العوضي: مسيرة التعاون الخليجي أثمرت إنجازات صحية
• استراتيجية مكافحة المخدرات وتكامل الخدمات أبرز قرارات الاجتماع الوزاري
• «توحيد إجراءات الخدمات الصحية خطوة مهمة لضمان انسياب الكفاءات وتعزيز جودة الأداء»
قال وزير الصحة رئيس الدورة الحالية للجنة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي د. أحمد العوضي، إن مسيرة التعاون الصحي الخليجي تسير بخطوات واثقة مستندة إلى رؤية مشتركة تهدف إلى الارتقاء بالخدمات الصحية وحماية المجتمع الخليجي من مختلف التحديات.
وأضاف العوضي، في كلمة خلال الاجتماع الـ11 للجنة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، الذي استضافته الكويت، اليوم، أن هذا اللقاء يجسد روح التعاون والتكامل الخليجي في المجال الصحي ويعكس الإرادة الجماعية التي تضع الإنسان الخليجي وصحته في صدارة الأولويات.
وأكد أن مسيرة مجلس التعاون أثمرت عبر العقود الماضية إنجازات صحية مشهودة تجلت في التنسيق الفاعل بين اللجان الفنية والمشاريع المشتركة، ما جعل التعاون الصحي الخليجي نموذجاً يحتذى على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن عدداً من القضايا الجوهرية التي تواكب حاجات المواطن الخليجي وتطلعاته من أبرزها الاستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات (2025 - 2026) التي تمثل استجابة جماعية لتحد عابر للحدود يستوجب تكامل الجهود لحماية الشباب وصون مستقبل الأوطان.
الخطة الخليجية
وأضاف أن الاجتماع يناقش أيضاً الخطة الخليجية للصحة العامة (2026 - 2030) التي تشكل خريطة طريق متكاملة ترتكز على الوقاية وتعزز التكامل وتكرّس مفهوم الصحة كأحد أعمدة التنمية المستدامة، فيما يمثل توحيد إجراءات التصنيف والتسجيل للتخصصات الصحية خطوة مهمة لضمان انسياب الكفاءات بين دول المجلس وتعزيز جودة الأداء.
ولفت إلى أن مبادرة المدن الصحية تجسّد فلسفة الصحة في البيئة المعيشية وتدعم التنمية الحضرية السليمة، موضحاً أن التحوّل الرقمي والابتكار الصحي أصبحا ركيزتين أساسيتين في تطوير المنظومات الصحية الخليجية.
منظومة متماسكة
من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في كلمته أن مسيرة المجلس حققت إنجازات رائدة عززت مكانته كمنظومة متماسكة قادرة على تحويل رؤى قادة دوله إلى واقع ملموس يخدم المواطن الخليجي ويرتقي بجودة حياته.
وقال البديوي، إن المنظومة الصحية الخليجية تمكنت من تحقيق قفزات نوعية في تطوير النظم الصحية وتعزيز قدراتها في الوقاية من الأمراض ومكافحتها إلى جانب تحسين جودة الخدمات الطبية وتأهيل الكوادر الوطنية حتى تجاوزت المتوسطين الإقليمي والعالمي في مؤشر الصحة.
وقد أقر وزراء الصحة خلال الاجتماع عدداً من القرارات والمبادرات الهادفة إلى تطوير المنظومة الصحية الخليجية وتعزيز التعاون المشترك بين دول المجلس.
وتضمنت نتائج الاجتماع اعتماد المخرجات الاستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات فيما يخص مكون العلاج والتأهيل إلى جانب إقرار خطة عمل موحدة للجنة وزراء الصحة بدول المجلس للفترة (2026-2030).
كما تمّت الموافقة على البدء بالمرحلة الثانية من إجراءات التصنيف والتسجيل للممارسين الصحيين بدول المجلس وإنجاز متطلبات اللوائح الصحية الدولية، كما تم التأكيد على أهمية تعزيز أعمال اللجنة المشتركة للمدن الصحية وفق الرؤى المستقبلية لدول المجلس إلى جانب إطلاق جائزة مجلس التعاون للتميز الصحي التي تهدف إلى تحفيز الابتكار وجودة الخدمات الصحية.
وشدد الوزراء على ضرورة تبني الابتكار والتحول الرقمي في القطاع الصحي الخليجي وتعزيز التعاون الصحي المشترك مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية إضافة إلى تطوير برامج رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والحد من مسببات الإعاقة.
1.5 % نمو للمستشفيات و2.5% للمراكز الصحية
قال جاسم البديوي، إن أكثر من 204 آلاف مواطن خليجي استفادوا من الخدمات الطبية الحكومية في دول المجلس خارج أوطانهم خلال عام 2023 تنفيذا لمبدأ المساواة في المعاملة.
وذكر البديوي أن من المكتسبات الصحية أيضاً ارتفاع عدد المستشفيات إلى أكثر من 863 مستشفى بمعدل نمو سنوي 1.5 في المئة، فيما بلغ عدد المراكز والمجمعات الصحية أكثر من 3400 مرفق صحي بمعدل نمو سنوي 2.5 في المئة، إضافة إلى تنفيذ برنامج التصنيف الاسترشادي التجريبي على 783 طبيباً وطبيبة من مواطني دول المجلس العاملين خارج دولهم خلال عام 2025 دعماً للكفاءات الوطنية، وتعزيزاً لمنظومة صحية خليجية متكاملة.
مذكرة تعاون صحي بين الكويت والبحرين
وقعت دولة الكويت ومملكة البحرين، اليوم، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي بين البلدين بحضور وزير الصحة الكويتي د. أحمد العوضي، ووزيرة الصحة البحرينية د. جليلة بنت السيد جواد، والسفير البحريني لدى البلاد صلاح المالكي.
وقال الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الصحية الخارجية في وزارة الصحة الكويتية، د. هشام كلندر، في تصريح صحافي، عقب التوقيع إن المذكرة تأتي تجسيداً للعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وتمثل شراكة استراتيجية تساهم في تطوير جودة الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى الرعاية المقدمة للمواطنين، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الصحي الإقليمي.
وأضاف أن الاتفاقية تفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي سواء على مستوى التدريب وتبادل الكفاءات الطبية أو في مجال تطوير البرامج البحثية والتقنية، مؤكداً التزام وزارة الصحة في الكويت بمواصلة الجهود لتعزيز الشراكات الصحية مع الدول الشقيقة والصديقة.
وتهدف المذكرة إلى ترسيخ التعاون بين الجانبين في مختلف مجالات الرعاية الصحية، بما يشمل تبادل الخبرات والمعارف الطبية وبناء القدرات البشرية وتعزيز التغطية الصحية الشاملة إلى جانب دعم البرامج المشتركة في مواجهة التحديات الصحية العالمية، لاسيما في مجالات الأمراض المزمنة والأوبئة والطوارئ الصحية.