نتنياهو يتجاهل «خطة غزة» وعباس لتوسيع «الاعترافات»

• ويتكوف: مقترح ترامب يضم 21 نقطة... وانفراجة خلال أيام

نشر في 26-09-2025
آخر تحديث 25-09-2025 | 20:26
نازحون من مدينة غزة باتجاه وسط القطاع أمس (رويترز)
نازحون من مدينة غزة باتجاه وسط القطاع أمس (رويترز)
تجنّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحه خطة سلام لوقف القتال في غزة، وسلك طريقاً جوياً مطولاً لتفادي الأجواء الأوروبية في طريقه للقاء الأخير على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين شنّت مقاتلات إسرائيلية 170 غارة بغزة.

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه يعتزم مناقشة «ضرورة استكمال أهداف الحرب في غزة» مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متجاهلاً بذلك التصريحات العلنية التي أطلقها الأخير بشأن طرحه لخطة تتضمن وقفاً فورياً للقتال بالقطاع الفلسطيني المنكوب، عقب اجتماعه مع ممثلي 8 دول عربية وإسلامية في نيويورك أمس الأول.

وقال نتنياهو، قبيل مغادرته مطار بن غوريون متوجهاً إلى الولايات المتحدة، أمس، إنه سيلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن للمرة الرابعة، موضحاً: «سأبحث معه الفرص الكبيرة التي أوجدتها انتصاراتنا، كذلك حاجتنا إلى استكمال أهداف الحرب: إعادة رهائننا جميعاً، وهزيمة حماس، وتوسيع دائرة السلام التي انفتحت أمامنا».

وشدد على أنه سيندد بالدول الأوروبية والغربية التي اعترفت بدولة فلسطين ضمن «مؤتمر حل الدولتين» الذي تقوده السعودية وفرنسا، مضيفاً «في الجمعية العامة سأتحدث عن حقيقتنا، حقيقة مواطني إسرائيل، حقيقة جنودنا، وحقيقة أمتنا».

وتابع: «سأدين هؤلاء القادة الذين عوضاً عن إدانة المجرمين. يريدون منحهم دولة في قلب إسرائيل. هذا لن يحصل».

في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن طائرة نتنياهو غيّرت مسارها بحيث امتنعت عن التحليق في الأجواء الأوروبية، لتفادي احتمال تعرضه للاعتقال بموجب المذكرة التي أصدرتها المحكمة الدولية.

21 نقطة

وأتى ذلك غداة قول المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إن الولايات المتحدة عرضت «خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط وغزة مؤلفة من 21 نقطة» خلال اجتماع ترامب وقادة الدول العربية والإسلامية.

وقال ويتكوف: «لدينا أمل، ويمكنني القول إننا واثقون بأننا سنتمكَّن في الأيام المقبلة من إعلان اختراق ما»، موضحاً أن الخطة «تعالج هواجس إسرائيل، كذلك هواجس كل الجيران في المنطقة».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصدرين أن ما تم طرحه على قادة الدول العربية والإسلامية خلال قمة ترامب يعد أول مقترح أميركي بشأن إنهاء الحرب وإدارة فترة ما بعد «حماس».

رئيس الوزراء الإسرائيلي المطلوب «للعدالة» يتجنب الأجواء الأوروبية لتفادي اعتقاله

وقال مصدران للموقع، إن ترامب أبلغ الزعماء أن الحرب يجب أن تنتهي بشكل عاجل، مشيراً إلى أنه يقدم الخطة لأن كل يوم تستمر فيه الحرب، تصبح إسرائيل أكثر عزلة.

وذكر «أكسيوس» أن المبادئ الرئيسية للخطة هي، إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، ووقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من كل أنحاء غزة.

