ترامب متفائل بنجاح «خطة غزة» ويبقي نتنياهو و«حماس» تحت الضغط

• روبيو: لا يمكن تشكيل إدارة لغزة من دون الحركة في 3 أيام

نشر في 06-10-2025
آخر تحديث 05-10-2025 | 20:36
نازحون من مدينة غزة باتجاه وسط القطاع (شينخوا)
نازحون من مدينة غزة باتجاه وسط القطاع (شينخوا)

رغم الثغرات والتفاصيل التي بدأت تتسلل إلى المشهد، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بأن ترى خطته لإنهاء حرب غزة النور قريباً، الا أنه أبقى منسوب الضغط مرتفعاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة «حماس» الفلسطينية.

وهدد ترامب أمس بـ «القضاء الكامل» على «حماس» إذا رفضت التخلي عن السلطة، في استجابة لهواجس عبّر عنها نتنياهو، معتبراً أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف إذا كانت الحركة الفلسطينية «ملتزمة حقاً بالسلام» وجادة في تنفيذ الاتفاق الذي حاز موافقة مبدئية من طرفي الصراع وترحيباً عربياً ودولياً واسعاً.

ومع استمرار القصف الإسرائيلي، أكد الرئيس الأميركي أن نتنياهو مستعد لإنهاء القصف على القطاع ودعم الخطة.

من ناحيته، أعلن نتنياهو موافقته على خط الانسحاب الأول للجيش الإسرائيلي وفقاً للخريطة التي نشرها ترامب أمس الاول، للمضي بالمرحلة الأولى من الاتفاق وإطلاق سراح الرهائن، لكنه شدد على احتفاظ قواته بسيطرتها على المناطق الضرورية بغزة.

وهدد نتنياهو باستئناف القتال بشدة بحال لم يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الأحياء والأموات بنهاية مهلة ترامب التي تمتد إلى 72 ساعة، مشدداً على أن إسرائيل ستشارك بنزع سلاح القطاع، ولن تسمح لأي فرد من «حماس» أو السلطة الفلسطينية بحكمه.

وفي محاولة لتهدئة مخاوف التيار اليميني المتشدد الذي هدد بنسف حكومته بحال إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها كاملة، أكد نتنياهو أنه لن ينفذ أي بند بالخطة الرامية لوقف القتال وإعادة تأهيل القطاع المنكوب قبل إطلاق سراح جميع المحتجزين.

في المقابل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن قيادي بارز في «حماس» أن الحركة «حريصة جداً على التوصل لاتفاق لوقف الحرب وبدء فوري لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية».

في هذه الأثناء، رحبت 8 دول عربية وإسلامية بالخطوات التي اتخذتها «حماس» حيال مقترح ترامب، والبدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات التنفيذ ومعالجة جميع جوانب الخطة.

وشدد وزراء خارجية الأردن، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا، والسعودية، وقطر، ومصر في بيان مشترك على استعدادهم لدعم تنفيذ خطة ترامب بهدف «تحقيق وقف شامل ومستدام لإطلاق النار ومعالجة الأوضاع الكارثية بالقطاع، وبما يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ويمهد الطريق أمام تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين». ورحّب الوزراء بـ«إعلان حماس استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارية فلسطينية انتقالية من التكنوقراط المستقلين»، وشددوا على ضرورة توحيد الضفة وغرة تحت قيادة واحدة وعودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة.

في المقابل، توقع وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، أن تكون المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الخطة التي تتضمن مغادرة قادة «حماس» للقطاع ونزع سلاحها صعبة، فيما تستضيف شرم الشيخ المصرية مفاوضات غير مباشرة بين وفد موسع من الحركة برئاسة خليل الحية في أول ظهور له منذ محاولة اغتياله في قطر الشهر الماضي، ووفد إسرائيلي بمشاركة الوسطاء من قطر والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لتهيئة الأوضاع اللوجستية الميدانية لتنفيذ المرحلة الأولى التي تتضمن تبادل الأسرى بالتزامن مع انسحاب تدريجي إسرائيلي لن يشمل رفح، وبيت حانون، ومحور نتساريم.

وفي تفاصيل الخبر:

غداة إعلان الحركة الفلسطينية موافقة مبدئية على المبادرة الأميركية بشأن إنهاء القتال وإعادة تأهيل القطاع المنكوب، رحبت دول عربية وإسلامية بالخطوات التي اتخذتها «حماس» حيال مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين والبدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات التنفيذ.

وفي بيان مشترك أصدره وزراء خارجية الأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر ومصر، أمس، أكدت الدول الـ8 ترحيبها بـ«دعوة ترامب لإسرائيل لوقف القصف فوراً، والبدء في تنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين»، معربين عن «تقديرهم لالتزامه بإرساء السلام في المنطقة».

وأكد الوزراء أن «التطورات تمثّل فرصة حقيقية إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار ولمعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يمرّ بها سكان القطاع» الذي يتعرض لحرب إبادة منذ عامين.

ورحّب البيان بـ«إعلان حماس استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارية فلسطينية انتقالية من التكنوقراط المستقلين».

