الشرع: سورية ستكون عامل استقرار

حذّر إسرائيل من تأخير التوصل إلى اتفاق أمني ومن خطر التقسيم

نشر في 25-09-2025
آخر تحديث 24-09-2025 | 20:18
الرئيس السوري أحمد الشرع  ووزير الخارجية السورية أسعد الشيباني
الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السورية أسعد الشيباني

توّج الرئيس السوري أحمد الشرع رحلته التاريخية إلى الولايات المتحدة بإلقاء خطاب غير مسبوق منذ 60 عاماً من على منبر الأمم المتحدة أعلن فيه استعادة سورية دورها الريادي والإقليمي وتطرق إلى سياسته الداخلية وخطط لدعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتعزيز الحراك الدبلوماسي لرفع ما تبقى من العقوبات.

وفي الخطاب، الذي بثته الأجهزة الحكومية في أبرز ساحات المحافظات والمكاتب الإعلامية فيها، قدّم الشرع سورية كعامل استقرار للمنطقة منفتحة على محيطها العربي والإقليمي ودول العالم، لا مصدر أزمات ولا كدولة تبحث عن مساعدات.

واستبق الشرع إلقائه لأول خطاب لرئيس سوري بالجمعية العامة للأمم المتحدة منذ كلمة الرئيس السابق نور الدين الأتاسي عام 1967، بالتحذير من أن الشرق الأوسط مقبل على جولة جديدة من الاضطرابات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سورية، والالتزام بمسار تفاوضي جاد والتوقف عن استغلال «لحظة ضعف» لتنفيذ هجمات واسعة.

وقال الشرع، في ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط بنيويورك حضرها مئات الدبلوماسيين والإعلاميين ورجال الأعمال،: «فعّلنا جهودنا الدبلوماسية للحوار مع إسرائيل، ولسنا من يسبب المشاكل، نحن نخاف من إسرائيل وليس العكس»، محذراً من أن استمرار الانتهاكات الجوية والتوغلات البرية يعرقل المفاوضات ويهدد الاستقرار.

وأضاف: «هناك مخاطر متعدّدة مرتبطة بواقع أن إسرائيل تؤخّر المفاوضات وتواصل انتهاك مجالنا الجوي واختراق أراضينا».

ورفض الشرع الخوض في أيّ نقاش بشأن تقسيم سورية في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل توغلاتها في جنوب سورية بحجة الدفاع عن مصالح الأقلية الدرزية.

وقال إنّ «وحدة سورية هي جوهر سياستنا الأمنية، والأردن يتعرّض لضغوط، وأي تقسيم سيضر به والعراق وتركيا ويعيد المنطقة إلى المربع الأول».

وأكد الشرع أن سورية، التي لاتزال رسمياً في حالة حرب مع إسرائيل، خرجت لتوّها من حرب أهلية استمرت عقداً ونصف العقد، وليس من مصلحة أحد أن تعود إلى ما كانت عليه بعد 14 عاماً من الحرب.

في ملف المصالحة الداخلية، اعتبر الشرع أن «الأخطاء التي جرت في السويداء ارتكبتها جميع الأطراف، وخيارنا هو المصالحة»، مؤكدًا أن العدالة الانتقالية جارية وأن فلول النظام السابق يُحاكمون.

كما شدد الشرع على أهمية دمج مختلف المكونات في مستقبل سورية، مؤكداً أن «واشنطن يمكن أن تساعد في دمج الأكراد في القوات المسلحة السورية».

وفيما يخص العلاقات الخارجية، أكد الشرع أن سورية تعمل على تحسين علاقاتها مع قوى إقليمية مثل تركيا والسعودية والإمارات وقطر والعراق، إضافة إلى تقارب تدريجي مع مصر، وقال: «إذا كان جارك بخير، فأنت بخير».

وتزامنت مواقف الشرع مع إعلان المبعوث الأميركي توم براك عن اقتراب سورية وإسرائيل من اتفاق «خفض تصعيد» يقضي بوقف الاحتلال لهجماته مقابل التزام دمشق بعدم نقل معدات ثقيلة قرب الحدود.

back to top