ممثل الاتحاد الأوروبي: الكويت شريك موثوق يتمتع بمصداقية عالية على الساحة الدولية
• تصاعد الصراعات يستدعي احترام سيادة الدول والتكاتف لمواجهة التحديات
• الكويت حليف قوي في دعم الشرعية الدولية ومبدأ سيادة الدول
• «خطة تحرير التأشيرات للمواطنين الكويتيين.. قيد الدراسة»
• «نتطلع مع الكويت من أجل إرساء الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم»
أكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، أن المحادثات ركزت على تعزيز التعاون بين الجانبين ومتابعة نتائج أول قمة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، إلى جانب بحث أبرز القضايا الإقليمية والدولية، من غزة وحل الدولتين إلى أوكرانيا وسوريا ولبنان واليمن والبحر الأحمر والسودان والقرن الأفريقي.
وأوضحت كالاس أن عام 2025 شهد مزيدًا من الاضطرابات وعدم الاستقرار، مشيرة إلى أن منطقة الخليج تأثرت بذلك بشكل مباشر، وقالت: «أود أن أعبّر عن تضامني مع دولة قطر وشعبها، ويجب احترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول، بما في ذلك قطر».
وأضافت أن أكثر من ثلاث سنوات مرت منذ أن انتهكت روسيا وحدة أراضي أوكرانيا بحربها غير المبررة، مؤكدة استمرار الاتحاد الأوروبي في الضغط على موسكو للدخول في مفاوضات من أجل سلام عادل ودائم، من خلال الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات. وأشادت بدور دول الخليج في تسهيل تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على شركائه في الخليج لمنع الالتفاف على العقوبات، مؤكدة أن «كل ما يمكّن روسيا من مواصلة الحرب يجب أن يُكبح».
وفيما يتعلق بغزة، شددت كالاس على أن «إنهاء المعاناة الإنسانية هناك هو أولويتنا المطلقة، ويجب أن يتوقف دوّار الموت». وأكدت دعم الاتحاد الأوروبي للجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وبلورة أفق سياسي للسلام، مضيفة أن الاتحاد «على استعداد للمساهمة في هذا المسار بجميع الأدوات المتاحة لديه».
وبيّنت أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لغزة، إذ أنشأ مجموعة مانحين جديدة لفلسطين، ويظل أكبر داعم مالي للسلطة الفلسطينية بمبلغ 1.6 مليار يورو للفترة بين 2025 و2027.
وأشارت كالاس إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي تشهد مرحلة ديناميكية جديدة، تتعمق من التجارة والاستثمار إلى العمل المناخي والطاقة والأمن والتعاون الإنساني. وكشفت عن إطلاق آليات عملية جديدة، مثل الحوار التجاري والاستثماري ومنتدى التحول الأخضر، موضحة أن نحو 50 في المئة من الالتزامات التي خرجت بها القمة السابقة تم تنفيذها بالفعل.
وأضافت: «لا يزال هناك إمكانات كبيرة، خصوصًا في ربط علمائنا وجامعاتنا ومبتكرينا»، معلنة أن المفوضية الأوروبية ستعتمد الأسبوع المقبل “ميثاق المتوسط”، مع طموح لتوسيعه ليشمل دول الخليج عبر مشاريع ذات اهتمام مشترك، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لإعادة تنشيط الشراكة بحيث يمكن في القمة المقبلة بين الجانبين عرض رؤية مشتركة ونتائج ملموسة تحقق الاستقرار والازدهار والأمل لشعوبنا.
واختتمت كالاس كلمتها بتوجيه الشكر للكويت، معربة عن تطلعها للقاء الجميع في بروكسل الأسبوع المقبل.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس أن العالم يشهد اليوم تصاعدا في الصراعات والمعاناة الإنسانية مشددة على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي الدول والتكاتف الدولي لمواجهة التحديات الراهنة التي تمس الأمن والاستقرار العالميين.
وقالت كالاس في كلمتها خلال انطلاق الاجتماع الوزاري المشترك ال29 بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الذي تستضيفه دولة الكويت بمشاركة وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الجانبين إن العام 2025 حمل مزيدا من الاضطرابات بعد أن بلغ الصراع الإقليمي والعالمي ذروته العام الماضي معربة عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع دولة قطر وشعبها مؤكدة أن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها مبدأ أساسي في النظام الدولي.
وأضافت أن «الحرب الروسية ضد أوكرانيا ما زالت تمثل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة» مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعمه الثابت لأوكرانيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل يقوم على احترام القانون الدولي.
ورحبت كالاس بالجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء «العدوان الروسي» مثمنة الدور الذي قامت به دول مجلس التعاون في تسهيل عمليات تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحلين داعية شركاء الاتحاد في الخليج إلى استخدام قنواتهم الدبلوماسية مع روسيا لحثها على وقف القتال والانخراط الجاد في محادثات السلام.