وفيما يتعلق بخطة ما بعد الحرب تتضمن آلية حكم بدون «حماس»، قوة أمنية تضم فلسطينيين إضافة إلى جنود من دول عربية وإسلامية، وتمويل من الدول العربية والإسلامية للإدارة الجديدة ولإعادة إعمار القطاع، وبعض التدخلات من جانب السلطة الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن ترامب طلب من القادة العرب والمسلمين دعم هذه المبادئ والتزامهم بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب، وتعهّد بأنه لن يسمح بضم أجزاء من الضفة.

إطلالة عباس

وبحسب المعلومات وضع ممثلو الدول الـ8 الذين استضافهم ترامب، وهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الاندونيسي برابوو سوبيانتو ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير خارجية السعودية فصل بن فرحان ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، عدة شروط لقبول خطته. وتضمنت الشروط منع إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.

في غضون ذلك، ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الإنترنت بعد رفض واشنطن منحه تأشيرة لحضورها.

وشدد عباس على أن ممارسات «حماس» لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله من أجل الحرية والكرامة.

وأكد أن على «حماس» وغيرها من الفصائل تسليم سلاحها للسلطة الوطنية لأننا «لا نريد دولة مسلحة»، مشيراً إلى أن الحركة لن يكون له دور في مستقبل القطاع.

وأشار إلى تطلعه لدولة فلسطينية عصرية تلتزم بالقانون الدولي، داعياً جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى فعل ذلك.

وحذر من تزايد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والإبادة في غزة، مؤكداً أن العدالة لن تتحقق ما لم ينته الاحتلال.

ولفت إلى استعداده للعمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق السلام ودعم إصلاح السلطة.

وجاء ذلك في وقت أوصت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفرض عقوبات شخصية على قيادات السلطة المتمركزة في رام الله، تشمل تقييد حرية حركتهم داخل الضفة وعبر معبر الكرامة مع الأردن على خلفية تحركهم باتجاه «حل الدولتين».

واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن مظهر عباس الذي وضع دبوساً على شكل مفتاح، رمز عودة المهجرين لمنازلهم، أثناء خطابه على هامش اجتماع بالجمعية العامة بأنه إيحاء يدل على رغبته في «طوفان جديد» لتدمير الدولة العبرية.

مساندة

وجاء ذلك في وقت أعلنت كل من إيطاليا وإسبانيا إرسال سفن تابعة للبحرية من أجل مرافقة أسطول الصمود العالمي الساعي لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع المنكوب، وذلك بعد تعرضه لهجوم بطائرات مسيّرة في المياه الدولية قرب اليونان.

ورغم ذلك، رأت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني، أن الأسطول البحري الإنساني «خطير وغير مسؤول».

وأشارت إلى أنها لا تضمن سلامة مواطني بلدها إذا دخلوا مياهاً إقليمية لدولة أخرى، في وقت أفيد بأن قادة الوفد الإيطالي المشاركين في الأسطول الدولي رفضوا تسليم المساعدات إلى قبرص وتوزيعها عن طريق الكنيسة الكاثوليكية في غزة.

وذكرت أن روما تنوي دعم بعض مقترحات المفوضية الأوروبية لفرض عقوبات على إسرائيل، لكنها شددت على أن «حماس» هي من بدأت القتال.

غارات وتوغل

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شنّ 170 غارة على عموم القطاع، واعترض صاروخاً فوق بلدات غلاف غزة.

وأفاد الجيش بمقتل جندي برصاص قناص بشمال القطاع، في حين دخلت دباباته إلى حي تل الهوا وهو آخر المناطق التي لاتزال تعج بالنازحين في مدينة غزة مع تواصل حركة النزوح منها.

وبينما أفيد بمقتل 95 فلسطينياً وإصابة المئات جرّاء الغارات الجوية والقصف على القطاع، قُتل فلسطينيان برصاص إسرائيلي، بعد محاصرتهما في منزل ببلدة طمون جنوب شرقي طوباس بالضفة الغربية، حيث واصلت سلطات الاحتلال إغلاق معبر الكرامة بين المنطقة الفلسطينية والأردن.

back to top