هل تقف أوروبا على حافة حرب كبرى؟
• «أصدقاء» موسكو الأوروبيون يحذرون و«المسيرات المتسللة» تواصل انتهاكاتها
تصاعدت التحذيرات القادمة من دول أوروبية، تعتبر قريبة الى موسكو، من خطر اندلاع صراع دولي واسع، وذلك مع فشل مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتحول اهتمامه إلى الشرق الأوسط، وسط استمرار الانتهاكات للأجواء الأوروبية، التي يُعتقد على نطاق واسع أن موسكو تقف وراءها.
وفي تحذير هو الثاني خلال أيام صادر عن دولة أوروبية مقربة من موسكو، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن جميع دول العالم تستعد لصراع عالمي، مضيفاً أن «الجميع يستعد للحرب، وعندما يستعدون لها، فهذا يعني أنها ستندلع. وهذا ما سيحدث، أؤكد لكم، لأنني أرى ما يحدث وكيف يترقبه الجميع من حولي».
وأضاف الرئيس الصربي الذي تسعى بلاده للدخول في الاتحاد الأوروبي بينما تبقي على علاقة خاصة مع موسكو وكانت من الدول القليلة التي لم تفرض عقوبات على روسيا، كما تبني علاقة اقتصادية وسياسية خاصة من الصين، أنه في ظل التوتر العالمي الحالي، تحاول جميع البلدان اختيار الجانب الذي ستنضم إليه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها فوتشيتش اندلاع صراع دولي، فمنذ الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا، حذر الرئيس الصربي عدة مرات من هذا الخطر.
وكان رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان حذر الأربعاء الماضي من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، مع تحذيره القوى الكبرى من ارتكاب أخطاء قد تؤدي إليها، مؤكدا أنه في ظل الوضع العالمي الراهن، قد ينشب صراع كبير في أي لحظة.
يأتي ذلك، في وقت رفعت دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي حالة التأهب إلى الدرجة القصوى بعد أن أسقطت بولندا طائرات مسيرة يُشتبه في أنها روسية بمجالها الجوي الشهر الماضي، وأدت مشاهدات لطائرات مسيرة واختراقات جوية، بما في ذلك في كوبنهاغن وميونيخ، إلى فوضى في حركة الطيران الأوروبية. وفي أحدث اختراق، أُغلق مطار فيلنيوس في ليتوانيا عدة ساعات ليل السبت - الأحد بعد ورود تقارير عن احتمال اتجاه مناطيد نحو المطار.
وفي برلين، دعا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى التحلي بالهدوء بعد تكرار حالات رصد طائرات مسيرة فوق مطارات ألمانية، حيث تسببت طائرات مسيرة هذا الأسبوع بإغلاق مطار ميونيخ مرتين خلال يومين، معتبراً أن روسيا تسعى من خلال انتهاكاتها للمجال الجوي وطلعات طائراتها المسيرة إلى إثارة القلق وإطلاق نقاشات مثيرة للانقسام داخل ألمانيا.
إلى ذلك، أعلنت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أمس، نشر طائرات وتعبئة دفاعات أرضية لحماية المجال الجوي للبلاد، ولا سيما في المناطق القريبة من أوكرانيا وذلك بعد ضربة روسية استهدفت منطقة لفيف غرب اوكرانيا القريبة من الحدود مع بولندا. وقتل 4 اشخاص بضربة روسية ليل السبت ـ الأحد، على لفيف التي كانت في منأى عن القصف الروسي أكثر من سواها منذ بدء الغزو في 2022، في ما اعتبر اكبر هجوم تتعرض له المنطقة منذ بدء الحرب.
كما قتل شخص في منطقة زابوريجيا (جنوب)، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها شنت ليل السبت ـ الأحد ضربة مكثفة بصواريخ «كينجال» (خنجر) فرط صوتية وطائرات مسيرة هجومية، على مؤسسات للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني وما يخدمها من منشآت للطاقة والغاز.
وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراته أمس من تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ توماهوك المجنحة بعيدة المدى وعالية الدقة لضرب العمق الروسي.
وفي تصريحات نُشرت أمس، قال بوتين: «هناك أسئلة تتعلق مثلاً بمناقشة قضايا توريد أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك أنظمة بعيدة المدى وعالية الدقة، وصواريخ توماهوك وما إلى ذلك. لقد قلت إن هذا سيؤدي إلى تدمير علاقاتنا، على الأقل المنحى الإيجابي الناشئ فيها».
في وقت سابق، اعتبر بوتين أنه من المستحيل أن تتمكن أوكرانيا من استخدام «توماهوك» دون مشاركة مباشرة من عسكريين أميركيين، في حين قال وزير خارجيته سيرغي لافروف إن أي شحنات تحتوي على أسلحة موجهة إلى أوكرانيا، ستكون هدفاً مشروعاً.
وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أكد صحة تقارير إعلامية تفيد بأن البيت الأبيض يناقش إمكانية توريد صواريخ «توماهوك» المجنحة إلى كييف، لكن القرار النهائي يعود للرئيس ترامب.