وأكد «ضرورة البدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات تنفيذ المقترح ومعالجة جميع جوانبه».

وشدد وزراء الخارجية على التزامهم المشترك بـ«دعم الجهود الهادفة إلى تنفيذ بنود المقترح، والعمل على إنهاء الحرب فوراً، والتوصل إلى اتفاق شامل يضمن إيصال كل المساعدات دون قيود، وعدم تهجير الشعب الفلسطيني، وعدم اتخاذ أيّ خطوات تهدّد أمن وسلامة المدنيين، وإطلاق سراح الرهائن، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وتوحيد الضفة الغربية وغزة، والوصول لآلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، بما يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة إعمار غزة، ويمهّد الطريق أمام تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين».

وتزامن ذلك مع تأكيد قيادي بارز في الحركة أن وفدها برئاسة خليل الحية وصل إلى القاهرة لخوض مباحثات غير مباشرة عبر الوساطة المصرية القطرية مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر ووفد إسرائيلي بشأن تمهيد الأوضاع الميدانية لبدء المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب وتبادل المحتجزين.

وأفادت أوساط عبرية رسمية بأن المفاوضات المزمع انطلاقها اليوم في شرم الشيخ ستركز على اعتراضات «حماس» على خريطة انسحاب جيش الاحتلال وجدول تنفيذها، إضافة إلى بحث قوائم المعتقلين الفلسطينيين، الذين تطالب بإطلاقهم ضمن صفقة التبادل.

وطبقاً للمعلومات، فإنّ قضية خطوط الانسحاب هي واحدة من ثلاث قضايا خلافية مركزية بين الطرفين، إذ تضاف إليها قضية نزع سلاح «حماس» إلى جانب التباينات حول ترتيبات ما بعد الحرب.

خريطة وصعوبة

وجاء ذلك بعد ساعات من نشر ترامب رسماً بيانياً يُظهر خط الانسحاب الأولي المقترح، مؤكداً أن وقف إطلاق النار يمكن أن يدخل حيز التنفيذ فوراً، إذا وافقت «حماس» عليه.

وفي وقت كشفت الخريطة أن مدينة رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، إلى جانب مدينة بيت حانون في شمال القطاع، حتى استكمال جميع مراحل الاتفاق، ذكر وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو رداً على سؤال عما إذا كانت تلك الخطوات تعني نهاية الحرب أنه «ليس بعد إذ أنه لايزال هناك بعض العمل الذي يجب القيام به».

وقال روبيو إن «حماس وافقت على اليوم التالي من حيث المبدأ»، مضيفا أنه «بعد مغادرة حماس للقطاع سنحتاج إلى تشكيل إدارة دولية لحكم القطاع».

وأشار إلى أنه «لا يمكن تشكيل هيكل حكم لإدارة القطاع لا يضم الحركة خلال الأيام الثلاثة، التي تنص عليها الخطة لإطلاق سراح الرهائن».

وتوقع أن تكون المفاوضات بشأن المرحلة التالية التي تتضمن نزع السلاح والانسحاب صعبة، لافتاً إلى أنه «سنعرف سريعاً ما إذا كانت حماس جادة أم لا».

نتنياهو وكاتس

على الجهة المقابلة، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى طمأنة حلفائه بالائتلاف اليميني الحاكم بعد أن هدد الوزيران بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير بالاستقالة إذا توقفت الحرب دون تحقيق جميع أهدافها.

وقال نتنياهو إن الجيش سيعيد التمركز، لكنه سيستمر في السيطرة على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية داخل غزة. وشدد على أنه سيجري نزع سلاح «حماس»، وتجريد القطاع من السلاح، إما دبلوماسياً بما يتفق مع الخطة أو عن طريق العمل العسكري.

وتابع أن إسرائيل لن تسمح بسيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع في «اليوم التالي للحرب»، مؤكداً أن الدولة العبرية ستكون «مسؤولة ومشاركة في عملية نزع سلاح القطاع».

وأشار إلى أن «أي ممثل عن حماس أو السلطة لن يكون جزءاً من إدارة غزة»، لافتاً إلى أن حكومته «لن تتقدم نحو أي من البنود في خطة ترامب قبل إطلاق سراح جميع الرهائن»، محذراً من العودة للقتال بدعم كامل من جميع الدول المعنية بحال لم يتم الإفراج عن كل الرهائن بحلول مهلة ترامب.

في موازاة ذلك، اعتبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن «شدة الضغط الذي مارسته إسرائيل على مدينة غزة، وقرار احتلالها، وتدمير المباني متعددة الطوابق، وقوة مناورة الجيش في المدينة أدى إلى نزوح نحو 900 ألف من سكان غزة جنوباً»، وضغط على «حماس» والدول الداعمة لها، وهو ما أدى إلى دفع مبادرة الحسم الأميركية. ميدانياً، دمر جيش الاحتلال جامعة الأزهر في مدينة غزة بالكامل، فيما بدأت عشرات الجرافات المصرية في دخول مناطق شمال النصيرات لإنشاء أكبر مخيمات ومعسكرات مؤقتة لإيواء النازحين.

back to top