بالعربي المشرمح: المعارض والمعترض!!

نشر في 13-01-2023
آخر تحديث 12-01-2023 | 19:46
 محمد الرويحل

في عالم السياسة هناك فريقان، لكل منهما أفكاره وبرامجه التي يؤمن بها، ويتنافسان على تحقيقها من خلال عملهما السياسي وفقاً للقانون والدستور، لذلك نرى وجود معارضة لمن يعتلي منهم السلطة وفقا لتلك الأفكار والبرامج والمصلحة العليا للوطن.

أما في عالم العبث والفوضى والمصالح الشخصية فلا أفكار ولا برامج، بل خصومة ومصالح دون أي اكتراث لمصالح العباد والبلاد، وهو الأمر الذي نعيشه منذ سنوات، فلم نعد نعرف المعارض من المعترض، ولا يمكن أن نصف المعترض بالمعارض لأننا بهذا الوصف نصف أنفسنا بالجهل السياسي وعدم إدراكنا مفهوم العمل السياسي الرزين المعروف في علم السياسة.

منذ 2009 ونحن نفتقد المعارضة المخلصة التي تعارض الحكومة مع إخلاصها للنظام الدستوري، فنتج عن هذا حالة عبث سياسي جعل المجتمع يعدّ كل من اعترض معارضاً وطنيا، حتى إن كان اعتراضه وفقا لأجندة أو هدف مصلحي خاص، لذلك نتجت حالة مجتمعية لدى الكثير من الشعب تصف كل معترض بأنه معارض سياسي، وهو أمر بعيد عن واقع العمل السياسي الذي يعتمد على المناورة وكسب المزيد من المطالب التي من شأنها نفع البلاد والعباد والمرونة في التعامل مع الطرف الآخر، دون تأجيج وتكسب انتخابي، فالعمل السياسي يختلف عن العمل الانتخابي، والمعارض الرزين لا يخلط الأوراق لتضليل ناخبيه، ولا يكون سببا في حالة الفوضى السياسية والعبث السائد.

يعني بالعربي المشرمح:

من الخطأ أن نقول إن ما نراه من بعض ساستنا هو عمل سياسي متزن، ولا يمكن أن نصف بعضهم بالمعارضة السياسية لمجرد اعتراضهم على الحكومة في مسائل انتخابية دون التفاتهم للقضايا المهمة كالتعليم والصحة والإسكان والتوظيف وغيرها من القضايا العالقة منذ عقود، كذلك لا برنامج لما نصفهم بالمعارضة ولا رؤية، فكل ما يقومون به هو الاعتراض على ما يعترض عليه الجمهور أو أصحاب النفوذ والمال، الأمر الذي نحتاج معه لإعادة النظر في ساستنا حتى نستطيع وصفهم بالمعارضة الوطنية لا مجموعة معترضين.

back to top