وفي الشأن الفلسطيني أعربت كالاس عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة بعد مرور عامين على الهجمات التي شهدها السابع من أكتوبر 2023 مؤكدة أن إنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع يمثل أولوية مطلقة للاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي كان أول جهة مانحة للمساعدات الإنسانية لغزة وأنه أنشأ مجموعة مانحين جديدة مخصصة لإعادة الإعمار كما أعلن التزامه بتقديم مليار يورو للفترة من 2025 إلى 2027 لدعم السلطة الفلسطينية وتعزيز قدرتها على تنفيذ برنامج الإصلاح مطالبة إسرائيل بالإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة.
وأشادت كالاس بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وفتح أفق سياسي لحل الدولتين مرحبة بقبول حركة (حماس) للمقترح المقدم ومشددة على ضرورة جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء دائرة العنف والمعاناة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان قالت كالاس إن البلاد تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم داعية جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية واحترام القانون الدولي والانخراط الجاد في مفاوضات لوقف إطلاق النار مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع شركائه لتنسيق الجهود ودعم سيادة ووحدة السودان.
كما أشارت إلى تطورات مشجعة في سورية لافتة إلى أهمية استمرار العملية الانتقالية وتعزيز الحكم الشامل وحماية جميع السوريين دون تمييز ومؤكدة أن الدعم الدولي السياسي والمالي سيكون أساسيا لضمان استفادة جميع السوريين من جهود إعادة الإعمار.
وأكدت كالاس أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون تشهد مرحلة ديناميكية جديدة موضحة أن الجانبين يعملان معا في مجالات التجارة والطاقة والتحول الأخضر والأمن والعمل الإنساني وأن هناك آليات عملية تم إطلاقها لتعزيز التعاون منها حوار الاستثمار ومنتدى التحول الأخضر ونظم تبادل البيانات الإشعاعية والاستعداد للكوارث.
وأشادت بالدور الذي يقوم به الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو في تعزيز العلاقات الثنائية منذ عام 2023 معلنة أن المفوضية الأوروبية ستعتمد الأسبوع المقبل (ميثاق المتوسط) كإطار للتعاون مع الشركاء في الجوار الجنوبي مع فتح المجال أمام دول الخليج للمشاركة في مشاريعه ذات الاهتمام المشترك.
وقالت كالاس في ختام كلمتها "إننا اليوم نعيد تنشيط شراكتنا الاستراتيجية حتى نتمكن عندما نجتمع في القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون من عرض رؤية مشتركة ونتائج ملموسة تحقق الاستقرار والازدهار والأمل لشعوبنا.
أشادت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس بالدور الإنساني والدبلوماسي الذي تضطلع به دولة الكويت في المنطقة واصفة إياها بأنها "شريك موثوق يتمتع بمصداقية عالية على الساحة الدولية.
وقالت كالاس في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية، إن الكويت بما لها من تاريخ وتجربة مؤلمة مع انتهاك سيادتها عام 1990 تدرك تماما أهمية الدفاع عن القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مضيفة أن الاتحاد الأوروبي "يرى في الكويت حليفا قويا في دعم الشرعية الدولية ومبدأ سيادة الدول".
وأشارت إلى أن الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي بما فيها الكويت والاتحاد الأوروبي يمتد إلى ملفات متعددة تشمل الأمن الإقليمي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والتعليم مؤكدة أن هناك اهتماما متبادلا بتعزيز التعاون في مجالات الابتكار والبحث العلمي والطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق بمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي قالت كالاس إن هناك "فرصة حقيقية حاليا لإتمام الاتفاق" موضحة أن التحولات في الاقتصاد العالمي والحروب التجارية الدائرة تدفع نحو تنويع الشراكات التجارية ما يجعل من الاتفاق مع مجلس التعاون أولوية للطرفين لتعزيز حركة السلع والاستثمارات.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي أبرم مؤخرا اتفاقات مع تكتلات اقتصادية مثل (ميركوسور) ومع إندونيسيا والهند مشددة على أن اتفاقا مشابها مع دول الخليج "سيعود بالنفع المتبادل ويعزز الأمن الاقتصادي للطرفين".
وعن مسألة إعفاء الكويتيين من تأشيرة الـ(شنغن) كشفت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يعمل حاليا على إعداد استراتيجية شاملة للتأشيرات من المقرر أن تصدر نهاية العام الجاري مبينة أن أوروبا تواجه ضغوطا متزايدة في ملف الهجرة ما يستدعي مراجعة شاملة لسياسة الدخول والإقامة.
وأوضحت أن الكويت تتمتع حاليا بما يعرف بـ(نظام الكاسكيد) الذي يتيح تأشيرات متعددة الدخول لمدة خمس سنوات مؤكدة أن "خطة تحرير التأشيرات للمواطنين الكويتيين لا تزال مطروحة على الطاولة وسيعاد النظر فيها بعد اعتماد الاستراتيجية الجديدة".
وأعربت كالاس عن تقديرها العميق للجهود المتميزة التي تبذلها دولة الكويت في دعم العمل الإنساني والدبلوماسي مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي "يتطلع إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون ومع الكويت خصوصا من أجل إرساء الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم".