«الثالثة» جولة التحولات الفنية والرسائل المتباينة

• في دوري زين الممتاز «الأصفر» قدَّم عرضاً هجومياً متكاملاً... والسالمية واصل صحوته

نشر في 25-09-2025
آخر تحديث 24-09-2025 | 20:51
مع إسدال الستار على الجولة الثالثة من دوري زين الممتاز لكرة القدم، بدأت ملامح المنافسة تتبلور، وظهرت الفوارق الفنية بين الفرق التي تملك أدوات الحسم، وتلك التي لا تزال تبحث عن التوازن. الجولة شهدت تسجيل 14 هدفاً في خمس مباريات، بمعدَّل 2.8 هدف لكل مباراة، وهو رقم يعكس حيوية هجومية نسبية، لكنه أيضاً يكشف عن هشاشة دفاعية لدى بعض الفرق التي لم تنجح في احتواء الضغط أو التعامل مع التحوُّلات السريعة.
الفرق التي نجحت في الجولة الثالثة من دوري زين الممتاز لكرة القدم لم تكن بالضرورة الأكثر استحواذاً، بل كانت الأكثر فاعلية في استغلال الفرص. فالقادسية قدَّم نموذجاً للهجوم المنظَّم، فيما الشباب والسالمية أظهرا قُدرة على الحسم من أنصاف الفرص.

في المقابل، الفرق التي تعثرت لم تكن سيئة فنياً، لكنها افتقدت التركيز في اللحظات الحاسمة، أو عانت غيابات مؤثرة أثرت على التوازن العام.

الجولة الثالثة كانت بمنزلة اختبار للجاهزية الذهنية أكثر من الجاهزية البدنية. ومن الواضح أن الفرق التي تملك عُمقاً في التشكيلة وتنوُّعاً في الحلول هي الأقرب للثبات بالجولات المقبلة.

القادسية يرفع السقف الفني

القادسية لم يكتف بالصدارة، بل قدَّم عرضاً هجومياً متكاملاً أمام الفحيحيل، سجَّل خلاله خمسة أهداف، أربعة منها في الشوط الأول، مستفيداً من أخطاء دفاعية قاتلة. الفريق بدا منظماً في التحوُّلات، وامتلك تنوُّعاً في الحلول الهجومية، فيما ظهر الفحيحيل هشاً دفاعياً، رغم محاولاته في الشوط الثاني لتقليص الفارق.

المدرب فراس الخطيب قال بعد اللقاء: «الإشارة إلى هذه الأخطاء لا تعني تحميل اللاعبين مسؤولية الخسارة، فأنا المدرب، ودائماً أتحمَّل المسؤولية».

وأضاف: «نعاني نقص ستة لاعبين مؤثرين، والفريق سيتحسَّن بعد التوقف الدولي، وسيظهر بصورة مختلفة».

فاعلية بأقل مجهود



السالمية واصل صحوته بفوز ثانٍ على التوالي، وهذه المرة على التضامن بهدف نظيف، سجله أحمد العيدان في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. الفريق بدا أكثر تنظيماً، ونجح في إدارة المباراة، رغم الطرد المتأخر لأحد لاعبيه.

أما الشباب، فقد خطف فوزاً قاتلاً على النصر بهدف عبدالله العتيبي في الدقيقة الأخيرة، رغم النقص العددي، بعد طرد قائده محمد القبندي. الفريقان أظهرا قُدرة على استثمار اللحظة، من دون الحاجة إلى سيطرة مطلقة أو استحواذ طويل.




مباراة التفاصيل الصغيرة

في واحدة من أكثر مباريات الجولة إثارة، انتهى لقاء كاظمة والجهراء بتعادل درامي 2-2، بعد أن سجل يوسف أبوجزر هدفاً في مرماه، ثم عاد ليُعوض بخطف التعادل في الدقيقة الأخيرة. المباراة كشفت عن رغبة الفريقين في القتال حتى النهاية، لكنها أيضاً أظهرت هشاشة دفاعية تحتاج إلى مراجعة.

أبوجزر قال بعد اللقاء: «كُنت مطالباً بتعويض الخطأ، والحمد لله نجحت في ذلك باللحظة الأخيرة».

تعادل لا يخدم أحداً

انتهت قمة الجولة بين العربي والكويت بالتعادل 1-1، في مباراة شهدت طرداً مؤثراً لقائد الكويت، وتراجعاً تكتيكياً منح العربي فُرصة للضغط، لكنه لم يستثمرها بالشكل المطلوب. الفريقان تقاسما النقاط، لكن النتيجة خدمت القادسية، الذي انفرد بالصدارة بفارق الأهداف.

محمد صولة، لاعب القادسية، علَّق على المواجهة المقبلة، قائلاً: «مَنْ يحتفظ بتركيزه، ويقلل من أخطائه، سيظفر بها، فالمباريات الكبيرة لا تُحسم إلا بالتفاصيل الدقيقة».

back to top