تتصدر الكويت المشهد السياحي في عام 2025 بإنجازات نوعية ومشاريع وطنية مبتكرة تعزز مكانتها كوجهة ثقافية وعائلية رائدة، في وقت يشهد فيه الخليج والعالم زخماً سياحياً وتوجهاً واضحاً نحو الابتكار والاستدامة.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، في تصريح لـ «كونا» أن الكويت تمتلك مقومات سياحية جيدة تؤهلها لتكون وجهة مميزة على خريطة السياحة الإقليمية، مبينا أن التجربة السياحية في البلاد تتطور بخطوات مدروسة تجمع بين الأصالة والحداثة.
ولفت المطيري إلى أن تزكية دولة الكويت لرئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة في الاجتماع الـ51 للجنة في العاصمة القطرية (الدوحة) في فبراير الماضي تؤكد أن الكويت محط ثقة في العمل على تطوير وتنمية القطاع السياحي، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر واعدة في هذا القطاع.
وقال «نعمل وفق توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله على تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية».
وأضاف أن «ذلك يواكب تطلعات الزوار والمواطنين والمقيمين مع إبراز الهوية الثقافية والتراثية للكويت التي تشكل ركيزة أساسية للتجربة السياحية»، مؤكداً الحرص على تنويع الأنشطة الترفيهية والفعاليات الثقافية والرياضية، بما يعكس مكانة الكويت كمركز حضاري وإنساني في المنطقة.وذكر أن إطلاق منصة مشروع (فيزت كويت) في نوفمبر المقبل يعد خطوة مهمة لتعزيز تسهيل جذب الزوار من خلال خدمات إلكترونية متكاملة تمنحهم تجربة مميزة بالتعاون مع القطاع الخاص في مجالات الضيافة الفندقية والمطاعم والمواصلات والترفيه والرياضة، كما تمنح المستثمرين من داخل البلاد وخارجها منصة موحدة للتواصل والتسويق خاصة مع استخدام احدث التقنيات الرقمية من خلال المساعد الذكي (راشد).
وأوضح الوزير المطيري أن «مستقبل السياحة في الكويت واعد بشكل جيد، فلدينا خطط واضحة لجذب الاستثمارات السياحية وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص إلى جانب تعزيز السياحة الداخلية وتوفير بيئة جاذبة للأسرة والشباب».
وقال «إننا نؤمن بأن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي بل هي جسر للتواصل الثقافي والتعريف، بما تتميز به الكويت من قيم إنسانية وتاريخية كما أنها رافد اقتصادي مهم وكبير».
وكانت الكويت رسخت حضورها على خريطة القرار السياحي العالمي بفوزها للمرة الأولى في تاريخها برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ما يعكس ثقة دول المنطقة في دورها المتنامي ويجعلها شريكا رئيسيا في صياغة مستقبل السياحة وتطويرها.
ففي فبراير الماضي زكى الاجتماع الـ51 للجنة في العاصمة القطرية (الدوحة) الوزير المطيري رئيسا للجنة، وشدد في كلمته على ضرورة وضع خطط ومبادرات مبتكرة لتعزيز المنظومة السياحية وتعزيز السياحة البينية بين الدول الأعضاء.
وتشغل الكويت، وهي عضو مؤسس في المنظمة، رئاسة اللجنة لمدة عامين قابلة للتجديد ستضع خلالها سياسات السياحة للمنطقة، وهو ما ستترتب عليه توصيات دولية تعرض على الأقاليم الأخرى (وهي 5 أقاليم إلى جانب منطقة الشرق الأوسط) في المجلس التنفيذي وفي الجمعية العامة للمنظمة.
وتشهد الكويت منذ مطلع العام الحالي نهضة متجددة في قطاع السياحة تجمع بين عمق الهوية الكويتية والانفتاح على التجارب الحديثة في ظل جهود حكومية رشيدة لتعزيز مكانة البلاد كوجهة ثقافية وعائلية على مستوى الخليج، حيث شهدت زخما خاصا في الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية.
ويأتي إطلاق منصة (فيزت كويت) في نوفمبر المقبل لتعزيز صورة الكويت السياحية، وفتح آفاق مستقبلية واعدة، كما ستكون نافذة موحدة تعكس روح الضيافة الكويتية وتجمع تحت مظلتها الفعاليات الحكومية والخاصة.
وعلى صعيد المنطقة فإن دول الخليج العربي تشهد هي أيضا نهضة سياحية نوعية وزخما متزايدا، حيث افتتحت (السياحة العالمية) مكتبها الإقليمي في الشرق الأوسط في العاصمة السعودية الرياض في مايو 2021، لتعزيز السياحة المستدامة في المنطقة وتنمية قدرات القطاع وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.
وقد استضافت مدينة الرياض احتفالات يوم السياحة العالمي في عام 2023 تحت شعار (السياحة والاستثمار الأخضر).
كما احتضنت الرياض هذا الشهر أول ورشة عمل إقليمية حول السياحة الاستشفائية في الشرق الأوسط في المكتب الإقليمي للمنظمة، بمشاركة أكثر من 30 ممثلا عن الدول الأعضاء من منطقة الشرق الأوسط لاستكشاف الإمكانات المتنامية للسياحة الاستشفائية كمحرك للنمو الاقتصادي وتنويع السياحة والاستدامة في الشرق الأوسط.
وأعلنت المنظمة يوم الأربعاء الماضي إطلاق (مرصد قانون السياحة) لمنطقة الشرق الأوسط بهدف دعم وتطوير وتوحيد الأطر القانونية والتنظيمية الخاصة بالسياحة في دول المنطقة، مشيرة إلى أن المرصد ومقره المكتب الإقليمي في السعودية سيتولى إصدار منشورات وتوصيات إلى جانب تنظيم مؤتمرات وندوات تعنى بموضوعات محورية ذات اهتمام خاص.وتوجت الجهود الخليجية في القطاع في عام 2025 بتغييرات على مستوى القيادة العالمية للمنظمة حيث تستعد رائدة الأعمال الإماراتية شيخة النويس لتولي منصب الأمين العام في مطلع 2026، لتكون أول امرأة تقود المنظمة منذ تأسيسها قبل خمسين عاما خلفا للجورجي زوراب بولوليكاشفيلي الذي يختتم ولايته هذا العام.
ويترافق ذلك كله مع نمو في عدد السياح الدوليين الذين زاروا منطقة الشرق الأوسط في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من 2019، أي قبل جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وتشير أحدث بيانات المنظمة إلى نمو في عدد الوافدين الدوليين بنسبة 29 في المئة مقارنة بمستويات عام 2019، لافتة إلى ان قطر سجلت زيادة بنسبة 150 في المئة مقارنة بمستويات 2019، وسجلت البحرين نمواً بـ 75 في المئة، والسعودية بـ 53 في المئة، والأردن بنسبة 34 في المئة، وعمان بنسبة 9 في المئة.
وتشير البيانات إلى أن مصر حققت نتائج قوية أيضا بنمو قدره 40 في المئة في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بعام 2019، لافتة إلى أن الشرق الأوسط أول منطقة في العالم تتجاوز فيها أرقام السياحة معدلات ما قبل الجائحة، وذلك في 2023، مما يعكس تعافيه القوي وريادته المتنامية في قطاعات السياحة المبتكرة.