ممثل الأمير: شعوب الخليج لا تعرف المستحيل
• سموه أكد في كلمته أمام الدورة الـ 80 للأمم المتحدة أن مجلس التعاون ركيزة للاستقرار بالمنطقة
• على إيران احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الخاصة
• الكويت بفضل عزيمة أبنائها الأوفياء ماضية بخطى ثابتة نحو المستقبل
• دور فاعل في بلادنا للمرأة والشباب بمساهماتهم القيمة في مسيرة التنمية بكل المجالات
• نأمل تضميد جراح ذوي الأسرى والمفقودين الذين لا تزال أفئدتهم تعتصر ألماً لغيابهم
• إصلاح مجلس الأمن يجب أن يتصدر سلم الأولويات بترسيخ العدالة والشفافية والمصداقية
• ندعو العراق للالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبدالله
• «رؤية 2035» تهدف إلى ترسيخ الكويت مركزاً مالياً وتجارياً وثقافياً رائداً بالمنطقة
• ملتزمون بدعم مسيرة التنمية العالمية وتقديم المساعدات الإنسانية إلى شتى بقاع العالم
• العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر انتهاك صارخ للقوانين الدولية
• الأمم المتحدة عاجزة عن التعامل مع التحديات السياسية والأمنية والمناخية والإنسانية
قال ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إن مجلس التعاون الخليجي أثبت عبر الزمن أنه ركيزة أساسية للاستقرار والازدهار في منطقتنا، مؤكداً أن «شعوب الخليج لا تعرف المستحيل، وستبحر في خضم أمواج المستقبل بعزيمة لا تلين مؤمنين قولاً وفعلاً بوحدة المصير».
وحذر سموه في كلمة الكويت أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة في مدينة نيويورك من أن «التصعيد العسكري في المنطقة خطير، وينذر بتوسيع رقعة النزاع».
وأكد سموه التزام الكويت باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله وبروتوكول المبادلة الأمني المبرم مع العراق منذ عام 2009، مجدداً التزامها بتصحيح مسار العملية التفاوضية لترسيم الحدود البحرية مع العراق لما بعد العلامة 162، داعياً في الوقت ذاته بغداد إلى احترام ما نصت عليه هذه الاتفاقيات والتفاهمات النافذة.
وأضاف أن قضية الأسرى والمفقودين الكويتيين تتطلب توافر النوايا الصادقة والإرادة الصلبة لمعالجتها على النحو الأمثل بمتابعة حثيثة من مجلس الأمن، مستطرداً: «نأمل في تضميد جراح ذوي الأسرى والمفقودين الذين لا تزال أفئدتهم تعتصر ألماً لغيابهم، وقلوبهم تمتلئ أملاً بدفن رفات أحبتهم على أرض الوطن».
أي تهديد أو عدوان تتعرض له دولة عضوة في «التعاون الخليجي» يمثل تهديداً وعدواناً مباشراً على جميع دول المجلس
وفي حين أشار سموه إلى عجز الأمم المتحدة عن التعامل مع التحديات السياسية والأمنية والمناخية والإنسانية والصحية، طالب بإصلاح المنظمة، وعلى رأسها جهاز مجلس الأمن، لترسيخ مبادئ العدالة والشفافية والمصداقية وعدم الازدواجية في المعايير.
ووصف سموه العدوان الإسرائيلي على قطر بأنه انتهاك صارخ وتعدٍّ على سيادة وسيط يعمل من أجل السلام، مؤكداً أن أي تهديد أو عدوان تتعرض له دولة عضوة في مجلس التعاون الخليجي يمثل تهديداً وعدواناً مباشراً على جميع دول المجلس... وفيما يلي تفاصيل كلمة سموه أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
قال ممثل سمو الأمير، سمو ولي العهد: «إنه يسرني أن أنقل لكم تحيات سمو أمير الكويت وتمنيات سموه بنجاح أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة وأتقدم إليكم - رئيسة الجمعية - وبلدكم الصديق بالتهنئة لانتخابكم رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أشيد بالجهود التي بذلها سلفكم فيليمون يانغ خلال رئاسته للدورة السابقة لأعمال الجمعية العامة، ولا يفوتني أن أثمن عالياً القيادة الحكيمة للأمين العام أنطونيو غوتيريش، وأغتنم هذه المناسبة لأجدد دعم الكويت المتواصل له ولجهوده الجريئة والحميدة في إنفاذ الأهداف والرسالة السامية للأمم المتحدة».
