الكويت وروسيا... فرصة لتعزيز العلاقات

• العلي: زيارة مرتقبة للأمير إلى موسكو للمشاركة في القمة الروسية - العربية
• وزير الديوان الأميري: البلدان حريصان على مواصلة تنمية علاقاتهما والارتقاء بها

نشر في 29-09-2025
آخر تحديث 28-09-2025 | 20:51

وسط تأكيده أن الكويت وروسيا تجمعهما علاقات تاريخية راسخة، تمتد لأكثر من مئة عام منذ زيارة أول بعثة روسية إلى الكويت عام 1901، كشف وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ حمد العلي أن الزيارة المرتقبة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى موسكو، لحضور القمة الروسية - العربية الأولى، المزمع عقدها 15 أكتوبر المقبل، تشكل فرصة لتعزيز تلك العلاقات بين البلدين الصديقين، فضلاً عن بحث سبل تعزيز التعاون بينهما في كل المجالات، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية وبحث آخر المستجدات.

جاء ذلك خلال حضور العلي أمس الأول حفل «أوركسترا موسكو السيمفوني»، الذي شهده وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، والسفير الروسي لدى الكويت فلاديمير جيلتوف، ضمن فعاليات مهرجان «مواسم موسكو في الكويت» في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

وأكد العلي حرص البلدين على مواصلة تنمية هذه العلاقات والارتقاء بها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

وفي تفاصيل الخبر:

اختتم مهرجان «مواسم موسكو» الثقافي فعالياته في الكويت بحفل مذهل للأوركسترا السيمفونية الحكومية في موسكو بقيادة المايسترو إيفان رودين في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

جاء الحفل بحضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ حمد جابر العلي، ووزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وعدد كبير من الضيوف والدبلوماسيين.

وأكد المطيري أن أمسية «أوركسترا موسكو السيمفوني» تُعد حدثاً يعكس مستوى العلاقات المتميزة التي تجمع بين الكويت وروسيا، وعُمق الروابط التاريخية بين البلدين الصديقين.

وأضاف، في كلمته خلال الحفل، أن الكويت انطلاقاً من توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، تعمل على تعزيز التعاون الثقافي والسياحي مع روسيا الاتحادية.

حوار ثقافي

وتابع المطيري: «مثل هذه الأمسيات تمثل جسراً للتقارب والتواصل بين شعبينا الصديقين، وتعزز الحوار الثقافي القائم على الاحترام المتبادل والتقدير لقِيم الفن والإبداع».

وبيَّن أن تنظيم هذه الفعالية يأتي في إطار سلسلة من البرامج والمبادرات المشتركة، وكان آخرها إقامة الأسبوع الثقافي الكويتي في العاصمة موسكو قبل مدةٍ وجيزة، والذي لاقى تفاعلاً واسعاً، وأسهم في تعريف الجمهور الروسي بالثقافة الكويتية الغنية والمتنوعة.

وأضاف: «اليوم نحتفي بهذه الأمسية، التي تُعد نافذة جديدة للجمهور الكويتي للاطلاع على إبداعات الموسيقى الروسية الأصيلة، بما يرسخ مكانة الكويت كحاضنة للفنون العالمية، ومنصة للتبادل الثقافي الدولي».

روابط الصداقة

وأكد أن «استمرار هذه المبادرات سيعمِّق من روابط الصداقة بين بلدينا، ويمهد لمزيد من التعاون في مجالات الثقافة والفنون والسياحة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويُثري المشهد الثقافي والإنساني على كل المستويات».

وتوجَّه الوزير المطيري بالشكر والتقدير لعمدة موسكو وحكومة موسكو على تعزيز التبادل الثقافي من خلال هذه المبادرات الكبرى بين البلدين الصديقين، وللأخوات والإخوة القائمين على الحفل من الديوان الأميري، ولكل مَنْ ساهم في الإعداد والتنظيم لهذه الأمسية، مُجدداً تطلعه إلى المزيد من الفعاليات التي تعزز مكانة الكويت وروسيا الاتحادية شريكين فاعلين في نشر الثقافة وبناء جسور التواصل بين الشعوب.

