الكرد في ألمانيا

نشر في 28-09-2025
آخر تحديث 27-09-2025 | 18:34
 خليل علي حيدر

اللغة الكردية كالفارسية من مجموعة اللغات الهندو أوروبية، ويقول الباحث الكردي العراقي مظفر بشير إن للكردية كذلك عدة لهجات، أشهرها لهجتان هي كرمانجي الشمال والغرب kormanji، ويتكلم بها أكراد تركيا وسورية وشمال العراق، وكرمانجي الجنوب، وتسمى أيضا سوراني sorani، ويتكلم بها أكراد إيران وشرق العراق.

ثم يضيف الأستاذ بشير أن المستشرقين أول من درس اللغة الكردية، وخاصة ماكاروس الأميركي عام 1958، ومكنزي من أوكسفورد عام 1961. وقد وضع أحد المستشرقين الروس قاموسا كرديا - روسيا يحوي ثلاثين ألف كلمة.

ويشير الباحث الكردي جليل جليلي الى كتاب هوية الحميدية في اللغة الكردية الصادر عام 1892، وهو لا يحوي الكلمات فحسب، بل وكذلك قواعد اللغة الكردية.

وهناك القاموس الكردي - العربي الذي وصفه محمد عبدالهادي وحجي محمد فوزي وآخرون.

ومن المسائل التي يشير إليها نفس كتاب نهضة الأكراد الثقافية، للباحث جليل جليلي، أصل الأكراد، إذ يسلط الأضواء على الاختلاف بين الباحثين الألمان وغيرهم حول الأصل الآري للأكراد (انظر: نهضة الأكراد، جليل جليلي، بيروت 1986، وكذلك مجلة المعرفة، نوفمبر 2004).

وقد تأثر الكرد بطبيعة وجمال مناطقهم الجبلية، وانعكس ذلك في شعرهم وأدبهم.

يقول بشير إن أحد الشعراء الكرد جعل حبيبته جزءا من هذه الطبيعة!

فهو يقول على لسانها:

«أنا زهرة بريّة عليها شعاع الشمس والندى

إن لم تقترب منها فستبعد عنك الى المدى

إن لم تسقها ماء للحب ستجف جذورها

ولا تتفتح ولا يفوح عبيرها

أنا زهرة الجبال القصية

أيها الفتى المحب للزهور لن تجد أجمل منّي

تعال واقطفني

واذهب بي حيث شئت، فإني سأبهجك».

وهي أبيات من قصيدة جميلة، وفيما يبدو لم تستطيع قيود وحدود اللغة في الترجمة أن تحجب إيحاءاتها وإثارتها.

ولكن المجتمع الكردي يظل عشائريا ذكوريا، وتقول بعض أمثال الأكراد «لا تنظر الى المرأة، بل انظر على أقربائها، اختر الخال ثم أصحب المرأة الى المنزل».

ولكن المرأة الكردية - يقول الباحث مظفر بشير - أكثر تحررا من زميلاتها في المجتمعات الإسلامية، فهي تترك وجهها بلا نقاب، على الرغم من تغطية رأسها.

ولكن في دراسة عن الأكراد في ألمانيا، وبخاصة النساء، توصلت الى أن أكثر من نصف التركيات المهاجرات الى ألمانيا وُلدن في المدن مقابل غالبية عظمى من الكرديات المولودات في القرى، مع حرص الكرد على القبيلة التي ينتمون اليها، وذكرت غالبية الكرديات أنهن متزوجات من القبيلة نفسها، ولا نجد هذا الوضع لدى نساء تركيا.

وفي حين تعتنق الغالبية العظمى من التركيات في ألمانيا مذهب أهل السنّة والجماعة، فإن نحو 58 بالمئة من الكرديات هناك من أتباع «الفرقة العلوية»، وفي حين ذكرت 66 بالمئة من الكرديات أنهن لن يلتحقن بالمدرسة، كانت نسبة التركيات 44 بالمئة، واتضح أن التركية تتأخر في الزواج عاما واحدا، مقارنة بالكردية، كما اتضح كذلك أن ارتباط المرأة الكردية بأسرتها أقوى من نظيرتها التركية، ولذلك انخفضت نسبة المطلقات بين الكرديات، وفي حين تحتك التركية بالمجتمع الألماني، تفضّل الكردية البعد عن هذا المجتمع، والاقتصار على المعارف والأهل من الأكراد.

إن الكردي في الغربة، فيما أعتقد، كما وصفته إحدى الأمهات المهاجرات ابنها بأنه كردي في البيت، تركي في الشارع، ألماني في المدرسة (مجلة المعرفة - نوفمبر 2004).

ومع الوقت برز في أوروبا طلاب أكراد ومهاجرون عمّال في ألمانيا خاصة.

تقول الباحثة الألمانية أندريا شايدت، في حديثها عن الوجود الكردي في أوروبا، انه بدأ منذ عام 1895 في الدول الإسكندنافية، ثم فرنسا وإيطاليا والنمسا.

وتضيف شايدت أن المعلومات عن هؤلاء الطلبة قليلة للغاية، لا تزيد على كونهم هربوا من الدولة العثمانية التي كانوا ناقمين عليها، وأنهم كانوا يؤكدون هويتهم الكردية.

كما أسس الطلاب في لوزان/ سويسرا عام 1913 فرعا لرابطة طلابية كردية مقرها الرئيسي في إسطنبول.

وعن هجرة العمال الى أوروبا، تقول «في نهاية الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا وغيرها قد فقدت ملايين الرجال في المعارك التي جرت في الاتحاد السوفياتي وفي إفريقيا، وبفضل مشروع مارشال وغيره، استطاعت هذه الدول أن تحقق انتعاشا اقتصاديا كبيرا، وظهر عجز كبير في الأيدي العاملة، فلجأت دول وسط أوروبا الى جلب العمال من دول جنوب القارة، من إيطاليا وإسبانيا واليونان، ولكن أغلب العمال الأجانب في المانيا مثلا كانوا من تركيا، وكان هناك إقبال من العمال من تركيا، وبينهم الكثير من الأكراد على القدوم بسبب ارتفاع نسب البطالة في بلادهم، وانخفاض المستوى المعيشي، ووقوع الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل. (مجلة المعرفة - نوفمبر 2004).

back to top