جهود إصلاحية لتعزيز فاعلية الأمم المتحدة وكفاءتها لجعلها قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المستقبلية
«أفضل معاً»
وأضاف سموه: «إننا نشاطر رؤيتكم لأهداف هذه الدورة بعنوان (أفضل معا) حيث يجسد هذا العنوان روح الوحدة والمسؤولية المشتركة المطلوبة لتجاوز التحديات العديدة والمتشابكة في عالمنا اليوم، ومن الواجب على الدول الأعضاء أن تعمل معا للحفاظ على هذه المنظمة حجر الزاوية لتعددية الأطراف والملاذ الدولي الآمن الذي تتجه إليه الدول والشعوب لمعالجة وحل خلافاتها ومشاكلها ولاستكشاف مستقبل وسبل تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في العالم».
ما يحدث منذ عامين في غزة من إبادة جماعية جاء نتيجة لازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي
وأكد أنه «قبل أن ننظر إلى المستقبل لا بُد أن نقف لوهلة للنظر إلى العقود الثمانية الماضية التي مرت بها هذه المنظمة التي أسست عندما اتفقت الدول في عام 1945 على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف».
وأوضح أنه «على الرغم من عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة منذ إنشاء الأمم المتحدة فإننا شهدنا أحيانا - وأخيرا على وجه الخصوص - عجزها عن التعامل مع التحديات السياسية والأمنية والمناخية والإنسانية والصحية، كما ينبغي علاوة على أن الإخفاقات التي نتشارك بها في إطار هذه المنظمة يجب أن نستوعب دروسها ونتعلم منها كدول وحكومات وشعوب، فذلك هو السبيل الأمثل لضمان عدم تكرارها ولبناء مستقبل أكثر أمانا للأجيال المقبلة».
إصلاح جهاز مجلس الأمن يجب أن يكون على سلّم الأولويات لترسيخ العدالة والشفافية وعدم ازدواجية المعايير
دعم الحق الكويتي
وذكر أن هناك نجاحات عديدة لهذه المنظمة لا يمكن نسيانها وأستذكر هنا - بكل امتنان - إحدى أبرز قصص نجاح الأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن على نحو خاص عندما وقف العالم قبل 35 عاما بجانب الكويت دعما للحق والعدل والقانون.
ولفت سموه إلى أنه وقف على هذا المنبر في 27 سبتمبر 1990 أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيّب الله ثراه، حاملاً رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله وتعرضت أرضه للغزو، وقد عبّر الحضور في هذه القاعة عن تأييدهم ومساندتهم لرسالة هذا الشعب - شعب الكويت المسالم - وقضيته العادلة في لحظة راسخة في ذاكرة كل مواطن كويتي جسدت الموقف الدولي المؤيد لتحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم وإعادة الشرعية لأهلها.
وأكد سموه أن مجلس الأمن أثبت آنذاك قدرته على الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، حيث طبّق نموذجا رائعا لما ارتأى الآباء المؤسسون لميثاق المنظمة، فتدرج حينها المجلس في تطبيق صلاحياته، وصولا إلى اتخاذ قراره التاريخي «باستخدام جميع الوسائل اللازمة» لتحرير دولة الكويت، وهو موقف مخلد في وجدان الشعب الكويتي وشعوب العالم.
مجلس التعاون أثبت عبر الزمن أنه ركيزة أساسية للاستقرار والازدهار في منطقتنا
الأسرى والمفقودون الكويتيون
ولفت سموه إلى أنه في سياق حديثنا عن أهمية الحفاظ على قصص نجاحات منظمتنا التي جسد من خلالها مجلس الأمن أروع الأمثلة في تحقيق العدالة والإنصاف والذود عن سيادة الدول والحفاظ على شعوبها، مردفا: لا يفوتنا هنا أن نذكر بالقضية الإنسانية للكويت التي لا تزال تشغل أذهان الشعب الكويتي، ألا وهي مصير الأسرى والمفقودين الأبرياء الذين ارتقوا إلى جوار ربهم جراء ما تعرّض له وطنهم من ظلم وعدوان والأرشيف الوطني الذي يمثل الذاكرة المؤسسية المفقودة للكويت منذ أكثر من 3 عقود من الزمن.