من جهته، أعرب سفير روسيا الاتحادية لدى الكويت، فلاديمير جيلتوف، في كلمته، عن سعادته بإقامة الأمسية الموسيقية الكلاسيكية، مؤكداً أنها تعكس التراث العريق للموسيقى الروسية.

وأوضح السفير جيلتوف أن الأمسية يقدمها أمهر الموسيقيين من موسكو عبر أداء متميز لأوركسترا موسكو السيمفونية، مؤكداً أن هذه الأوركسترا تُعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الروسية.

السفير الروسي: علاقاتنا مع الكويت متميزة وأدعو الكويتيين لزيارة بلادنا الزاخرة بالفنون والثقافة

وأضاف أن إقامة هذا الحفل في الكويت تهدف إلى اطلاع الجمهور الكويتي على جوانب من الثقافة الروسية، داعياً أهل الكويت إلى زيارة موسكو، للتعرُّف عن قُرب على ما تزخر به من فنون ومعالم ثقافية، مؤكداً تميُّز العلاقات الروسية - الكويتية، وتقدُّمها المستمر على مختلف المستويات.

وتضمَّن برنامج الحفل عزف أعمال موسيقية عالمية: مثل شهرزاد لريمسكي- كورساكوف، وطائر النار لسترافينسكي، وكسارة البندق لتشايكوفسكي، مع عزف النشيدين الوطنيين للكويت وروسيا قبل البداية.

كما قدَّمت إحدى عضوات الأوركسترا عازفة البيانو، تاتيانا سوخاريفا، درساً مفتوحاً للماجستير لطلاب كلية التربية الأساسية في منصة الفن المعاصر بالكويت في اليوم التالي للحفل، لمزيد من التواصل الثقافي في الشباب بالكويت.

مواسم موسكو

وكان مجمع الأفنيوز قد شهد الافتتاح الكبير لمهرجان «مواسم موسكو»، ليقدِّم أشهر الفعاليات الثقافية للعاصمة الروسية لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط، من 25 إلى 27 الجاري، حيث تمكَّن زوار المجمع من الانغماس في التراث الثقافي الغني لموسكو، واستكشاف معالمها الحديثة، والاستمتاع بالضيافة الدافئة. وتضمَّن المهرجان معرضاً ثقافياً، ومنطقة تصوير «حكاية شتاء موسكو»، حيث تمكَّن الزوار من كتابة أُمنياتهم الشتوية، واستكشاف سحر موسكو الموسمي. كما قدَّمت فرقتا BALALAIKES وVSELENA FOLK عروضاً مباشرة تمزج بين التقاليد الموسيقية الروسية والفولكلور الحديث، والتي استمتع بها زوار المهرجان.

بدوره، قال نائب رئيس لجنة السياحة في موسكو، بولات نورموخانوف: «نحن سعداء بافتتاح جناح موسكو اليوم كجزء من مهرجان (مواسم موسكو في الكويت). ندعو ضيوفنا الكويتيين لتجربة روح موسكو، خصوصاً في الشتاء»، مضيفاً أنه من خلال إطلاق هذا المهرجان تتخذ موسكو والكويت خطوة جديدة لتعزيز التعاون الثقافي وتبادل الخبرات السياحية بين البلدين.

وذكر أن موسكو تُعد عاصمة ثقافية تضم أكثر من 450 متحفاً، و200 مسرح، إضافة إلى برامج غنية من المهرجانات، وعروض الأفلام، والمبادرات الفنية. وتتعايش معالم، مثل: مسرح البولشوي وغاليري تريتياكوف، مع أماكن تجريبية ومساحات للفن الشارعي.

ولفت إلى أن موسكو هي المدينة الكبرى الوحيدة التي تستضيف مهرجانات تمتد 100 يوم، تشمل المهرجانات الحضرية الكبرى، مثل: الصيف في موسكو، والشتاء في موسكو حوالي 1000 فعالية، معظمها مجاني للحضور. وخلال هذه المهرجانات، تتحوَّل الشوارع إلى أجنحة إبداعية، وزينة ملونة، وأسواق مفتوحة نابضة بالحياة، كما تستضيف المدينة أحداثاً عالمية، من مهرجان موسكو السينمائي الدولي إلى قمم بريكس.

back to top