إيران تجرّب تخصيب اليورانيوم بالليزر

عقب تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الذي أكد أن إيران ما زالت قادرة على تطوير برنامجها النووي، كشف مصدر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن إيران نجحت بتجربة تكنولوجيا جديدة وسريعة لتخصيب اليورانيوم باستخدام أشعة الليزر، وهي تقنية كان قد توصل إليها خبراء أستراليون قبل بضع سنوات.

وأشار المصدر إلى أن الجهاز الذي ابتكره الخبراء الأستراليون، والمعروف باسم «SILEX» اختصاراً لـ Separation of Isotopes by Laser Excitation أي «فصل النظائر بواسطة الإثارة بالليزر»، كان قادراً على تخصيب اليورانيوم بسرعة تفوق أجهزة الطرد المركزي الحديثة بـ 16 مرة، غير أن الخبراء الإيرانيين تمكنوا من تطويره ليصبح أسرع بـ 32 مرة مقارنة بالأجهزة التقليدية الحديثة.

ووفقاً للمصدر، فإن هذه التقنية أقل كلفة ولا تتطلب تبريداً قوياً كما هو الحال في الأجهزة غير المعتمدة على الليزر، فضلاً عن أنها لا تحتاج إلى مساحات تخزين واسعة، إذ يمكن أن يقتصر مجمع التخصيب على قاعة لا تتجاوز مساحتها 25 متراً مربعاً، مع إمكانية تحصينها بالرصاص والإسمنت والفولاذ. كما أنها تنتج «يورانيوم» مخصباً بدرجة نقاء تصل إلى 50 في المئة، وبجودة عالية، دون أن ينتج عن عمليات التخصيب أي هدر إشعاعي.

وأوضح المصدر أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية كانت تنتج «يورانيوم» بدرجة نقاء وجودة منخفضة، مع انبعاث كميات عالية من الإشعاعات، وهو ما دفع روسيا إلى عدم استخدام اليورانيوم الإيراني المخصب في محطة بوشهر النووية التي يديرها الخبراء الروس. بل كانوا يرسلون اليورانيوم إلى روسيا لتصفيته وتنقيته، ثم يعاد إلى «بوشهر» على شكل قضبان صالحة للاستخدام.

وأكد المصدر أنه تم إرسال عينات من اليورانيوم المخصب بالليزر إلى روسيا لفحصها، وتوصلت النتائج إلى أن جودته تفوق جودة اليورانيوم المصفى في روسيا، وقد أعربت موسكو عن اهتمامها بشراء كميات منه.

على صعيد آخر، كشف المصدر أن إيران تعمل على تطوير أنظمة رادار كوانتوم يستخدم الليزر لرصد الطائرات الشبحية، لكن هذه الأنظمة قادرة على تغطية شعاع يصل الى 100 كيلومتر بينما هي بحاجة الى تغطية مساحات تبعد أكثر من 800 كيلومتر. ووفق المصدر تدرس إيران إمكانية استخدام مسيّرات قادرة على حمل رادارات لحل هذه الثغرة، كذلك تعكف على إنتاج جهاز ليزر بلازما صغير يمكن تركيبه على المسيرات لاستهداف الطائرات والمسيرات المعادية بالليزر وهو ما يحتاج الى استخدام يورانيوم عالي التخصيب وقد بات بإمكانها استخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب فوق 60 في المئة بعد وقف تعاونها مع الوكالة الذرية.