وشدد سموه على أن هذه القضية ذات الأبعاد المتعددة: الإنسانية والأخلاقية والأممية تتطلب توافر النوايا الصادقة والإرادة الصلبة لمعالجتها على النحو الأمثل بمتابعة حثيثة من قبل مجلس الأمن، مستطردا: ونأمل تضميد جراح ذوي الأسرى والمفقودين الذين لا تزال أفئدتهم تعتصر ألما لغيابهم وقلوبهم تمتلئ أملا بدفن رفات أحبتهم على أرض الوطن.
ورحب سموه باعتماد مجلس الأمن القرار 2792 (2025) بالإجماع، والذي نص على تعيين ممثل أممي رفيع المستوى لمتابعة تلك الملفات على وجه الخصوص، متابعا: وعليه - ونظرا لعمق تأثيرها وأبعادها الإنسانية والوطنية - فلا بُد أن تسخّر ولاية هذا الممثل الأممي رفيع المستوى لإنهاء هذه الملفات العالقة بشكل عادل ونهائي، بما يتسق مع التطلعات المشروعة للكويت والمجتمع الدولي وهو الأمر الذي سيسهم - بلا أدنى شك - في تعزيز مناخ التعاون المشترك بين الكويت والعراق الشقيق.
العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر انتهاك صارخ وتعدٍّ على سيادة وسيط يعمل بجهود صادقة من أجل السلام
إصلاح الأمم المتحدة
وأوضح سموه أن الأمين العام أطلق مبادرة الأمم المتحدة «80 - UN80 Initiative» والتي تأتي متوافقة مع الجهود الإصلاحية التي تسعى إلى تعزيز فاعلية الأمم المتحدة وكفاءتها لجعلها قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المستقبلية.
وبين سموه انه عندما نتحدث عن الإصلاحات في إطار النظام الدولي المتعدد الأطراف فلا بُد أن يكون إصلاح جهاز مجلس الأمن على سلم الأولويات وإننا على قناعة تامة بأن هناك حاجة ملحّة لإجراء إصلاحات ترسخ مبادئ العدالة والشفافية والمصداقية وعدم الازدواجية في المعايير لجعل مجلس الأمن أكثر قدرة على التصدي للتهديدات المعاصرة، ولتكون تركيبته أكثر انعكاسا للعالم الذي نعيشه اليوم.
نقف إلى جانب سورية ولبنان في مساعيهما لبناء مستقبل مزدهر وآمن يحقق تطلعات شعبيهما واحترام سيادتهما ووحدة أراضيهما
مجلس التعاون ركيزة الاستقرار
وأعرب سموه عن تشرف الكويت برئاسة الدورة الحالية الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبر مرور الزمن أثبت هذا المجلس أنه بات ركيزة أساسية للاستقرار والازدهار في منطقتنا، موضحا أن الكويت دأبت من خلال رئاستها لهذا المجلس على مواصلة مسيرة العمل الخليجي المشترك وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المنظمات الإقليمية والدولية.
وعبّر عن اعتزاز الكويت بتقديمها - نيابة عن جميع الأشقاء في دول المجلس - القرار الذي اعتمد بتوافق الآراء في هذه الجمعية المعني بالتعاون بين مجلس التعاون ومنظمة الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا الكيان المبارك والدول الأعضاء فيه يتطلعون إلى أخذ زمام الريادة والقيادة في مختلف المجالات.
وقال سموه: «نحن شعوب الخليج لا نعرف المستحيل، وسنبحر في خضم أمواج المستقبل بعزيمة لا تلين مؤمنين قولا وفعلا بوحدة المصير».
