كيف فقد الديموقراطيون دعم الشركات الكبرى؟
قادة الشركات الأميركية ظلوا صامتين، فيما عزَّز الرئيس ترامب سُلطته على الاقتصاد، مستحوذاً على حِصص في شركات كبرى، وزيادة التعريفات الجمركية، والضغط على الإعلام، وتهديد استقلالية الاحتياطي الفدرالي، وفرض رسوم على تأشيرات H-1B، وتشويه نزاهة البيانات الحكومية.
خلال الولاية الأولى لترامب، كانت الشركات تتحرَّك لحماية مصالحها والمبادئ الديموقراطية، لكن اليوم تفضِّل الصمت.
كما كتبت كامالا هاريس: «كنت أعتقد أن عمالقة الصناعة سيكونون حاجز حماية لديموقراطيتنا، لكن واحداً تلو الآخر ظلوا صامتين». السبب، كما أوضحنا، هو أن الديموقراطيين أغضبوا مجتمع الأعمال سنوات طويلة، من خلال سياسات أيديولوجية عدائية، تجعل الشركات ترى المخاطرة بالمعارضة أكبر من البقاء صامتة، حتى لو كان ترامب وزمرته أسوأ.
بعد المخاطرة في الولاية الأولى لترامب، ما حصلت الشركات على أي مكافأة حقيقية، بل واجهت هجمات من الحزب الديموقراطي، الذي تبنَّى أيديولوجية مُعادية للأعمال، وهدَّد أكبر الشركات الأميركية، من خلال تطبيق صارم لمكافحة الاحتكار، وانتقد المسؤولين الذين لديهم خبرة في القطاع الخاص. حتى الشركات النموذجية، مثل «كوستكو»، التي أثنى عليها أوباما لممارساتها العادلة تجاه الموظفين، تعرَّضت لهجمات من الديموقراطيين. والغالبية العظمى من الأميركيين يعملون في القطاع الخاص، ويعتزون بعملهم، ولا يمكن إنكار الدور الحيوي للأعمال الكبرى في خلق الازدهار.
الحل ليس تبني الشركات بلا شروط، بل الانخراط الاستراتيجي. السياسات المسؤولة والشاملة التي يدعمها الديموقراطيون مفيدة للشركات على المدى الطويل، لكن مهاجمة كل شركة كبيرة يجعل التعاون مستحيلاً، حتى عندما تتوافق الأهداف.
ترك الديموقراطيون التحالف الاستراتيجي مع الشركات لقادة يمينيين يعد بمنح تخفيضات ضريبية وتنفيذ متساهل للقوانين مقابل الصمت بشأن تراجع الديموقراطية، في حين يقدِّم الديمقراطيون العداء والمحاضرات الأخلاقية فقط.
الدرس: تعزيز المبادئ يحتاج إلى تحالفات عملية، وليس العداوة الأيديولوجية. عندما تواجه الديموقراطية تهديدات وجودية، يجب على الديموقراطيين تحصيل كل حليف ممكن، حتى مع شركاء غير تقليديين، لتأمين ديموقراطية قائمة على السوق ومستدامة.
*كايتلين ليجاكي مستشارة سابقة لوزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو (2021-2023)