علّمونا سر عظمتكم

نشر في 28-09-2025
آخر تحديث 27-09-2025 | 19:41
 حسن العيسى

أكرمونا يا معالي الوزراء بصورة حقيقية، صورة واحدة فقط لمشروع نراه، نلمسه، نستفيد منه، يكون واجهة حضارية للكويت، ولو كانت مجرد ديكور للكاميرا. صراحة، زهقنا من صوركم اليومية في جرائد «أم أحمد العجافة»، تلك التي تُوزَّع فيها الابتسامات كما لو أنها إعلانات أفلام مملّة لا تملك غير بطل واحد ومنتج واحد ومخرج واحد وكاتب سيناريو واحد: جنابكم العالي.

أنتم الدولة، والدولة أنتم. توقّعون العقود، تحيلون المشاريع، وتعيدونها إلى اللجان «المختصة» لمزيد من الدراسة، بينما أم أحمد جاهزة للتطبيل، تشيل الطبل على كتفها وتدقّه حسب الطلب، حسب المصلحة، حسب الرغبة.

مجلسكم المبجّل لا يهشّ ولا ينش. مجرد «ترزز» لصور من أجل الهيبة واستعراض الإنجازات الوهمية. الواقع جامد، الوقت متوقف، ونحن لا نعلم أين وصلتم. يا وزير المالية، يا وزير الأشغال، يا أيها المختصون العظام: أين مطار الكويت الجديد؟ هل صار فعلاً «بيض صعو»؟ نسمع به ولا نراه. خطأ مقاول؟ خطأ إشراف؟ خطأ تخطيط؟ نفس الأسطوانة المعتادة، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية، وكأن المطار سيُبنى يوماً بالبركة و»إن حبتك عيني ما ضامك الدهر».

يا أصحاب «البخاصة»... بخاصة على ماذا؟ غير أنواع البشوت والغتر المنسوفة للأعلى، وكأنها تخفي تحتها عبقريات تصلح لإدارة الكون. لكن ما وراء اللقطة والصورة؟ لا شيء. نبيع النفط، نوزع الرواتب، نسيّر دوريات، نُعلن عن القبض على عصابة خمر... ونكرر ذات الأخبار وكأننا «كاسيت» قديم لا يُغيّر.

يا سادة، نحن لا نملك إجابة منكم، لكن نملك ذاكرة. كم مضى منذ سمعنا آخر نداء في مطار الكويت يقول: «تعلن الخطوط الجوية البريطانية عن قيام طائرة رقم... المتجهة إلى لندن»؟، أو «وصلت الآن رحلة لوفتهانزا القادمة من فرانكفورت أو باريس»؟ الخطوط العالمية كلها انسحبت، هربت من ديرتنا، بينما نحن نرفع شعار «ترا إحنا ما نتغير، ويا رب لا تغير علينا».

قولوا لنا يا أصحاب المعالي، ما السرّ الذي تخفونه؟ ما السر الذي يجعل قطر والرياض ودبي وأبوظبي ومسقط، عواصم العالم الجوية، بينما الكويت صارت خارج الخريطة؟ ما السر الذي يملأ جرائد أم أحمد العجافة بصوركم، ولا يملأ أرض الواقع إلا بالوعود المؤجلة؟

علّمونا بسرّ عظمتكم... حتى نرتاح من كثرة الصور!

back to top