نتابع ببالغ القلق الأوضاع في اليمن والسودان والصومال وليبيا وندعو إلى تغليب صوت الحكمة والحوار لحل الخلافات
العدوان على قطر
وأشار سموه إلى أن منطقتنا في الآونة الأخيرة شهدت تصعيدا عسكريا خطيرا واتساعا لرقعة النزاع، وهو الأمر الذي سبق أن حذرنا من خطورته وتبعاته على أمن واستقرار المنطقة، مضيفا: وإذ ندين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، فإننا نعد ذلك انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، وتعديا على سيادة وسيط يعمل بجهود صادقة من أجل السلام.
وجدد سموه تضامن الكويت الكامل مع الأشقاء في دولة قطر، مؤكدا أن أي تهديد أو عدوان تتعرض له دولة عضو في مجلس التعاون يمثل تهديدا وعدوانا مباشرا على جميع دول المجلس.
وأوضح سموه أنه قبل أيام معدودة عقدت قمتان استثنائيتان، الأولى للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والثانية القمة العربية - الإسلامية الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، ونشدد على كل المضامين التي وردت في البيانين الختاميين الصادرين عنهما.
تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات من شأنها أن تسهم في معالجة البرنامج النووي الإيراني وسائر القضايا العالقة
خور عبدالله
وشدد سموه على أن الكويت تواصل سعيها الدؤوب الممتد لأكثر من عقدين من الزمن لمساعدة العراق على تلبية آمال وتطلعات شعبه الشقيق وتمكينه من الإسهام في أمن واستقرار المنطقة، في إطار تفاهمات ثنائية تمثل حجر الأساس محددة لمعالم التعاون والتنسيق والتكامل وصولا إلى مستقبل أكثر إشراقا كفيلة بطي صفحات الماضي الأليم ومعالجة جراحه.
وأعلن أن الكويت من هذا المنبر، للعام الثالث على التوالي، تؤكد التزامها بما نصت عليه اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله وبروتوكول المبادلة الأمني المبرم مع العراق الشقيق منذ 2009، وتجدد التزامها بتصحيح مسار العملية التفاوضية لترسيم الحدود البحرية مع العراق الشقيق لما بعد العلامة 162، وفقا لمبادئ وقواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 ودون أي مساس بالأراضي والجزر والمرتفعات المائية الثابتة، مجددا في الوقت ذاته دعوتنا للأشقاء في العراق باحترام ما نصت عليه الاتفاقيات والتفاهمات النافذة التي أسلفنا ذكرها، بحيث يتسنى لنا الانطلاق نحو الارتقاء بمجالات التعاون التي بادرت بلادي بإرسائها مع العراق الشقيق إلى آفاق أرحب.
للمرأة والشباب في بلادنا دور فاعل في مسيرة التنمية ونهضة المجتمع وازدهاره
الإبادة في غزة
واعتبر سموه أن ما يحدث في قطاع غزة منذ ما يقارب عامين من عقاب جماعي وقتل لعشرات الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء وانتهاج القوة القائمة بالاحتلال سياسة التجويع كأداة حرب، ما هو إلا تطبيق مرئي للإبادة الجماعية، مردفا أنه وصلنا إلى ما نحن عليه نتيجة لازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ولا يمكن الدعوة إلى احترام القانون الدولي في مكان وتجاهل تطبيقه في مكان آخر، حيث يؤدي ذلك إلى زعزعة الثقة بالمنظومة الأممية وتقويض أسس العدالة والمساواة التي قامت عليها.
وفيما أكد أن الكويت تدين مجددا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، تدعو إلى إنهائه بشكل فوري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مشيدا بجهود دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية ومساعيها المبذولة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ملتزمون بدعم مسيرة التنمية العالمية وتقديم وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى شتى بقاع العالم
واستذكرسموه المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وفرنسا الصديقة، فإننا نتطلع إلى البناء على ما توّج به المؤتمر من زخم سياسي، مشيدين بالخطوة التي اتخذتها العديد من الدول الصديقة المتمثلة في الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة، ونؤكد ضرورة اتخاذ سائر الدول خطوات مماثلة.
