» أو مطاردة الحكام، بل في المكاتب... حيث تُدار اللعبة لا تُشوَّه. وإذا كانوا لا يستطيعون العمل إلا بصراخ ودراما، فهناك شواغر كثيرة في التمثيل، بس بعيد عن الملعب!

back to top