وزاد سموه أن الكويت تؤكد التزامها الثابت بدعم وكالة أونروا، إدراكا منها للدور المحوري والمهم الذي تضطلع به الوكالة لتأمين الاحتياجات الأساسية للملايين من اللاجئين الفلسطينيين وتجدد رفضها القاطع لسياسة الاستيطان والتهجير القسري التي تنتهجها القوة القائمة بالاحتلال، مشددين على ضرورة أخذ خطوات لتحميل إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال - المسؤولية القانونية تجاه ما قامت به من قتل ودمار.
وجدد موقف الكويت التاريخي والثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
الكويت كانت وما زالت وستبقى كما عهدتموها عبر الزمن داعمة بقوة للأمم المتحدة
سيادة الدول العربية
وأعلن سموه أن الكويت تقف إلى جانب سورية ولبنان في مساعيهما لبناء مستقبل مزدهر وآمن يحقق تطلعات شعبيهما، مؤكدة ضرورة احترام سلامة وسيادة ووحدة أراضي البلدين الشقيقين، مردفا: كما تتابع ببالغ القلق ما تشهده كل من اليمن والسودان والصومال الفدرالية ودولة ليبيا، وندعو إلى تغليب صوت الحكمة والعقل والانخراط بالحوار السياسي لحل الخلافات وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وقواعد القانون الدولي بما يضمن وحدة وسلامة واستقرار وسيادة هذه الدول الشقيقة.
وتابع سموه أنه انطلاقا من تمسكنا بمبادئ حسن الجوار الواردة في ميثاق الأمم المتحدة نؤكد مجددا دعوتنا لإيران إلى تفعيل إجراءات جادة لبناء الثقة القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ونؤمن بأن تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات من شأنها أن تسهم في معالجة البرنامج النووي الإيراني وسائر القضايا العالقة.
نمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل وفق «رؤية 2035» لجعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً وثقافياً رائداً في المنطقة
«رؤية 2035»
وقال سموه إننا في الكويت، وبفضل عزيمة أبنائها الأوفياء نمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل وفق «رؤية الكويت 2035» التي تهدف إلى ترسيخ الكويت كمركز مالي وتجاري وثقافي رائد في المنطقة وكذلك وبشكل مواز نعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مستلهمين من الآباء والأجداد قيم العمل والإخلاص والعطاء التي غرسوها في الأجيال المتعاقبة من أجل بناء وطن آمن ومزدهر.
وأكد أهمية الدور الفاعل للمرأة الكويتية والشباب الكويتي في مختلف المجالات، مشيدين بمساهماتهم القيمة في مسيرة التنمية ونهضة المجتمع وازدهاره، مبينا أنه مع بقاء خمسة أعوام فقط على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 نشدد على ضرورة مواصلة العمل حتى تستطيع الدول تحقيق تلك الأهداف النبيلة لضمان عدم ترك أي أحد يتخلف عن الرَّكْب.
بلادنا منارة ومركز للعمل الإنساني ورائدة في العمل الدولي الإنمائي ووسيطة إقليمية موثوق بها
ووأوضح سموه أنه انطلاقا من تلمّس الكويت معاناة الدول النامية والأقل نموا حرصت على دعم جهود التنمية الدولية، حيث قدمت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ تأسيسه عام 1961 دعما لتمويل مشاريع إنمائية في 107 دول، وتؤكد التزامها بدعم مسيرة التنمية العالمية واستمرارها في تقديم وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى شتى بقاع العالم دونما تمييز أو تسييس أو شروط.
وفي ختام كلمته، قال سموه إن الكويت كانت ومازالت وستبقى كما عهدتموها عبر الزمن داعمة بقوة للأمم المتحدة ومساعيها السامية في مختلف بقاع العالم ملتزمة التزاما راسخا بمقاصد ومبادئ ميثاقها، واصفا إياها بأنها منارة ومركزا للعمل الإنساني ورائدة في العمل الدولي الإنمائي ووسيطة إقليمية موثوقا بها، ومساندة للجهود الدولية لتسوية النزاعات عبر الحوار والحلول السلمية، ومؤمنة بثقافة التسامح والتعايش السلمي محبة للسلام، وستبقى تعمل من أجله.